فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

فروانة : الاحتلال يتعامل مع " سعدات " من منطلق الانتقام والثأر

 

 

غزة – 19-6-2009- حذر الأسير السابق ، الناشط المختص في الدفاع عن الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، من استمرار الإجراءات الانتقامية بحق القائد الوطني النائب الأسير أحمد سعدات ، والتي ربما تصل في مرحلة متقدمة إلى التصفية الجسدية ، إذا ما لاقت صدى وفعل مناهض من قبل الجهات المعنية وعلى كافة المستويات وبحجم يوازي ما يتعرض له من جرائم .

    وأكد فروانة بأن " سعدات " في خطر وأن إدارة السجون الإسرائيلية ومن خلفها الجهات السياسية والأمنية تنطلق في تعاملها معه من منطلق الانتقام والثأر ، وما لم تستطع تحقيقه والنيل من صموده وإرادته طوال شهور في أقبية التحقيق ، أو من خلال محاكماتها الصورية التي لم تستند لأية إدانة حتى وفقاً لمفاهيم وقوانين الاحتلال ، فإنها تحاول تحقيقه خلال تعاملها معه داخل السجن ، من خلال إجراءاتها " العقابية " تحت ذرائع متعددة ومتقلبة ، كان آخرها سلسلة إجراءات عقابية رداً على إضرابه عن الطعام احتجاجاً على عزله ، محملاً إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة " سعدات "  ورموز المقاومة كافة.

   وقال فروانة : أن هذا ليس بجديد على موقف الاحتلال من شخص " سعدات " ونضالاته ونهجه المقاوم وما يمثله من ثقل ومكانة على الخارطة السياسية ، معتبراً أن اختطاف " سعدات " من سجن أريحا وزجه في سجون الاحتلال بظروف قاسية وتعرضه لصنوف مختلفة من التعذيب ، ومن ثم محاكمته واستمرار احتجازه ، ما هي إلا إجراءات سياسية انتقامية من شخص سعدات ومن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يقف على رأس الهرم فيها ، ومن المقاومة التي يمثلها سعدات ، على ما قاموا به رفاقه من عمل مقاوم نوعي وغير مسبوق في تاريخ المقاومة الفلسطينية ، عمل لم يعتَد عليه الاحتلال الإسرائيلي من قبل ولم يشهد مثيله من بعد حتى اللحظة ، تمثل بقتل وزير السياحة الإسرائيلي " رحبعام زئيفي " كرد على اغتيال قوات الاحتلال للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  القائد الوطني الكبير " أبو علي مصطفى " .

    ورأى فروانة بأن العزل الإنفرادي ما هو إلا إجراء انتقامي يندرج في سياق تلك الإجراءات ، وينبع من العقلية الإسرائيلية الانتقامية من " سعدات " والتي لم ولن تتوقف وستتواصل في الفترة القادمة .

    وقال : حتى لو أنهت ادارة سجون الاحتلال عزلها الإنفرادي للرفيق سعدات ، فهذا لا يعني انتهاء الإجراءات الإنتقامية منه ، بل ربما يعود للعزل مرة أخرى في القريب ، ونتوقع إجراءات انتقامية جديدة يمكن أن تتخذ بحقه بهدف التضييق عليه بشكل خاص ، لما يمثله سعدات من قيمة وطنية وسياسية وحزبية كبيرة لدى الشعب الفلسطيني كافة ، وفصائل المقاومة خاصة ، وهو لا يقل شأناً عن قادة وطنيين وأمميين عظام .

   وأشار فروانة : بأن ما لا ترغب في إقراره إدارة السجون ، هو أن " سعدات "  رجل ثابت لم يتغير في تعامله مع الاحتلال وأبدع في القتال والمطاردة وإدارة الصراع ، شامخ لم ولن ينحني لإجراءاته ، وعكس في سلوكه مقولة الشهيد كنفاني " الإنسان قضية " ، أينما حلَّ وفي أصعب الظروف وأحلكها ، وصمد أمام المحققين ولم تعرف عضلة لسانه طريقاً للحركة أمامهم خلال فترات اعتقاله العديدة ، ورغم تقييد حركته في غرف السجن أو زنازين العزل الإنفرادي ، فانه حاضر لم ولن يغيب أبداً عن أبناء شعبه ، يسمو بمواقفه الوحدوية، ويعلو بتصريحاته الصائبة ويسكن أفئدتهم وعقولهم برؤيته السياسية الناضجة .

