فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

   

سجل في مفكرتك

بين الحبيبة والأعداء

 

ابتعدي.. ابتعدي سيدتي فانا لم اعشق امراة تاكل لحمي..ويدق عليها كل حثالات الليل الابواب ..وتغفوا بملئ ارادتها في كل الاحضان ..ابتعدي ..لقد نزعت كل ملابسك ووقفت فوق الارصفة نهشا لقضاة  لقضاة الحق العام ورجال الفجر واشباه الحكام...

 سيدتي ... قد كان وجهك ، يعانق خيوط الشمس في كل صباح .. أما الآن,فصبحك عتمة ليل حالك,ونارك مطفأة منذ سنين, وحمـلك يزداد قبحا وسفاحا ..

معذرة سيدتي.. ما عدت أطيق الصمت .. ألف الحانات .. أبيع الصورة تلو الأخرى .. هذه امرأة أخاذة .. وتلك امرأة جذابة .. وفيها يموت العشاق .. وتوضع في أقفاص الجدران .. أنا اعرف إن القهر يقتلنا، فأمد يدي أتحسس شيئا فيك .. فأنت مبتلة ..واعرف أيضا ، إن شيوخ قبائلنا,تحب الأجساد المبتلة ..فاهمس في أذنيك,انتبهي. فالمؤمن لا يلدغ من الحجر ألف مرة..

سيدتي.. من أجلك ، أدق كل الأبواب .. وكل الجدران .. وأدق الخزان ..أدق .. أدق.. أدق لا احد يرغب أن يسمعني.. اصرخ بالصوت العالي .. يتردد صوتي ، في كل جهات المعمورة ..والكل يصم الآذان .. ويغمض عينيه .. ولا يرغب  أن يسمعني .. أغلقوا كل منافذهم، واخرجوا كل الأسلحة من مخبأها.. وصرخوا في وجهي اسكت .. اسكت .. اسكت .. فصوتك يزعج مـولانا ، في السلطنـة ، والجمهوريات الشعبية ،وممالك عقل الله على الأرض .. وهذا الصوت نشاز عند شيوخ المال ..

مولاتي هل قرءوا اسمي في أقبية التحقيق ...؟ وأعلنـوا ، أني أحارب في الدنيا كل الدنيا ؟؟ وأقاتل حتى الريـح ..، هل فجـروا كل براكين النار .. في دربي وعلى وجهي..؟؟ ووقفوا عند سياج الموت، يدقون الأحذية على الأرض.. حتى يسيل النفط من الدم ...؟؟؟ اعتذر إليك مولاتي ..فقد احضروا سكين الذبح ..ولكني أخبـرك أنهم، شربـوا ، ثملوا،رقصـوا،قـتلوا,هتفـوا,يحيى العـدل. .فقـد انهزم الثـــوار، في الشام وعمان وبيروت..وفي كل الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج وعند قدميك، نصبوا أعـواد مشانقهم، وصفوا العسكر جـلاد يمسك جلاد.. فوداعا مولاتي ,فقد يعـود إليك,من عاش من الثوار ، وهو يحمـل سيفا وسلاحا وعتـاد .. أو يلهث خلف أمام المسجد في المحراب .. أو يحمـل غصـن الزيتـون ، يبرر هزيمته ، باسم سلام الشجعان ...

 

بقلم/ م- التعمري

سجن نابلس المركزي 1982

 

 أرشيف الكاتب