سـجل يا تاريخ ... علب أسـمنتية وخيام نازيـة !!!
دراسة عن السجون والمعتقلات الإسرائيلية
اعداد / عبد الناصـر عوني فروانـة
أسير سابق وباحث مختص بشؤون الأسرى
أغسطس 2003
من السـجون والمعتقـلات الإسـرائيلية
- نفحـة
- بئر السـبع
- أنصار3 ( تم إعادة افتتاحه خلال إنتفاضة الأقصى )
- عوفر ( تم إعادة افتتاحه خلال إنتفاضة الأقصى )
- عسقلان
- كفاريونا
- شـطة
- عتليت
- الدامون ( تم إعادة افتتاحه خلال إنتفاضة الأقصى )
- المسكوبية ( مركز تحقيق وتوقبف ) أعيد افتتاحه خلال إنتفاضة الأقصى
- الصـرفند ( مركز إعتقال وتوقيف )
- الجلمة ( تم إعادة افتتاحه خلال إنتفاضة الأقصى )
- الرملة
- أيالون
- نيتسان
- نفي تريستا
- مستشفى سجن الرملة
- هشارون
- هداريم
- تلموند
- أوهلي كيدار
- حوارة
- مجدو
وأشير في الختام بأن هناك عدداً من السجون والمعتقلات كانت تستخدم في الماضي ( سجن غزة المركزي – سجن جنيد – سجن الخليل – انصار 2 ) ولكنها أغلقت لأنها تقع في المناطق الفلسطينية التي إتسحبت منها إسرائيل وتم تسليمها للسلطة الوطنية الفلسطينية .
ودخل هذه السجون والمعتقلات أكثر من نصف مليون فلسطيني ، ولم تقتصر المعاناة عليهم فحسب ، بل طالت أضعاف أضعاف هذا الرقم ، لتشمل الأب والأم ، الأخت والزوجة والأبناء .. وحتى الأقرباء والأصدقاء والجيران لم يسلموا من معاناة السجون والإعتقالات ، فغدى الإعتقال والسجن والتعذيب مفردات ثابتة في قاموس الشعب الفلسطيني ، وغدت قضية الأسرى والمعتقلين قضية شعب بأكمله بل قضية أمة بأكملها … لهذا من واجبنا كشعب فلسطيني وكأمة عربية أن نتحمل مسؤولياتنا التاريخية تجاه أسرانا ومعتقلينا وقضاياهم العادلة .
يعد هذا المعتقل والذي يقع في صحراء النقب و يبعد 100كم عن مدينة بئر السبع و200كم عن مدينة القدس من أشد السجون الصهيونية وأقساها ولاغرابة في ذلك إذا عرفنا أنه استحدث خصيصاً للقيادات الفلسطينية من المعتقلين في مختلف السجون لإخضاعهم للموت التدريجي ، وعزلهم عن بقيةالسجون الأخرى .
ولقد أنشىء وافتتح هذا السجن منتصف عام 1980م وكان يتسع لـ 120 أسير ومع مرور السنوات تم توسيعه وبناء أقسام جديدة والآن يتسع لحوالي 700 سجيناً ، ومن الوهلة الأولى تبرز واضحة جلية حقيقة العقليات الحاقدة التي صممت وساهمت في تشييد هذا المعتقل وكما قالت المحامية فلتسيا لانغر في وصف هذا المعتقل " بأنه لايمكن إلا لعقل شيطاني أن يفكر في إقامة سجن كهذا في هذا المكان المقفر البعيد حيث لايوجد بداخله هواء أو ضوء كافيان بل ضغط وحر قاتلان إذ يقضي المعتقلون 22 ساعة يومياً داخل الزنازين ".
وللتعريف أكثر نورد جزءاً من رسالة الأسرى في سجن نفحة بعد أشهر قليلة من افتتاحه ( يا أهلنا .. يا ربعنا .. يا شعبنا في الوطن المحتل .. يا أيها الانسان أيما كنت في كل مكان .. انقذوا أرواحنا فنحن نقتل عمدا مع سبق الاصرار بحربة ما يسمى بالقانون ، هذا هو وضعنا بلا زيادة أو نقصان .. ها نحن نعاني و نضطهد 13 عاما كاملة ندفع من صحتنا كل يوم ضريبة تعسفية جديدة ، ولا من ذنب جنيناه اللهم .. الا أنكم أهلنا ، هذه هي جريرتنا .. و بناء عليها لابد أن ندفع ثمن رابطة صلتنا معكم ثلاثة عشر عاما ، و نحن نطلب و نطلب و نطلب تحسين شروط حياتنا ، و أن نعامل بنفس الشروط التي ينالها أي سجين يهودي عادي مهما كانت تهمته أو الجريمة التي ارتكبها.
