الانقسام السياسي يمزق المبادرات الفلسطينية لدعم المعتقلين.. و"ليمونة نائل" تجسد صمود عميد الأسرى

 

ديمة اللبابيدي

1/3/2011

 

تتعدد الطرق التي يحاول من خلالها كل منا أن ينصف المعتقلين والمحررين وذويهم، فهناك من يتحدث عنهم بطريقة مباشرة عبر وسائل الإعلام، ومنهم من يبتكر طرق مميزة لإعلاء أصواتهم.

إذاعة الإيمان من غزة وعبر برنامجها مشاعل الحرية أفردت حلقة خاصة للحديث عن المبادرات والفعاليات المجتمعية والحكومية، التي تهدف إلى دعم قضايا المعتقلين.

 

السيد "نشأت الوحيدي" الناطق الإعلامي باسم لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، منسق الحركة الشعبية لنصرة الأسرى، تحدث خلال اللقاء عن فعاليات لجنة الأسرى والحركة الشعبية لدعم المعتقلين. أبرزها، مسير على الأقدام في 26 مايو 2010من رفح جنوب قطاع غزة إلى شمال القطاع مسافة 48 كم، بمشاركة الشباب الفلسطيني وممثلون عن الفصائل الوطنية وشخصيات إعلامية.

 

كما أعلنت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية عن مسابقة جائزة الحرية الشهر الماضي لأفضل تقرير صحفي مكتوب أو متلفز، وأفضل قصة، وأفضل حلقة إذاعية، وأفضل أغنية، بهدف نشر حقائق عن المعتقلين بطرق إبداعية مميزة، حيث أوضح "الوحيدي" أن الإسرائيليين يفتحون جبهات متعددة في العالم للتحدث عن قضية الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط" بينما لا يحظى المعتقلون الفلسطينيون بهذا الاهتمام.

في الإطار ذاته، رأى "الوحيدي" أن المبادرات كلها يجب أن تكون متواصلة ومتتابعة حتى لا يكون الحديث موسمياً فقط، في الوقت الذي تتلاحق فيه الانتهاكات ضد المعتقلين، مثمناً دور القائمين على مؤتمري الجزائر والمغرب أواخر 2010 أوائل 2011 في تدويل القضية. وطالب "الوحيدي" الجهات المعنية باستصدار طابع بريد يحمل صور المعتقلين والمعتقلات، لزيادة وعي العالم بالسيرة النضالية لهم في سجون الاحتلال. 

 

بدوره تحدث السيد "جمال فروانة" مدير منظمة أنصار الأسرى، عن الفعاليات الخاصة بالمنظمة والتي تهدف أيضاً إلى دعم قضايا المعتقلين. وكان من بين هذه الفعاليات، "حملة المليون توقيع" في بداية عام 2000، حيث جمعوا مليون توقيع فلسطيني مطالب بالإفراج عن المعتقلين وإرسالها إلى الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مبادرة "أرسل رسالة لكل أسير" المشتركة بين الضفة المحتلة وقطاع غزة، شقي الوطن الذين يعانيان من الانقسام الآن، لكن الحملة لم تحظى بالاهتمام الكافي بسبب الانقسام، وحملات إلكترونية للتعريف بقدامى المعتقلين. وتحدث "فروانة" عن مقترح "ملحق للأسرى" يوزع في السفارات الفلسطينية حول العالم، الأمر الذي أيدته مجموعة من المؤسسات التي تعمى بقضايا المعتقلين، وتم اقتراحه في مؤتمر المغرب الذي عقد في فبراير 2011.

 

ويرى "فروانة" أن هذه المبادرات تخرج عن النطاق التقليدي في الحديث عن قضايا المعتقلين، لأنها تبرز القصص الإنسانية لكل معتقل بعيداً عن اللغة الإخبارية التي تذكرهم بالأرقام فقط، فيكون الإبداع هو الطريق للفت انتباه العالم لهذه القضية المهمة.

 

"ليمونة نائل البرغوثي" كانت لها قصة أيضاً روتها السيدة "أم عاصف البرغوثي" زوجة المعتقل منذ 25 عاماً "عمر"، وزوجة أخ المعتقل "نائل" المحكوم مدى الحياة ويقبع في السجن منذ ثلاثة وثلاثين عاماً، وأم المعتقل "عاصم" المحكوم 11 عاماً أمضى منهم أربعة، وأخت المعتقل "جياس البرغوثي" المحكوم 9 مؤبدات وثلاثون عاماً أمضى 9 سنوات.

