فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

سجل في مفكرتك حاقدون حتى النخاع

 

أرشيف الكاتب

في الرسالة السابقة كنت قد حدثتكم عن الحارس " الأصم " و " القبيح " والحاقد حتى النخاع علينا. اليوم في رسالتي هذه، سأخبركم عن شيء آخر، قبل أيام كانت عندهم – أي اليهود – مناسبة دينية، ومن الغرائب أن أعيادهم الدينية كثيرة " لا بارك الله في قوم كثرت أعيادهم “. وكجزء من تربيتهم وسياستهم وتوجيهاتهم وحروبهم المتعددة الوجـوه على كامل وجودنا.. أن يخلقوا موقفا وانطباعا لدى الناس عامة ولـدى  أسرهم خاصة، أننا لسنا أكثر من حيوانات مفترسة تأكل وتشرب وتعيش في أقفاص أو غرف مغلقة. لذلك قرروا أن يحضروا أسرهم إلى باحـة السجن ، بعد أن يكونوا قد احكموا إغلاق أبوابه جيدا ، ليحتفلوا وإياهم برؤية " حديقة حيوانات " من نوع آخر .. النساء والأطـفال والحـراس وبعض الكلاب ، يتجولون في الباحة المقابلة لمها جعنا ، ينظرون إليـنا برعب وخوف ورهبة , كأننا كائنات أتت من عالم آخر.. احد الأطـفال ينظـر إلي، اضحك له... وأرسل إليه قبلة عن بعد... وبكلـمات عبرية مكسـره – تعلمـتها حديـثا – قلت له، بما معـناه، " كيـف حالـك...

أنا احبك ", نظر إلي والده كأنه يقول له " أنت تكذب حين لا تقـول لنا الحقيقة عن هؤلاء... " ، حاول الطفل أن يتقدم نحو شباك الغرفة حيث نقف,ولكنهم جذبوه بقوة وخرجوا به إلى باحة ليس بها سجناء, ثم لحق بهم البقية ، ليبـدءوا حفلتهم السنوية المعتادة حتى الصباح ، دون أدنى مراعاة لحقنا في النوم أو الهدوء .

بقلم/ م-التعمري

سجن عسقلان 1971