فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org
|
عشية 17 أكتوبر
فروانة : من حق الجبهة الشعبية أن تفخر بإرثها النضالي وبمسيرتها وتجاربها في سجون الاحتلال
غزة – 10 -10-2009 – أعرب الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، عن بالغ فخره واعتزازه بالإرث النضالي العريق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبتجاربها الجماعية والفردية المتميزة خلف الأسر منذ انطلاقتها في ديسمبر / كانون أول عام 1967 ولغاية اليوم ، بالرغم مما يمكن أن يُسجل في هذا السياق من إخفاقات وانتقادات اعترت تلك المسيرة الطويلة.
جاءت تصريحات فروانة هذه في بيان صحفي عشية الـ 17 أكتوبر ، وسيعقبه تقرير شامل ومطول بمناسبة الذكرى الثامنة لعملية " 17 أكتوبر " الشهيرة ، والتي تمكنت خلالها مجموعة من الجبهة الشعبية من اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف " رحبعام زئيفي " ، رداً على اغتيال قوات الاحتلال لأمينها العام " أبو علي مصطفى " بتاريخ 27 أغسطس 2001 .
و أشاد فروانة بكل من سجل اسمه من رفاق الشعبية في سجلات الحركة الأسيرة ، وبشكل خاص بمن لا يزالوا في غياهب سجون الاحتلال ومعتقلاته ، بغض النظر عن أعدادهم ، حيث يكفي الشعبية فخراً أن من بين مجموع الأسرى ( حمدي قرعان ، باسل الأسمر ، عاهد أبو غلمة ، مجدي الريماوي ) وهم من سطروا مجداً لم يسطر مثيلاً له أحداً من قبلهم ولغاية اليوم ، إنهم منفذي عملية " 17 أكتوبر " التي زلزت أركان الاحتلال واعتبرت سابقة هي الأولى من نوعها والأكثر جرأة في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة .
وفي السياق ذاته أبرق فروانة خالص تحياته وتقديره إلى الأمين العام الأسير أحمد سعدات الذي جسد وعن جدارة مقولة غسان كنفاني " الإنسان قضية " ، فلم يقر بشرعية المحكمة وانتصر على جلاديه وفشلت أجهزة الاحتلال المختلفة في تحريك عضلة لسانه ولم تنل من صموده الأسطوري ، فحكمت عليه بالسجن ثلاثين عاماً انتقاماً منه ومن جبهته ، وعزلته في زنازين انفرادية ، وتتعامل معه من منطلق الثأر والانتقام .
مناشداً الفصائل الآسرة لـ " شاليط " بإدراج أسمائهم ضمن صفقة التبادل التي تدور المفاوضات حولها ، باعتبارهم من رموز المقاومة الفلسطينية وأن تحريرهم هو واجب وطني وإسلامي ، وأن لا فرصة للإفراج عن هؤلاء سوى ضمن صفقات التبادل والتي من المفترض أن تفرض شروطاً تنصف المقاومة ورموزها ، كما وناشد الشعبية وقيادتها بالتفكير جدياً في كيفية تحرير هؤلاء وأمثالهم من رموز المقاومة.
مسيرة رائدة وتجارب مميزة
وأشار فروانة إلى أن قوات الاحتلال وعلى مدار العقود الماضية اعتقلت عشرات الآلاف من قيادات وكوادر وأعضاء وأنصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، الذين شكَّلوا بمجموعهم عماد أساسي للحركة الأسيرة وساهموا في بنائها وفولذتها وترسيخ وحدتها ، وشاركوا إخوانهم في حركة فتح والفصائل الأخرى معارك الأمعاء الخاوية وحققوا معهم انتصارات عديدة خلف القضبان .
