*بقلم / عبد الناصر عوني فروانة
23-7-2012
" باترك جايزاست " مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة خلال اجتماع ضم لجنة الأسرى وممثلي المؤسسات عن استئناف برنامج الزيارات لأهالي قطاع غزة لـ ( 47 ) زائراً فقط من الزوجات والآباء والأمهات لـ ( 25 ) أسيراً من سجن ريمون ، وذلك يوم الاثنين ( 16-7 ) .
وأن هذه الزيارة ستكون تجريبية ، وأن قائمة المسموح لهم بالزيارة ( أسرى وأهالي ) قد أعدت من قبل الجانب الإسرائيلي .
وأضاف في ذات الجلسة : بأن الدفعة الثانية ستشمل ( 50 ) أسيرا من سجن نفحة وستكون يوم الاثنين القادم .
ويوم الخميس الماضي " نادية الدبسي " الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حديث ( 23-7 )
فالزيارة الثانية من حيث التحسينات والإجراءات لم تتغير عن الأولى التي قيل بأنها تجريبية واستكشافية ، وأن أعداد الأسرى متقاربة جداً ، فيما أن معدل الزوار في الثانية ( 1,4 ) شخص لكل أسير ، وكانوا أقل من الأولى ( 1,6 ) شخصا لكل أسير .
فيما استمر خلال الزيارة الثانية حرمان الأطفال من زيارة آبائهم ، ومُنع الزوار من اصطحاب أي شيء معهم بما في ذلك الملابس والأغطية والأحذية الى أبنائهم ، ولم نسمع تصريحا أو بلاغا حتى اللحظة بموعد الزيارة الثالثة وآليتها .
آلية مجحفة لم ولن تنصف الأسرى ولن تقود الى السماح لكافة أهالي أسرى قطاع غزة بزيارة أبنائهم القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والممنوعين من زيارتهم بشكل جماعي منذ منتصف عام 2007 .
كما ولن تقود هذه الآلية بشكلها الحالي الى انتظام برنامج الزيارات وفقا لـ " القانون الإسرائيلي " الذي يسمح بالزيارة كل أسبوعين ولمن هم من فئة القرابة الأولى .
بالزيارة حتى الآن وعددهم ( 49 أسيراً ) لم يشكلوا سوى قرابة ( 10 % ) فقط من إجمالي عدد أسرى غزة ،
إذاً نحن أمام وضع يستدعي وقفة تقييمية شاملة لفترة ما بعد الإضراب ، يشارك فيها الأسرى داخل السجون ، ومن يقف بجانب الأسرى خارج السجون ، خاصة فيما يتعلق بزيارات أهالي القطاع ، والممنوعين من الزيارة من أهالي أسرى الضفة الغربية وممن هم من الفئة الأولى بذريعة " المنع الأمني " استناداً للبند الثالث من اتفاق " إنهاء الإضراب "الذي وقع عليه ممثلي الأسرى في الرابع عشر من مايو / آيار الماضي والذي أنهى بموجبه الأسرى إضرابهم عن الطعام بعد 28 يوما متواصلة .
ومن ناحية أخرى ومع تقديرنا لأهمية دور ومكانة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتولى تنظيم زيارات أهالي الأسرى ، فإنها مطالبة :
- أولا : باعلان موقفها من التعامل الإسرائيلي مع قضية الزيارات ، ومصادرة هذا الحق المشروع وفقا للاتفاقيات الدولية واستخدامه كعقاب جماعي للأسرى وذويهم .
- ثانياً : مطالبة بتكثيف عملها ودورها بهذا الصدد ، وأن تضغط على سلطات الاحتلال من أجل السماح لكافة أهالي أسرى قطاع غزة بزيارة أبنائهم في السجون الإسرائيلية بعيدا عن الإنتقائية والمزاجية الإسرائيلية ، وأن تلغي ما يُسمى بـ " المنع الأمني " عن أهالي الضفة ممن هم من الفئة الأولى والسماح لهم بزيارة أبنائهم وأحبتهم أيضاً ، كحق كفلته كافة المواثيق والأعراف الدولية .
- ثالثاً : في حال أن سُمح لدفعة ثالثة من أهالي أسرى غزة بزيارة أبنائهم ، فان اللجنة الدولية للصليب الأحمر مطالبة بنشر أسماء الأسرى والزوار علانية وبشفافية ، وأن إبقائها طي الكتمان كما حصل في الدفعة الثانية يضع علامات استفهام كبيرة ..
- رابعاً : الضغط على سلطات الاحتلال كي تكون الزيارة الثالثة قريبة – والتي لم يُعلن عن موعدها لغاية الآن - ، وأن ( لا ) تكون تجريبية بل يجب أن تكون طبيعية ، وأن يُسمح خلالها للأطفال بمرافقة أمهاتهم وزيارة آبائهم الأسرى ، وأن يُسمح للأهالي باصطحاب احتياجات الأسرى الأساسية من ملابس وأحذية وإدخال أموال الكنتينا .
في الختام هنيئاً لكل من سُمح له بالزيارة والتي تُعتبر ثمرة من ثمار الإضراب وخطوة في الإتجاه الصحيح لرفع الحصار عن أهالي أسرى قطاع غزة ، وآمل أن تتحقق آمال الأسرى وذويهم قريبا بالسماح لهم جميعا بالزيارة دون معيقات وشوائب وبانتظام... ولكن ليس بالتمني تتحقق الآمال ، وكما قال الشاعر " ما نيل المطالب بالتمني .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا " .
موضوعات ذات صلة :
زيارات الأسرى والمعايير الإسرائيلية ... بقلم / عبد الناصر فروانة 16-7-2012
- فروانة : ما أعلن بخصوص زيارات أسرى غزة انتهاك فاضح للإتفاق/ ومرفق أسماء الأسرى المسموح لهم 12-7-2012
عبد الناصر فروانة
أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
عضو اللجنة المكلفة بمتابعة شؤون الوزارة بقطاع غزة
0599361110
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان