|
وزارة الأسرى : الولي وهايل وأبو ساكوت وغيرهم الكثيرون هم نماذج لنهج القتل البطيئ وغير المباشر في سجون الاحتلال الإسرائيلي .
فروانة : الإفراج عن الأسير السوري سيطان الولي يجب أن يفتح ملفي الأسرى القدامى و الأسرى المرضى
الأسير المحرر سيطان الولي |
رام الله -12-7-2008 – ناشدت وزارة الأسرى والمحررين اليوم ، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الفلسطينية والعربية كافة الى تبني قضية الأسرى المرضى ، والعمل وفق رؤية موحدة وتكامل الأدوار بهدف الضغط على المؤسسات الدولية لإجبارها على التحرك الجدي والفاعل للإطلاع على الأوضاع الصحية الصعبة في سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي ، والتي تتنافى وكافة الإتفاقيات الدولية ، وعلى حجم الجرائم الخطيرة التي ترتكب بحق الأسرى في تلك السجون والمعتقلات ، وإنقاذ حياة المئات منهم ممن يعانون من أوضاع صحية خطيرة والعمل من أجل اطلاق سراحهم .
جاء ذلك في تقرير أصدرته اليوم عقب الإفراج عن الأسير السوري سيطان الولي من هضبة الجولان السورية المحتلة ، واعتبرت فيه أن الإفراج عن الأسير الولي بعد قضاء ثلاثة وعشرون عاماً من الأسر في السجون الإسرائيلية من فترة حكمه البالغة سبعة وعشرون عاماً ، بسبب وضعه الصحي المتردي ومعاناته من مرض عضال و استئصال كليته قبل شهرين تقريباً ، انما يعني وبالضرورة القصوى فتح ملفي الأسرى القدامى والأسرى المرضى .
ومن جانبه أكد عبد الناصر فروانة مدير دائرة الإحصاء بالوزارة ومعُد التقرير ، بأن كافة الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل أوسلو ( 348 أسير ) يعانون من أمراض مختلفة تستدعي العلاج الفوري ، حيث لا اعتبار لكبر سنهم أو لعدد السنين الطويلة التي أمضوها وآثارها السلبية على صحتهم ، فيما تمتلأ السجون والمعتقلات الإسرائيلية بمئات الاسرى المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة وبحاجة لعمليات جراحية فورية في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد ..
وذكر تقرير الوزارة بأن الأسير سيطان نمر الولي ( 42 عاماً ) كان قد أعتقل بتاريخ 23-8-1985 مع مجموعة من رفاقه هم : بشر وصدقي سليمان المقت ، عاصم محمود الولي ، وثلاثتهم لا زالوا في الأسر ، ويعانون من مشاكل صحية صعبة ، وكان قد صدر بحقهم جميعاً حكماً بالسجن لمدة 27 عاماً بتهم تتعلق بمقاومة الاحتلال .
وأضاف التقرير بأنه وبتاريخ 12-5-2008 أجريت " للولي " عملية جراحية لاستئصال الكلية اليمنى ، بعد أن أثبتت التحاليل الطبية وجود ورم سرطاني من النوع الخبيث وفي مراحل متقدمة بحجم 12 سنتيمتراً ، وتؤكد تقارير طبية أنه لا زال يعاني من ذاك المرض وبحاجة إلى عمل جراحي جديد وعلاج متواصل ورعاية طبية فائقة ، مما دفع الولي للتوجه لمشفى رامبام بحيفا فور الإفراج عنه لإجراء فحوصات طبية شاملة وعاجلة للاطمئنان على وضعه الصحي الخطير قبل عودته لبيته في الجولان المحتل . .
وبهذه المناسبة اتصلت وزير الأسرى اشرف العجرمي بالأسير المحرر سيطان الولي فور الإفراج عنه ليهنئه بالإفراج وليطمئن على أوضاعه الصحية ، ووعده بتقديم الواجب الضروري له والمساعدة اللازمة ، كما وأبرقت وزارة الأسرى والمحررين بكافة كوادرها وموظفيها وبالنيابة عن الحركة الوطنية الأسيرة تهانيها الحارة وتحياتها الصادقة الى الأسير المحرر سيطان الولي والى عموم أفراد أسرته والى أهل الجولان عموماً هذه البقعة السورية الصامدة المناضلة المصِّرة على الإستمرار في النضال لانهاء الإحتلال الإسرائيلي والعودة الى الحضن السوري الأم .
و تمنت الوزارة الشفاء العاجل للأسير المحرر الولي وأن يحيا بقية عمره بهناء وسعادة بين أهله وأحبته وفي كنف أسرته وفوق تراب وطنه بحرية وسلام وبعيداً عن الأمراض والأحزان والآلام .