فمن يستطيع أن يصدق أننا في قلب الصحراء بعيدا عن كل عمران .. إلا أن كمية الهواء الذي يشاء حظه التعس أن يدخل الزنزانة .. ليس له منفذ كما يجب للخروج ! حيث لا توجد نوافذ للزنزانة التي يعيش فيها 8-10 فلسطينيين .
لقد استعاضوا عن النوافذ بستة خروم في كل زنزانة مساحتها مجتمعة لا تزيد عن النصف متر مربع ،وهي تقع بالقرب من السقف .. أي لا نستطيع أن نرى من خلالها أي شيء.. كما أنها لاتسمح بادخال الضوء الطبيعي مما يستلزم الانارة بالكهرباء طيلة النهار ، كما أن باب الزنزانة هو من الصفيح 0 مغلق بالكامل ، و بالباب طاقة صغيرة 20×20 سم ثلاثة قضبان سمك كل منها 2سم وهذه الطاقة لا تفتح الا في النهار و تغلق في الليل .. حتى في أيام الحر الخانق حيث تنقلب الزنزانة إلى حيز ضغط عنيف .. و تصبح أتونا ملتهبا ، لا تفتح هذه الطاقة الصغيرة .. و السبب كما يدعون .. أمني ! و عملية فتحها 12 ساعة قد تمت بعد- طلوع الروح - و تدخل هيئة محايدة ..
إننا هنا نسرد هذه القضية لتكونوا على علم و دراية بما يدور هنا .. إن لنا سؤالا نطرحه على الانسان أينما وجد .. في أرباع الدنيا الأربعة : ٍأين تعطى شروط تهوية شبيهة بما لدينا .. لأناس أغلبيتهم الساحقة ، حوالي 90% منهم ، لديهم أحكام مؤبدة مدى الحياة ؟ أبواب صفيح و زنازين بلا نوافذ ، و ازدحام مؤلم ، و معاملة لا انسانية من كل وجوهها .. إننا نخاطب الانسان كل انسان في مكانه .. إننا نخاطبكم يا أهلنا و يا ربعنا .. و يا شعبنا .. أينما كنتم أن تعرفوا هذه الحقائق .. و أن تقوموا بواجبكم تجاهنا .. من أجل تخفيف معاناتنا ما أمكن في هذه الظروف القاسية .. جد القسوة ..
نريد هواء .. نريد أن نتنفس .. نريد أن نرى لون رمال النقب .. نريد أن نشم و لو رائحة زوابعه ، إن هذا المعتقل قد ابتنى ضمن مدرسة خاصة
نناشدكم أن لا تخذلونا فنحن بضعة منكم يا أهلنا … نحن أبناؤكم … لا تتركونا نواجه الموت في الصحراء … ونحن عزل إلا من إرادتنا ، لم نخذلكم يوماً ولن نخذلكم ، فلا تخذلونا اليوم ما نريده اليوم هو … هواء .. هواء .. نعم هواء .. ما نريده هو أن نعطى نفس الشروط التي تعطى للسجين اليهودي للسجين اليهودي ، ثلاثة عشر عاما و نحن نطالب .. ولكن بلا طائل ، أوضاعنا تسير من سيء إلى أسوأ .
