"فروانة" عبر أثير إذاعة الإيمان: الأسرى بحاجة إلى إعلام متخصص ومبدع

ديمة اللبابيدي 22-2-2011

يلعب الإعلام دوراً مهماً في دعم قضايا المعتقلين في الداخل والخارج، ويتجلى الدور الإعلامي في تغطية أخبار المعتقلين ومتابعة الفعاليات المختصة بهم.

وحول المعالجة الإعلامية بشكل عام، وتغطية مؤتمر المغرب الذي عقد بداية العام لنصرة قضايا الأسرى، أفردت إذاعة الإيمان حلقة جديدة من برنامجها الأسبوعي "مشاعل الحرية" للحديث عن مستوى هذه التغطية كماً وكيفاً.

الباحث المختص بشئون الأسرى، مدير الإحصاء في وزارة شئون الأسرى والمحرر "عبد الناصر فروانة"، قال إن مؤتمر المغرب ناقش المحور الإعلامي بإسهاب إلى جانب المحورين الحقوقي والقانوني، إلا أن تغطية فعاليات المؤتمر لم تكن كافية، حيث لم يلاحظوا وجود أي فضائيات سوى فضائية "القدس"، وتلفزيون "فلسطين"، إلا أن المؤتمر حظي باهتمام كبير من الإعلام الفلسطيني بالداخل. وأرجع "فروانة" ذلك إلى الخلل في التنسيق والإدارة من الجهات الفلسطينية والمغربية المسئولة عن التغطية الإعلامية للمؤتمر.

أما عن المحور الإعلامي خلال المؤتمر، فأضاف "فروانة" أنه كان حافل بالمداخلات الفلسطينية والأجنبية، حيث تم تناول كل ما له علاقة بالإعلام من كيفية تناول قضايا المعتقلين وحجم تناول هذه القضايا في الإعلام، إضافة إلى المقارنة بين الإعلام الفلسطيني في حديثه عن المعتقلين الفلسطينيين، والإعلام الإسرائيلي وتحدثه عن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط".

أما عن التغطية الإعلامية الفلسطينية لقضايا المعتقلين والمحررين بشكل عام، أوضح "فروانة" أن هناك تغطية تقليدية لموضوعات المعتقلين وعدم استخدام الفنون الصحفية باستثناء الخبر، حتى أن المواقع الإلكترونية تستخدم الصور ذاتها بحيث تفقد تأثيرها على المتلقّي.

وشدد فروانة على ضرورة ترجمة الأخبار إلى لغات أخرى، والاهتمام بالتوثيق العلمي بحيث تستند الأخبار إلى معلومات دقيقة الأمر الذي يساعد الجهات الحقوقية بالملاحقة القانونية. كما أننا بحاجة إلى برامج تقارن بين الأوضاع المعيشية داخل السجون وبين القوانين والاتفاقيات الدولية حتى نقنع المجتمع الدولي بعدالة قضيتنا.

وأشاد "فروانة" ببرنامج "أحرار" الذي يبث عبر فضائية القدس لأنه يتناول عن الموضوعات بتخصص، معتبراً في الوقت ذاته أن برنامج "مشاعل الحرية" من أفضل البرامج الإذاعية الذي يعتمد على التخصص أيضاً في طرح القضايا، منوّهاً إلى أن باقي وسائل الإعلام تتحدث عن المعتقلين بموسمية.

وعن تأثير الفصائل السياسية على التغطية الإعلامية على قضايا المعتقلين والمحررين، أوضح "فروانة" أن الأحزاب تهتم بتغطية أخبار المعتقلين الذين ينتمون إليها فقط وعدم التركيز على الوحدة الوطنية داخل السجون. وهذا يشتت الجهود الإعلامية ويضعف حجم التغطية، كما أن هذه الجهود المتفرقة تولّد التكرار في الأخبار الأمر الذي يسبب الملل للمتلقّي.  