إضراب سعدات .. رسالة

    واعتبر فروانة بأن إضراب الرفيق " سعدات " عن الطعام والذي استمر لمدة تسعة أيام متواصلة احتجاجاً على عزله في زنزانة انفرادية ، كان بمثابة صرخة مدوية أراد من خلالها " سعدات " أن يبعث برسالتين ، الأولى باسم الأسرى عموماً وما يتعرضون له من انتهاكات وإجراءات " عقابية " ، والمعزولين خصوصاً وإثارة قضيتهم ومعاناتهم المضاعفة في قبور العزل الإنفرادي وبعضهم منذ سنوات طوال ، ورفضاً لسياسة العزل المتصاعدة وما تشكله من موت بطيء للأسير .

فيما الرسالة الثانية تهدف إلى تسليط الضوء على ما يتعرض له بشكل خاص ، هو ورفاقه الآخرين الذين نفذوا عملية قتل الوزير الإسرائيلي " زئيفي " بشكل مباشر ، من مضايقات وانتهاكات وإجراءات انتقامية بدأت منذ لحظة اختطافهم من سجن أريحا  ولا زالت متواصلة ،  وهي رسالة موجهة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أولاً قبل غيرها للتحرك الجدي والفاعل لإنقاذ حياة هؤلاء والسعي لتحريرهم ، بكافة الأشكال المشروعة .

     وفي هذا الصدد ثمن فروانة موقف القائد الأسير " سعدات " الرافض لسياسة العزل ولكل أشكال الظلم والاضطهاد والإجراءات العقابية ، عاكساً بذلك موقف الأسرى عموماً  ، والذي من الفترض أن يسانده موقف فلسطيني موحد ومتواصل  يوازي حجم الخطورة التي يتعرض لها الأسرى .

     وأعرب فروانة عن خشيته من تراجع الفعاليات والأنشطة التي جاءت تلبية لنداءات التضامن مع سعدات  ، ونصرة لقضيته وقضايا الأسرى المعزولين عموماً وحقهم بالعيش بكرامة وإنسانية وفقاً لكافة الأعراف والمواثيق الدولية ، في الوقت الذي يفترض فيه أن تتصاعد وتتسع وتشهد تطوراً كماً ونوعاً في الفترة المقبلة .

رموز المقاومة على قائمة صفقة " شاليط "

    وناشد فروانة الفصائل الفلسطينية آسرة " شاليط " بوضع قضية تحرير سعدات ورفاقه وكافة رموز المقاومة والقادة السياسيين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية على رأس سلم أولوياتهم ومطالبهم ، انتصاراً للمقاومة الفلسطينية المشروعة التي كفلتها كافة المواثيق الدولية .

 

     يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ، كانت قد اقتحمت سجن أريحا في الرابع عشر من آذار / مارس 2006 ، واختطفت الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد " أحمد سعدات " وأربعة من رفاقه ،  بسبب تبني منظمته اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف "رحبعام زئيفي " في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2001 في فندق ريجنسكي بالقدس الشرقية رداً على اغتيال قوات الاحتلال القائد أبوعلي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية آنذاك .

وفي الخامس والعشرين من كانون أول / ديسمبر من العام الماضي وبعد سلسلة جلسات ، أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكماً بالسجن الفعلي لمدة ( 30 ) عاماً بحق سعدات كإجراء سياسي وانتقامي دون إدانة حتى وفقاً لقوانين الاحتلال ، فيما أصدرت أحكاماً بالسجن مدى الحياة بحق أربعة من رفاقه اتهموا بتنفيذ عملية قتل الوزير الإسرائيلي بشكل مباشر .

 

أدناه موضوعات ذات صلة بالموضوع أعلاه

 

- تقرير شامل في ذكرى السابع عشر من أكتوبر تكريماً للأسرى الأبطال منفذي العملية

 

- فروانة : محاكمة سعدات سياسية وانتقامية بالدرجة الأولى

 

- أحمد سعدات ومحاكمة المقاومة ..!