بعد رحلة العذاب في المعتقلات منذ 1967 .. تكون " نفحه " مقرا لنا .. قبرا جماعيا .. قبرا لأبنائكم .. " نفحة " المقر .. بلا هواء .. بلا تهوية .. بلا اضاءة طبيعية .. بلا أي مجال للرؤية .. من يصدق أن القانون هنا هو أن من يخرج منا للادارة عليه أن يكبل بالحديد و أن يعصب عينيه .. مأساة .. مؤامرة تفوح منها رائحة الحقد على الانسان .. عملية قتل بأسلوب جديد .. إلا أننا لا يمكن أن نضع مصير حياتنا في أيدي الجلادين و نسلمهم أقدارنا . )
سـجن بئر السـبع المركزي
تم إنشاء سجن " إيشل " بئر السبع، في بداية عام 1970 وهو السجن الأول في إسرائيل الذي تم بناؤه ليستعمل كسجن ويقع جنوب مدينة بئر السبع على طريق إيلات ، وفي البداية تم إنشاء قسم أ، و هو عبارة عن 4 غرف كبيرة ( تتسع لحوالي 100 سجين ) مساحة الغرفة الواحدة 32م × 8م، و داخل كل غرفة تم عمل قسم حمامات، و قسم دورات مياه، حيث يوجد في داخل كل غرفة 4 حمامات، و 4 دورات مياه، إضافة إلى مغسلة تحتوي على مجموعة من صنابير المياه.
كذلك تم مع انشاء السجن، عمل قسم زنازين انفرادية، في الجزء الغربي من السجن, و من ثم جرى توسيع السجن، حيث تم بناء عدة أقسام داخل السجن، ب ،ج ، الاكسات، و القسم الجديد وأصبح يتألف السجن من 14 قسم من أنواع مختلفة ويتسع لأكثر من 1000 سجين.
لم تختلف ادارة سجن بئر السبع، عن باقي الادارات الصهيونية، من حيث فاشيتها، لكن الشيء الملفت للنظر أن ادارة سجن بئر السبع، حاولت إجراء جملة من التجارب على الأسرى، من خلال طرح برامج حوارية، مع بعض الأدباء الصهاينة، أمثال ساسون تسوميخ. لكن الأسرى، بحسهم الوطني و الأمني، أفشلوا الأهداف الدنيئة لتلك الحوارات، مما دفع مديرية السجون لوقفها.
رحل كافة السجناء الأمنيين عام 1984 الى باقي السجون و المعتقلات و بقى السجن للجنائيين فقط ، وبعد عام 1985 خصص قسم للأسرى الفلسطينيين الأشبال و بعد عام 1987 تم انشاء قسم عزل بئر السبع من خلال تحويل قسمي 7 + 8 الى قسم العزل.
الأسرى الفلسطينيون، يتواجدون الآن فقط فى قسم العزل، وباقي أقسام السجن، تستخدم للسجناء الجنائيين اليهود و العرب.
الطاقم :يعمل في السجن 300 شرطياً من إدارة مصلحة السجون من القطاعات المختلفة: الأمن, الإدارة والعلاج.
أنصـار 3… معتقـل الموت البطيء
ليس مهماً أن تعاصر حقبة زمنية ، أو أن تعيش تجربة لتتعرف على جوهرها وتفاصيلها ..فقد تتعرف عليها من خلال الوسائل المرئية و المسموعة أو المقروءة … أو قد يحكى لك عنها من جيل عاصرها .. والكل منا سمع وقرأ ورأى العديد من المظاهر النازية والتي مر عليه عقود من الزمن تضاهي أضعاف أعمار البعض منا ..واحدى تجليات تلك الحقبة كانت معسكرات الإعتقال التي تفتقر لأدنى الحقوق الإنسانية ، واسرائيل سهلت على جيلنا معرفة واستيعاب تلك التجربة حينما طبقتها فعلياً من خلال معسكر الإعتقال الذي يقع في صحراء النقب وسميّ " كيتسعوت " والفلسطينيون أسموه أنصار 3 …هذا يشبه معسكرات الإعتقال والإبادة أبان النازية ولم نقل صورة طبق الأصل ، لأنه اضيف عليه ما ابتكرته العقلية الصهيونية من انتهاكات لحقوق الإنسان وقمع لحريته.
الإسم : كيتسعوت
الموقع : في صحراء النقب
نزلائه : أكثر من مائة ألف حالة اعتقال ( 1988- 1996 )
ولسنا هنا بصدد الحديث عن دوافع الإعتقال وأهدافه ،فهذه السياسة القديمة الجديدة مورست ولازالت تمارس من قبل قوات الإحتلال منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية وفي هذا الإطار افتتح العديد من السجون والمعتقلات وعلى سبيل المثال لا الحصر نفحة و عسقلان ،شطةو مجدو، بئر السبع و هشارون ،عتليت وعوفر وأنصار 2 ..إلخ، لكننا بصدد الحديث عن هذا المعتق الرهيب الذي أضيف للمعتقلات والسجون القائمة .