وبهذا الصدد استحضر فروانة وبمرارة تجربة الشهيد الأسير السوري هايل أبو زيد الذي اعتقل مع الولي في آب 1985 وصدر بحقه نفس الحكم ، وفي نهاية ديسمبر 2004 وبعد عشرين عاماً من الأسر ، قررت اللجنة الطبية التابعة لمصلحة السجون الإفراج عنه نظراً لخطورة وضعه الصحى واصابته بمرض " اللوكيما " سرطان الدم وفي مراحله المتقدمة والخطيرة ، ليمضى بعدها ستة شهور فقط متنقلاً ما بين بيته في هضبة الجولان و مشفى " رمبام بحيفا " لتلقي العلاج ، الى أن فارق الحياة بتاريخ 7 يوليو 2005 ، ليلتحق بقائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة .
كما استحضر تجربة الشهيد الأسير الفلسطيني مراد أحمد أبو ساكوت ( 28 عاماً ) من قرية بني نعيم / الخليل الذي اعتقل بتاريخ 9 ديسمبر 2001 وحكم عليه بالسجن 25 سنة. وقد اكتشف خلال فترة اعتقاله بانه أصيب بسرطان الرئة داخل السجن ، وبعد جهد كبير وبتاريخ 24 آب 2005 قررت لجنة الإفراجات الإسرائيلية الإفراج المؤقت عنه نظرا لوضعه الصحي الخطير ليتوجه بعدها مباشرة الى مستشفيات الأردن لتلقي العلاج حيث استشهد هناك بتاريخ 13 يناير 2007.
واعتبر فروانة أن سيطان الولي وهايل أبو زيد ومراد أبو ساكوت وغيرهم الكثيرون من الأسرى السابقين العرب والفلسطينيين الذين لا زالوا يعالجون في المستشفيات أمثال العراقي علي البياتي والسوري ياسر المؤذن هم نماذج لنهج القتل البطيئ وغير المباشر في سجون الاحتلال الإسرائيلي .
وبهذه المناسبة أشادت الوزارة في تقريرها بتضحيات وبطولات الأسرى العرب عموماً ، الذين قاتلوا الاحتلال الإسرائيلي وجهاً لوجه من أجل تحرير كافة الأراضي العربية المحتلة من دنسه وبطشه وليعيدوا القدس الى الحضن العربي والإسلامي .
وأكدت على أن أوضاع الأسرى العرب في الماضي وفي الحاضر لا تقل مأساوية عن تلك التي يحياها الأسرى الفلسطينيون ، وأنهم يحظون بنفس درجة الاهتمام التي يحظى بها الأسرى الفلسطينيين وبنفس المقام من الإحترام والتقدير لدى الشعب الفلسطيني ، ويتلقون نفس المعاملة والمساندة والخدمات التي يتلقاها الأسرى الفلسطينيين من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية ووزارة الأسرى والمحررين ..
وأكد الوزارة في تقريرها على أن الأوضاع الصحية في سجون ومعتقلات الإحتلال خطيرة جداً ، حيث لا وجود للعيادات ولا للأدوية اللازمة ، في ظل سوء الطعام المقدم للأسرى وافتقاره للمواد الغذائية الأساسية ، مما يعني أن تلك الأوضاع تسبب الأمراض لدى الأسرى واذا طالت فترة الإعتقال تصبح أمراض مزمنة ومستعصية يصعب علاجها ، وتؤدي لوفاة الأسير داخل الأسر كما حصل مع العشرات من الأسرى ، أو بعد التحرر كما حصل مع مئات الأسرى المحررين الذين كان سبب وفاتهم السجن وآثاره .
وتابعت بأن إدارة السجون تهمل عمداً الأسرى المرضى وتماطل في تقديم العلاج أو إجراء العمليات الجراحية اللازم لهم ، بهدف مضاعفة معاناتهم وقتلهم عمداً ببطء .
فيما أعرب فروانة عن أمله وتمنياته بأن تتضمن صفقة التبادل مع حزب الله الإفراج عن كافة الأسرى العرب بجانب القنطار ، لا سيما أسرى الجولان القدامى المعتقلين منذ أكثر من عشرين عاماً وهم صدقي وبشر المقت ، وعاصم الولي ، وجميعهم يعانون من مشاكل صحية صعبة .
كما ناشد فروانة الفصائل الفلسطينية آسرة الجندي الإسرائيلي " جلعاد شاليط " بايلاء ملفي الأسرى القدامى والأسرى المرضى في سجون الإحتلال الإسرائيلي الأهمية الفائقة ، والعمل على وضع حد لمعاناتهم المركبة والمتفاقمة .