وخلال اللقاء، تحدث "سلطان العجلوني" مقدم برنامج "أحرار" عبر فضائية القدس، عن أهمية تدويل قضايا المعتقلين في الوقت الذي تقل فيه البرامج المختصة بهم بشكل كبير. موضحاً أن الإعلام يتعامل مع قضايا المعتقلين من باب "رفع العتب" أو بالدموع فقط، دون الحديث عن الأبعاد السياسية والقانونية لهذا الموضوع، فهناك جوانب إبداعية للمعتقلين والمحررين يجب إبرازها. كما تحدث "العجلوني" عن صعوبة التواصل مع المعتقلين داخل الأسر وعدم القدرة على إعطاء المعتقلين أنفسهم مساحة واسعة ليتحدثوا عن أنفسهم، الأمر الذي يقف عائقاً أمام الإعلام.

من جهته اعتبر "محمد بن جلون الأندلسي" رئيس الجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني، ورئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر المغرب، الاجتماع الأخير في الرباط مناسبة للحوار بين الفلسطينيين الذين عرضوا الشهادات الحية لأبنائهم في السجون، وبين المجتمع العربي والدولي. كما أن الجلسات التي عقدت في ورشات عمل المؤتمر أعطت مداخل قانونية لكيفية الملاحقة القانونية لإسرائيل.

وفي سؤال عن التغطية الإعلامية التي يعتبرها البعض غير كافية خلال مؤتمر المغرب، بيّن "بن جلون" أن ما صدر عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر حتى الآن هو بيان عام للعالم، وهم الآن يعملون على التقارير الدقيقة لنشرها وترجمتها الأمر الذي يقع على عاتق لجان المتابعة الفلسطينية والمغربية.

بدوره أوضح "حسن عبد ربه" مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة شئون الأسرى والمحررين، أن الوزارة تفرد جهود مكثفة لتغطية قضايا المعتقلين إعلامياً من خلال التواصل الدائم مع وسائل الإعلام المحلية والدولية من خلال توزيع التقارير والأخبار والرد على الاستفسارات بشكل مستمر، مبيناً أن هذه الجهود تحتاج إلى عمل أكبر وموحد لتحقيق نتائج فعالة، والتأثير على الرأي العام العالمي. وقال "عبد ربه" أنهم يعملون على متابعة مقترحات مؤتمر المغرب الإعلامية لتطبيقها، ويعملون أيضاً على صناعة الأحداث وليس تغطيتها فحسب لخلق حالة من التواصل الدائم مع قضايا المعتقلين.

وفي موضوع متصل، أعلن "عبد ربه" أن شهر مارس 2011 سيشهد عقد مؤتمر في "فيينا" تنظمه الأمم المتحدة، بحضور الوزير "عيسى قراقع" لتدويل قضية المعتقلين الفلسطينيين.

وفي ختام اللقاء تحدث "فروانة" عن المقترحات الإعلامية التي خرج بها مؤتمر المغرب، وهي إنشاء شبكة إعلامية دولية تدعم الأسرى إعلامياً، وإنشاء موقع إلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية يكون مرجعاً للمهتمين والباحثين بالتعاون بين وزارة الأسرى وبين المؤسسات المهتمة بهم، إضافى إلى تطوير برامج تلفزيون فلسطين، وإصدار مزيد من الملاحق للصحف العربية والمحلية التي تتحدث عن المعتقلين على غرار ملحق "صوت الأسير" في جريدة الشعب الجزائرية، وإنشاء مركز إعلام وتوثيق بشكل ممنهج لتقديم مواد موثقة للإعلام، وضرورة أن يكون هناك ملحق للاسرى في جميع السفارات الفلسطينة حول العالم، واصفاً المقترحات بأنها قابلة جميعاً للتطبيق إذا توفرت الإرادة.

يذكر أن برنامج "مشاعل الحرية" يبث كل اثنين في تمام الرابعة وخمس وثلاثيت دقيقة عبر أثير إذاعة الإيمان من غزة 96.2 أف أم.