فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org
|
عبد الناصر فروانة، الأسير الفلسطيني الذي لا يتعب
بقلم: خالد بركات
كندا / 2-1-2009
لا زلت أسمع رنين صوته القادم من غزة ، وهو يأتي من الطرف الاخر لسماعة الهاتف . قبل سنة تقريبا!
كان يشتم جيش العدو ويلعن الطائرات الاسرائيلية ويريد لهذا القصف المجنون ان يتوقف.
وبعد لحظات ينتبه انني موجود " معه على الخط " فيقول بصوت محايد وكانه مذيع في راديو: يقصفوننا الان .
ويقول : المهم الاطفال ، الاطفال يا خالد.
إنه عبد الناصر فروانة ، الاسير المحرر من سجون العدو والباحث المتخصص في شؤون الاسرى والمعتقلين ومدير الموقع الالكتروني المعروف " فلسطين خلف القضبان " . هذا الرجل المناضل لا يتعب ولا يمل ولا يكل وهو يبحث ويناضل وينقب في تفاصيل حياة وعذابات الاسرى الفلسطينيين، يدافع عن تفاصيل تفاصيلهم وعن احلامهم الصغيرة والكبيرة.
كان العدو يقصف غزة ، ويحرق الحي المقابل لبيته، بينما يحدثني عبد الناصر بنزق وغضب عن كيف منع العدو الصهيوني الاسرى الفلسطينيين والعرب في السجون من متابعة " اخبار الحصار" .
قلت له : الا تنسى الاسرى تحت هذا القصف؟
فيقول : لا . لا أنسى. كيف أنسى!؟
يكرس عبد الناصر فروانة حياته وجل وقته من أجل التعريف بواقع وتاريخ ونضالات الحركة الوطنية الاسيرة في سجون العدو الصهيوني. انه ينتمي لذاك النوع من المناضلين الذين لا يتعبوا حتى ينفذوا مهمتهم باتقان. لا يقوم بهذه المهمة الوطنيه لانه " موظف في مؤسسة " او لانه " ناشط في هيئة تدافع عن حقوق الانسان" ، وان كان ذلك لا يضيره أصلا . لكن عبد الناصر فروانة يفعل كل ذلك باصرار وعناد فلسطيني لا ينكسر، وبخبرة من جرّب اقبية التحقيق وعاش الحرمان وعرف عن قرب معاناة السجون والمعتقلات وكيف تكوي سياط الجلادين ظهر الانسان الفلسطيني في تلك العلب الحجرية التي تسمى : السجون.
يقدم عبد الناصر فروانة رؤية وطنية شاملة ترى في الحركة الوطنية الاسيرة في سجون الاحتلال خطا متقدما في مواجهة العدو الصهيوني وليس " نهاية رحلة للمناضل/ة " . لذلك يشرع في تبيان انجازات الاسرى ودورهم وكتابتهم ويسجل النضالات المطلبية واليومية التي يخوض غمارها اكثر من 10 الاف اسير واسيرة خلف القضبان
يجلس هذا الرجل في صمت ، يحسب ويعد ويحصي اسماء الاسرى في السجون، فيكتب عبد الناصر عنهم ، بعيدا عن رؤى ضيقة ومقيتة وياخذهم خارج حدود " الفصائل " بالمعنى التقليدي. ان فروانة وهو يبحث في نضالات القوى الفلسطينية ، وما حققته لصالح الاسرى وحركتهم وحريتهم ، باعتبارها انجازات وطنيه وجماعية للثورة والشعب ولحركة النضال الوطني والقومي ضد مشروع صهيوني عنصري وكولونيالي لا يفهم غير لغة القوة والسلاح.
إن " البحث في شؤون الاسرى الفلسطينيين" بالنسبة لهذا المناضل الفلسطيني انما هو تلازم للنضال الطوعي الحقيقي من اجل تحرير فلسطين ( الوطن ) والالتزام بقضية وطنيه كبرى : تحرير كل الشعب الفلسطيني من قبضة الاحتلال والحصار وتحقيق اهدافه الوطنيه وحقوقه المشروعة . ربما لذلك اختار إسم " فلسطين خلف القضبان " للموقع الالكتروني الذي يديره ، فتكون قضية الاسرى هي المدخل الطبيعي بالنسبة له ، وهو يكشف عن قانون العدو ومصلحة السجون الاسرائيلية ضد الانسان / الاسير الفلسطيني ، إن وقع هذا الاخير في قبضة الجلاد الصهيوني.
نتعرف من خلال كتابات المناضل عبد الناصر فراوانة على اسماء وقصص وحكايا مناضلين ومناضلات كثر ، ونقرأ عن أخلاق وقيم ثورية ووطنيه ، ارست مداميكها نضالات طويلة وصعبة لشهداء قضوا في السجون وفي اقبية التحقيق. ولأن الاسرى ظلوا بوصلة هذا المناضل ، فانه ظل بدوره " رهينة " مستمرة لهم ، ولقضية وطنيه كبرى ونبيلة سوف تنتصر حتما.
موضوعات ذات صلة
- عبد الناصر فروانة : كلمة حق .... بقلم / حسام عز الدين 22-3-2008
- كلمة حق من أجل " فلسطين خلف القضبان" ... بقلم / محمود التعمري 31-12-2009