فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

نعي أسير سابق أمضى 16 عاماً في سجون الإحتلال   

يتقدم الأسير السابق أبو العبد فروانة ونجليه عبد الناصر وجمال بأحر التعازي من الرفاق بالجبهة الشعبية وأسرة الفقيد في طولكرم وعائلة عبود في الوطن والشتات بوفاة ابنهم الأسير السابق ( فوزي عبود ) الذي سبق و أمضى  16 عاماً  في سجون الإحتلال ، و انا لله وانا اليه راجعون 30-11-2009

 

 

في رثاء الرفيق المناضل فوزي عبود

 

وفارساَ أخر يترجل عن جواده يستعجل الرحيل عن عالمنا إلى العالم الأخر..

وكأنه يعلن احتجاجه على مأساة وجودنا في هذا العالم الذي لم ينصف المظلومين

والمقهورين وأصحاب الحقوق ..

فبأي الدموع نبكيك يا فارسنا الشجاع ؟؟ وبأي الزغاريد نزفك ..؟ وبأي  اكف

نحملك إلى تحت التراب؟ وأي خطابات وجمل إنشائية يمكن أن نقولها عند لحدك.؟

وماذا سنقول لأبنتك الصغيرة سارة حين تسألنا لماذا لم يأتي أبي معكم ..؟؟

الموت فجأةً وبدون مقدمات اشد وقعاً على النفس.. وأكثر إيلاما للبشر.. ولكن

ما يفرج الكرب ويخفف المأساة أن يموت المرء شامخا وواقفاً دون كبوة أو سقوط..

وهكذا أنت أيها الرفيق، يا من كنت شموخاً وعنفواناً وقوةً لا تلين ولا تنكسر

رغم كل الانكسارات ورغم كل المحن ،فلا سـنوات السجن الست عشــرة نالت من

عزيمتك ولا قيد السجان وغازاته وعصيه وزنازينه أضعفت من همتك وقوة شكيمتك..

فوزي يحيى محمد عبود.."أبو سامح"

اسماً عرفناه ويعرفه كل من اكتوى بنار الصهاينة وكل من داست أقدامه باستيلاته

وزنازينه..كان نموذجاً حياً للانضباط والصلابة والانتماء..وكان مقداماً لا يهاب من

سوطٍ ولا يركع لجلاد.. ولا ينام على ظلم..

بالأمس اختطف الموت رفيقنا فجأة من بين الصفوف، تاركاً خلفه أسرة مكلومة

ورفاقا وأصدقاء حزانى ومصدومين..بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل والتضحيات...

لقد عاش رفيقنا حياته بعد تحرره من الأسر عام 1986 كامتداد لحياته السابقة

بهدوء ودون ضجيج..وبعيداً عن الأضواء ..بانيا أسرة متماسكة ونموذجية ..

يعز علينا فراقك يا أبا سامح ..ولكننا لن ننساك ولن تكون على الهامش من حياتنا ،

بل ستبقى القدوة والمنارة والشمعة التي يضئ نورها درب الأبناء والأحفاد ..

كما أنت ستكون مع الأمجاد والعظماء وكل الثوريين هناك..

نعاهدك أن نصون شرف الانتماء والمبادئ ..وشرف أسرتك، كما نصون شرف أبنائنا

وبناتنا وشرف الوطن...

فنم قرير العين أيها الحبيب ..مطمئناً ومؤمناً كما كنت دائما وأبدا ..واقرأ كل أحبتنا السلام..

لقد حملني كل رفاقك في كل إطراف الوطن أمانة أن اكتب عنهم وباسمهم ...وها إنا ألبي

الأمانة.... فلك السلام وعليك السلام يا فقيدنا الغالي...

 

عنهم : رفيقك محمود التعمري –أبو ثائر

بيت لحم 1-12-2009

أرشيف الكاتب