في السابع عشر من مارس عام 1988 افتتحت سلطات الإحتلال معتقل كيتسعوت في صحراء النقب والذي أسماه المناضلون الفلسطينيون أنصار 3 ،هذا المعتقل الذي يخضع لإدارة الجيش العسكرية وليس لإدارة السجون كما هو الحال في باقي السجون الإسرائيلية.
ويفتقر معتقل أنصار 3 لأدنى حقوق الإنسان ويتنافى مع الإتفاقيات والأعراف الدولية من حيث موقعه الجغرافي حيث نصت المادة 83 من الفصل الثاني في اتفاقية جنيف ( لا يجوز للدولة الحاجزة أن تقيم المعتقلات في مناطق معرضة بشكل خاص لأخطار الحرب ) وهذا المعتقل يقع في جنوب البلاد في منطقة عسكرية بالقرب من الحدود المصرية وهو بالأساس معسكر للجيش الإسرائيلي وتم انشاء المعتقل بداخله .
كما ويتنافى مع أبسط الحقوق الدنيا للإنسان من حيث الشروط الحياتية بكافة جوانبها من مسكن ومأكل ومشرب ومعامله لا إنسانية ززإلخ وعلاوة على ذلك الظروف الطبيعية القاسية حيث البرد القارس شتاءاً والحر الشديد صيفاً وبإختصار جو الصحراء غني عن التعريف .
واذا ما حاولنا رسم صورة خطية لشكله نجده عبارة عن معسكر مقام على مساحة كبيرة ومقسم الى أقسام وفي كل قسم عدة خيام يحيطها أسلاك شائكة وسياج مرتفعة وبين كل قسم وآخر ممرات للجيش وابراج مراقبة أيضاً ويتجول الجنود بين القسام وهم مدججين بالسلاح ..
وكل خيمة تتسع ل 26 " مشطاح " أي باللغة العربية برشاً وهو اسم السرير الذي ينام عليه المعتقل وهو عبارة عن برش من الخشب طوله 180سم وعرضه 80 سم ومكون من 5 ألواح وعرض الواحدة 12 سم وبالتالي يوجد فراغ بين كل لوحة وأخرى ومعها فرشة اسفنج بسمك 5 سم الأمر الذي يؤدى الى العديد من الأمراض وخاصة امراض الظهر ، وبمجرد أن يصل المعتقل تبدأ رحلة الألف ميل من المعاناة بدءا من محو اسمه وتسليمه رقماً يتم التعامل به حتى يوم تحريره ومن ثم يتسلم الحاجيات الأساسية من برش و5 بطانيات وصينية بلاستيك للأكل ويوضع داخل القسام ..فلا زيارات للأهل ( وبعد سنوات بدأت بالتحسن التدريجي ) ، ولا علاج متوفر والأمراض منتشرة خاصة الجلدية وآلام الظهر ،وزيارات المحامين شحيحة وبحراسة ومراقبة جنود الإحتلال ،وهذه تتناقض مع أبسط حقوق السجين وفق اتفاقية جنيف ( السماح للمحامي بزيارة الأسير بحرية والتحدث معه دون وجود رقيب )…
وانعدام آليات الإتصال بالخارج المرئية منها والمسموعة والمقروءة والأخيرة كانت تتوفر بين كل فترات متباعدة مع الصليب الأحمر أو المحامين أحياناً .. ووجبات الطعام سيئة كماً ونوعاً إلخ علاوة على كل ذلك الإستفزازات المستمرة من قبل الجيش من احتكاك مباشر وتفتيشات مستمرة تحت ذرائع واهية وفرض العقوبات الفردية والجماعية لأتفه الأسباب …إلخ وآنذاك طالبت العديد من الجهات القانونية والحقوقية المحلية والدولية وحتى الإسرائيلية منها بإغلاق هذا المعتقل،إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تعير اهتمام لكل هذه الضغوط ،ومع تطور الإنتفاضة الباسلة ازدادت الهجمة الإسرائيلية الشرسة في محاولة يائسة لقمعها واعتقل المزيد وافتتح أقسام جديدة وأصبح النقب يتسع لأكثر من 