فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

" أفكار متناثرة من رسائل سرية مهربة "

 

سجل في مفكرتك

لقطاء من كل ما هب ودب

 

بقلم محمود التعمري

سجن عسقلان – 1971

أرشيف الكاتب

 

تدب خطوات السجان ثقيلة على الأرض , فهو كآلة صماء يتحرك بطول المساحة الممتدة أمام مها جعنا ، يأت بين

الفينة والأخرى يضيء النور ويطل بوجهه القبيح الذي اخذ من الاصفـرار حصتـه منذ الصغر ليرى,  ما إذا كان احدنا خارج

فراشة أو يتحدث مع رفيقة ، أو خوفا من محاولة هروب قد نقوم بها ، أو عندما يسمع أية خطوات ذاهبة إلى الحمام ، أو عندما

يسمع صوتا لأحدنا وهو يحلم وهو نائم ,انه دائم الخوف ومذعورا مثل فأر تطارده القطط .

نحاول في كثير من الأحيان إجباره على الحديث معنا، أو الإجابة على بعض أسئلتنا.. من أين أنت ؟ من أي بلد أتيت إلى هنا ؟

ما هو اسمك ؟ هل لديك أولاد ؟ هل تعرف العربية ؟ هل أنت روسي ؟ أمريكي, مروكي ( مغربي ) ، تونسي ، يمني ، بولـندي ،انجليـزي, فرنسي ، عراقي ، كردي ، تركي ، ألماني ، مصري ، ونسمي له عشرات الدول الأخرى التي ساهمت في فتح باب الهجـرة

لليهود كي يأخذوا " حصتهم " من أرضنا وقوتنا ... هل تعرف لماذا نحن هنا ؟؟

 أسئلة كثيرة نحاول أن نثيرها، ولكنه لا يعرف إلا إجابة واحدة... النظر إلينا بحقد وتجهم وهزة من رأسه يمنة ويسرى، ونادرا ما كنا نجد بعض الحراس يردون على أسئلتـنا خاصة بعد أن يتأكد أن أحدا لا يراه أو يراقبه... لأنهم زرعوا في وعيـه أننا إرهابيـون وقتلة أطفال ومجرمون وقطاع طرق ...

والحديث معـنا أو الاقتراب منا، هو خطر يجب الابتـعاد عـنه ومحاربته..انه نتاج عقلية لا إنسانية ولدت وترعرعت وعاشت

دون الفهم والخلق الإنساني ...