وأوضح فروانة بأنه وللإنصاف فان الجبهة الشعبية ساهمت بشكل مؤثر في تحويل قلاع السجون إلى مدارس وجامعات من خلال منظومة من الإجراءات والقوانين الخاصة التي اتبعتها داخل الأسر ، وتميز رفاقها بمنح القراءة الذاتية والجلسات الثقافية الجماعية في مجالات عدة وقت أطول من غيرهم واهتمام أكثر ، فأجادوا لغات مختلفة وتميزوا بالكتابة في عناوين متعددة ..الخ .
كما استطاعت الجبهة الشعبية أن تجعل من الاعتراف خيانة ، وحولت الصمود في أقبية التحقيق من إستثناء إلى قاعدة وجعلته منظومة وثقافة فيما بين كوادرها وأعضائها وحتى فيما بين منتسبيها كافة ، فامتلكت سجل حافل من التجارب المشرقة والرائعة في الصمود بشكل فردي وجماعي .
وكشف فروانة إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لها النصيب الأكبر من قائمة شهداء الحركة الأسيرة ، مستحضراً في هذا الصدد مجموعة من الشهداء الأسرى الرفاق قاسم الجعبري ، حريص أبو حية ، على أبو سلطان ، سميح حسب الله ، محمد حسان وشاح ، محمد الخواجا ، خليل أبو خديجة ، اسحق مراغة ، مصطفى عكاوي ، إبراهيم الراعي ، قنديل علوان ، .. الخ
وأشار فروانة إلى أن الجبهة الشعبية اعتمدت ثقافة خطف وأسر الإسرائيليين كفكر وانتهجتها كممارسة بهدف تحرير الأسرى الفلسطينيين والعرب منذ انطلاقته عام 1967 ، وهي أول من بدأت صفقات تبادل الأسرى على الصعيد الفلسطيني ، وذلك في 23 تموز 1968 .
ودعا فروانة الجبهة الشعبية بشكل خاص لتوثيق تجاربها المتعددة خلف القضبان وفلسفتها الخاصة في مواجهة السجان وكيفية بناء عناصرها وصقلهم وتثقيفهم ومنظومة الحياة الإعتقالية الخاصة والعامة ..الخ.
تجاربها لم تبقَ حكراً لها .. فانتقلت من الخاص للعام
مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ما وثق من تلك التجارب والخبرات لم يبقَ حكراً لها ، بل عمم ونشر ووزع داخل السجون وخارجها بين أوساط الشعب الفلسطيني لاسيما فيما يتعلق بفلسفة المواجهة خلف القضبان والقضايا الأمنية المختلفة ..الخ .
مؤكداً على أن تجارب الجبهة الشعبية داخل الأسر لم ولن تُمحى من ذاكرة المعتقلين ، كما لا يمكن للتاريخ القفز عنها ، فهي محفورة بصورها المتعددة في سجلات الحركة الأسيرة ، ولا زالت تُحتذى وتُدرس داخل السجون وخارجها ، ولا بد من الإستفادة منها وتطويرها بما يخدم المعتقلين عموماً وتعزيز صمودهم في أقبية التحقيق ، وبما يساهم في فولذة الحركة الأسيرة وترسيخ وحدتها في مواجهتها لإدارة السجون .
وقال فروانة : اتفقنا مع الشعبية كثيراً ، واختلفنا معها أحياناً ، وانتقدناها وانتقدنا بعض قياداتها مراراً في السر وعلانيةً ، إلا أنها ستبقى تحتل مكانة فينا ومساحة لا بأس بها في قلوبنا ، كيف لا وهي تاريخ ساطع وإرث عريق ليس لأعضائها ولمن انتسب إليها فحسب ، بل هي ملكاً للشعب الفلسطيني وللأمة العربية عامة.
معرباً عن أمله بأن يراها كما يفترض أن تكون فاعلة ومؤثرة ، ناشطة وقوية وأن تساهم مع باقي الفصائل الوطنية بفاعلية أكثر في الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها ، وفي صون المشروع الوطني الفلسطيني .
اقرأ أيضاً : تقرير شامل عن الجبهة الشعبية في ذكرى 17 أكتوبر