10 آلاف معتقل وفي تطور آخر وتحديداً في مارس 1990 ابتكرت العقلية الإسرائيلية " الأقفاص " وهي عبارة عن أقسام يحيطها الجدران من كل الإتجاهات وسقفها من الأسلاك ذو الفتحات الصغيرة وبدأت تضع بهم من تعتقد أنهم قيادات أو من تحضرهم من السجون المركزية ممن متبقى لهم فترات قصيرة ،وهدفت من وراء ذلك قمعهم والحد من تأثيرهم على المعتقلين وأيضاً لمنع نقل الرسائل بين الأقسام ، ورغم كل ذلك ورغم أن المعاناة الحقيقية هي اضعاف ما يوصف عبر كتابتنا هذه لأن القلم لا يجرؤ على رسم تلك المعاناة خاصة في فتراتها الأولى …إلا أن أسرانا ومعتقلينا استطاعوا ورغم الجراح أن يجعلوا من المعاناة حافزاً للتطور والتقدم …
فعملوا على ترتيب أمورهم التنظيمية والثقافية والنضالية وخاضوا العديد من الإضرابات عن الطعام والخطوات الإحتجاجية والنضالية وقدم معتقل أنصار 3 العديد من الشهداء وبدأت قافلة الشهداء بعد أقل من 6 شهور من افتتاح النقب وتحديداً بتاريخ 16/8/1988م حيث سقط الشهيدان أسعد جبرا الشوا وبسام ابراهيم الصمودي برصاص حراس المعتقل خلال احتجاج المعتقلين على ظروف اعتقالهم وضمن استحقاقات اوسلو كان لا بد من الإفراجات السياسية وعلى دفعات واستمرت هذه الحملات الى ما بعد قدوم السلطة الوطنية بعدة شهور حتى اغلق في عام 1996 لكن ذكراه المريرة بقيت محفورة لدى كل نزلائه ، وفي سياق هذه الذكرى المريرة هنالك من المحطات التي هي محط اعتزاز وافتخار لهؤلاء المناضلين وحينما يتحدثون عن تلك التجربة تلمس لدى حديثهم نشوة الإنتصار خاصة إذا ما قورن وضعه لحظة الإفتتاح ووضعه لحظة الإغلاق من حيث الشروط الحياتية المعيشية والتنظيمية وكيف أراده الإحتلال معسكر قمع وتحول الى مدرسة نضالية تخرج الأفواج والروافد النضالية والتانظيمية التي قادت الإنتفاضة الباسلة .
معتقـل عوفـر … مقبرة الأحيـاء !!!
لم يبقى شيئاً في هذا الوطن إلا وأن ذاق مرارة الإحتلال ، فلم يسلم البشر ولا الشجر ولا حتى الحجر … فكل ما هو فلسطيني مستهدف ويقع أمام شواخص الإستهداف والأسلحة الإسرائيلية الأمريكية بكافة أصنافها وأشكالها ، فالعقلية الإسرائيلية هي واحدة من حيث الجوهر بالنسبة للتعامل مع الشعب الفلسطيني وإن اختلفت شكلياً في بعض أوجه المعاملة ، وهي ذاتها واحدة من حيث التعامل مع أبطال المقاومة والأسرى والمعتقلين الفلسطينيين عموماً وان اختلفت أساليب الإعتقال ومواقع السجون والمعتقلات من حيث الشكل والمكان ، فمنها ما يخضع لشرطة إدارة السجون مثل نفحة والمجدل وبئر السبع .. إلخ وأخرى تخضع للجيش الإسرائيليى أي للإدارة العسكرية مثل النقب ، مجدو ، عوفر … وهنا أوجه التشابه كبيرة فيما بينهم وهذه المعتقلات تعاني أكثر من سابقاتها حيث إفتقارها للحد الأدنى من شروط الحياة الآدمية.
و معتقل عوفر واحد من هذه المعتقلات التي تخضع للإدارة العسكرية و أقيم على أرض تزيد مساحتها عن 400 دونم في بيتونيا ، وأنشئ في عهد الإنتداب البريطاني على فلسطين ، وأشرف عليه الجيش الأردني في وقت لاحق أبان الإدارة الأردنية على الضفة الغربية .
