فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   سجل في مفكرتك

حال سيدة

 

تجلس سيدتي في المحراب, تنثر فوق الكتفين ضفائرها,تتذكر كل الأزمان,وكل اللحظات الحلوة والمرة,وكل الأشياء,تغمض عينيها،وتحلم بالشمس,ونجوم الليل, وصورة عشق لحبيب تتمنى لو تراه....!!!

هل أغلقوا كل منافذهم في وجهك سيدتي؟؟وجلس الجنـد وقائدهم عند النشوة يحتفلون بالنصر وشرب الدم وقتل الخلق؟؟؟ تنظر في المرآة ..تحاول أن تنسى شيـئا من الم الماضي..تصدر عنها التنهيدة حرى...

وتسأل ,هل رسموا حدود العالم عند قدمي,حتى لا أذهب نحو فضاء أرحب من هذا..؟؟؟ سيدتي..هل تتسع الهوة بين الماضي والحاضر..وما سيحمله ذاك القادم من سلطان؟

انتفضي سيدتي.. وانفضي عنك غبار سنيـن القهر..لا تضعي راسك في الرمـل وتقـولي,هذا الحـال كحال القـوم,اصرخي بالصوت ودقي الأرض..وليسمع حتى من لايسمع,   صرختك..قـولي إني أتبرا من دم لم اسفكه..من نار لم أشعلها..من رجل لم اخلد للنـوم بجانبه..

قولي,ان الحقد يتأجج في الداخـل..وان هشـيما يشعله عـود ثقاب اصغر من كعب حذاء الطـفل الساكن جواي..!!

من كان نبيا في الماضي ,ينوح عليك..تمتد يده,لتمسح عن وجهك كل الحزن وكل الآهات وكل الحقد المتجمع في النفس المقهورة..يحملك في كفيه..ويجوب بك كل موانئ غربته..!! فهل وصل اليأس إلى مرقدك سيدتي..؟ووصل العمر عند خريف الأشجار..ووصل الخنجر حد النحر..؟وتحول صبر الأيوب,إلى نار تتقد في الداخل..؟؟

 سيدتي في منتصف الدرب ,كتبوا أشعارا وحكا يا,وكتب الجالس في الغربـة, يحدث عنك,ماذا تراه يقول...؟ في الماضي,نصبوا خيمتهم في الصحراء..توضأ سيدتهم, وتمتم بالآيات الصغرى والكبرى..وطلب الرزق من الله.. تدثر بعبائته,وغط في النوم, ينتظر الرزق من حيث يشاء وجلست أنت عند الصبح تراقبين بزوغ الفجر..وخيوط الشمس المتمددة. من خلف وهاد الغيـب.. تهتزين كسنبلة في الريح,خائفة أنت,حتى عواء الذئب,ينمنـم فيـك الأطراف,ماذا ينبت في هذي الصحراء..يلفك صمت سنين القحط..والخوف يجمـد فيك كل الأشياء..من كان صبيا في المهد لايمـوت...وبعض بقايا الأحـلام تمـوت,أما أنت فقـد تركوك عارية حقيقتهم,كغانية ليلية..تفترشين الأرض,وتنوئين بثقل الحمل...ما أثقل هذا الحمل عليك ...

سيدتي أما زال الحلـم يراودك..ان الفارس في الدرب إليك..؟؟فهـل مددت خـيوط الحـب إليه.؟وفرشت الأرض ورودا تحت قدميه؟؟وقرأت كل الأدعـية.,وتمنيـتي ان يأتي فـوق جـواد ابيض كما في الأفـلام؟؟

انتظري سيـدتي..فالغيمة تسقط عنها حياة الزرع,والشمس تبدد ظلمة هذا الليل..وسـوف ينبت في الأرض عشبا اخضرا ويزهر القلب, عشق الإنسان,وتتفتح بين يديك,شقائق ورد النعـمان...فأنت الأرض وأنت الزرع,وأنت مطر الغيم الصافي...فوداعا سيدتي حيث يكون لقاء الغد.....!!!

 

بقلم /م- التعمري

سجن نابلس 1983

 

 أرشيف الكاتب