في ذكرى استشهاد المعتقل خضر ترزي

فروانة : المسيحيون والمسلمون الفلسطينيون.. شركاء في الألم والأمل

غزة – 9-2-2008- أكد مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين  ، عبد الناصر فروانة ، اليوم ، على متانة وقوة وصلابة وتميز العلاقات الإسلامية -المسيحية في فلسطين ، وأن الفلسطينيين أيا كانت ديانتهم المسيحية أم الإسلامية يعيشون إخوة واصدقاء وزملاء في العمل والعلم والنضال وجيران في المسكن أيضاً ، وهم شركاء في المعاناة وفي النضال ضد الإحتلال وانتموا لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية  .

وأوضح فروانة في بيان صحفي وزع اليوم في الذكرى العشرين لإستشهاد المعتقل المسيحي خضر الترزي أن حالة المقدسات المسيحية تحت الاحتلال، لا تختلف عن حالة مثيلتها المقدسات الإسلامية، وتعرض المسيحيون في فلسطين على مر العقود الماضية ، لما تعرض له المسلمون من الظلم والتشريد والدمار ، فهم شركاء في العناء والصمود والألم والأمل مع إخوانهم المسلمين .

وأضاف فروانة أن الفلسطينيين المسيحيين جزء من النسيج الوطني وقدموا تضحيات جسام بجانب اخوانهم المسلمين ، وبرزت منهم القيادات التاريخية التي شكلت معالم بارزة في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة أمثال د. جورج حبش حكيم الثورة وضميرها ، وديع حداد ، كمال ناصر ، ونايف حواتمة ، وبرز منهم مفكرين عظام أمثال ادوارد سعيد ، وعزمي بشارة ، وشعراء وأدباء أمثال توفيق زيَّاد ، ومن اخواننا المسيحيين أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ومنهم نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني ووزراء في كافة الحكومات الفلسطينية المتعاقبة .

وأكد فروانة أن الآلاف منهم ذاقوا مرارة الإعتقال وقسوة السجان ، واحتجزوا مع المعتقلين المسلمين في ظروف قاسية ، وتعرضوا لما تعرض له باقي المعتقلين من معاملة لا انسانية ولصنوف مختلفة من التعذيب والحرمان ، وكانوا شركاء في الألم والصمود والنضال خلف القضبان ، مشيراً أن بينهم من اعتبروا قيادات ورموز للحركة الأسيرة ، أمثال المطران كبوتشي ، الياس جرايسة وغيرهم الكثيرين ، لافتاً الى أنه وخلال تجربته الإعتقالية إلتقى بالكثير منهم ومن مناطق جفرافية مختلفة في فلسطين ، وقائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة تضمنت أسماء مسيحيين .

وأشار فروانة الى أن اليوم التاسع من فبراير هو الذكرى العشرين لإستشهاد المعتقل المسيحي خضر إلياس فؤاد ترزي من حي الصبرة بمدينة غزة الذي استشهد بتاريخ 9-2-1988بعد اعتقاله وتعرضه لتعذيب القاسي ، وحينها رفضت ادارة  معتقل أنصار 2 الواقع على شاطئ بحر غزة باستقباله نظراً لتردي وضعه الصحي ، فاضطر الجيش لنقله الى مستشفى سوروكا الإسرائيلي حيث استشهد هناك .

وبيّن ، فروانة أن (70 ) أسير استشهدوا نتيجة التعذيب في سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 ، من اجمالي عدد شهداء الحركة الأسيرة الذي بلغ ( 194 شهيداً ) ، مؤكداً على أن دولة الإحتلال هي الوحيدة في العالم التي تشَّرع التعذيب بشكل قانوني وتمنح ممارسيه الحصانة القضائية ، هذا بالإضافة الى العشرات من الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم جراء آثار التعذيب .