 

وتقول "البرغوثي": "قبل 18 عاماً، أوصى "نائل البرغوثي" عميد الأسرى الفلسطينيين والده بزرع شجرة ليمون في منزل العائلة، وكان في كل زيارة يرسل الماء مع أهله ليسقوا الشجرة التي باتت معمرة الآن، إلا أن منع الزيارة عن "نائل" منذ عام منعه من إكمال مهمته برعاية شجرة يرى من خلالها الحرية والصمود".

وقللت "البرغوثي" من دور هذه المبادرات التي وصفتها بالطيبة وغير التقليدية، في دعم المعتقلين، لأن تضامن المجتمع والمؤسسات يفتقر وحدة الجهود التي تحرك ساكناً على الأرض.

 

كما تطرق اللقاء إلى الفعاليات التي تقوم بها وزارتي شئون الأسرى والمحررين في قطاع غزة والضفة المحتلة "بشكل منفصل بسبب الانقسام الداخلي الفلسطيني". وأوضح "رياض الأشقر" مدير الدائرة الإعلامية في الوزارة بغزة، أنهم نفذوا العديد من الفعاليات خلال عام 2010، أبرزها الالتقاء بالوفود العربية والأجنبية لتوضيح معاناة المعتقلين، وعقد مؤتمر دولي في غزة في أكتوبر الماضي شاركت فيه شخصيات دولية، بالإضافة إلى تنظيم مهرجان الحرية الدولي للأفلام التسجيلية، والتواصل مع المؤسسات الحقوقية بهدف ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي قانونياً. ونوه "الأشقر" إلى أن نجاح هذه الفعاليات في دعم المعتقلين على أرض الواقع مرهون بتحقيق الوحدة الوطنية.

 

بدوره تحدث "حسن عبد ربه" مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة شئون الأسرى والمحررين في الضفة المحتلة عن أبرز فعاليات الوزارة التضامنية، أبرزها، جدارية الحرية في رام الله، وإطلاق أسماء المعتقلين على الميادين والشوارع الرئيسية في محافظات الضفة، وفعالية شجرة لكل أسير وأسيرة وفاءً للمعتقلين، وإطلاق حملة أكتب رسالة لأسير في سجون الاحتلال لقيت مشاركة محلية وعربية، ومسابقة جائزة الحرية للأسرى. إلى جانب العمل الحثيث للملاحقة القانونية لمصلحة السجون الإسرائيلية، والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات العربية والدولية. وأكد "عبد ربه" أن هذه الفعاليات تزيد من وعي الفلسطينيين بقضايا المعتقلين، وتجعل قضاياهم حاضرة باستمرار.

 

من جهته، تحدث "عبد الناصر فروانة" الباحث المختص بشئون الأسرى، مدير الإحصاء في وزارة شئون الأسرى والمحررين عن اقتراح قدمه لرئيس الوزراء في الضفة الغربية "سلام فياض" بتضمين قضايا المعتقلين في المناهج الدراسية، ولم يتلق بعد رداً رسمياً من الحكومة.

وبنظرة عامة على المبادرات التي تهدف إلى دعم قضايا المعتقلين، يرى "فروانة" أن الجهود المجتمعية في تزايد مستمر، لكننا بحاجة إلى تطوير هذه الفعاليات وتوحيدها بربطها معاً ونراكم عليها، ونستفيد من تقييمنا لها، حتى تحقق نتائج ملموسة.

 

وفي ختام اللقاء، ثمنت إذاعة الإيمان جهود صحيفة "الشعب" الجزائرية في إصدار ملحق أسبوعي يرصد أخبار المعتقلين الفلسطينيين، في محاولة منهم لتدويل القضية إعلامياً.

 

يذكر أن برنامج "مشاعل الحرية" يبث عبر أثير إذاعة الإيمان من غزة على التردد 96.2 أف أم، وعبر الموقع الإلكتروني imanradio.com، كل اثنين في تمام الرابعة وخمس وثلاثين دقيقة بتوقيت القدس المحتلة.

 

موضوعات من انتاج اذاعة الإيمان

 - "فروانة" عبر أثير إذاعة الإيمان: الأسرى بحاجة إلى إعلام متخصص ومبدع   22-2-2011

 - الأسيرات يتحدثن عبر أثير إذاعة الإيمان نعاني التعذيب داخل المعتقل ونار نظرة المجتمع خارجه26-10-2010