وعندما احتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عام 1967م استخدمته كمعسكر للجيش الإسرائيلي وأطلق عليه معسكر " عوفـر " على إسم أحد قادتها ممن قادوا جيشها في تلك الحروب ، وخلال الإنتفاضة الأولى ( 1987 – 1994 ) ونتيجة للأعداد الهائلة من الأسرى والمعتقلين حولت قوات الإحتلال جزء منه الى معسكر اعتقال محاط بكتائب من الجيش المدججين بالسلاح والعتاد ، و زجت فيه آلاف المعتقلين … وبعد اتفاق اوسلو وافرازاته وما رافقها من إفراجات سياسية و تقليص عدد المعتقلين عاد وبقى كمعسكر للجيش الإسرائيلي فقط .
وخلال إنتفاضة الأقصى وبعد الإجتياحات الإسرائيلية لمناطق السلطة الوطنية الفلسطينية في آذار الماضي وإعتقال واختطاف الآلاف من أبناء شعبنا اضطرت سلطات الإحتلال لإعادة افتتاحه بتاريخ 1/4/2002 لإستيعاب هذه الأعداد الهائلة ، وتحتجز فيه الآن ما يزيد عن الألف معتقلاً ويتكون من عشرة أقسام وينقسم معتقل عوفرالى موقعين الأول أطلق عليه " أ " وتتفرع عنه خمسة اقسام من بينها المطبخ المركزي لجميع الأقسام والثاني " ب " الذي تخصصه الإدارة للمعتقلين الإداريين دون سواهم وتعاني كافة الأقسام من الإزدحام .
ويخضع المعتقل لإدارة الجيش وليس لإدارة مصلحة السجون أي لحكم عسكري ولا يمت بصلة للقوانين والأعراف الدولية التي تنص على حقوق الأسير والمعتقل السياسي ، حيث أن الإدارة في هذا المعتقل تحتكم للقوانين العسكرية وحالات الطوارئ والقوانين العرفية وتبتعد كل البعد بل وتتنافى وأبسط حقوق الأسير التي تنص عليها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان بشكل عام واتفاقية جنيف بشكل خاص ، أي يفوق بسوء شروطه الحياتية وممارساته القمعية عما يحدث في السجون التي تخضع لإدارة مصلحة السجون ويتشابه بشكل كبير مع معتقل النقب الصحراوي .
فأساليب اسرائيل في اضطهاد وقهر شعبنا لا تختلف إن لم تتفوق على أكثر الدول فاشية ودكتاتورية في العالم وإن ما يقال وما تفرد له وسائل الإعلام الإسرائيلية من مساحة للتغني بالديمقراطية وحقوق الإنسان شيء ، وما يمارسه جنود الإحتلال وأجهزة الأمن " الشاباك " وإدارة السجون هو شيء آخر تماماً.
وشهد شاهد من أهله حيث ورد في تقرير لعضو الكنيست زهافا جلئون رئيسة كتلة ميرتس في الكنيست الإسرائيلي أواخر العام 2001 أنه يوجد ما لا يقل عن ثمانية سجون لا تصلح لأن يمكث فيها بنو البشر ، وورد في التقرير أيضاً أن حقوق الإنسان فيما يتعلق بالسجناء في هذه السجون تداس بقدم قاسية الوطأة جراء الظروف السيئة التي يعيشها هؤلاء .
حيث يتم التعامل مع الأسرى في عوفر كرموز وأرقام عددية تذكرنا بعهد النازية بحيث يعطى للأسير منذ دخوله رقماً خاصاً به ويجرى التعامل معه على هذا الأساس لغاية تحرره ، وتفرض سلطات الإحتلال حالة من العزلة شبه التامة على المعتقلين في معتقل " عوفر " حيث ترفض الإدارة السماح بوصول الصحف إليهم ، إلا في حالات استثنائية مع المحامين ؟؟ ؟ والمحامين نادراً ما يسمح لهم بزيارة المعتقل ومقابلة موكليهم وتحت رقابة عسكرية مشددة وهذا يتناقض مع أبسط حقوق الأسير وفق اتفاقية جنيف ( السماح للمحامي بزيارة الأسير بحرية والتحدث معه دون وجود رقيب ).
وعلى الصعيد الثقافي ترفض إدارة السجن السماح بإدخال الكتب والمجلات للمعتقلين حيث يخلو السجن من تلك الكتب بإستثناء عدد محدود من روايات الكاتب السوري حنا مينا ، ولكن أبطالنا لم يستسلموا لهذا الواقع المرير ويسعون جاهدين لتجاوز هذه المعضلة وإستغلال أوقاتهم بما هو مفيد وتطوير إمكانياتهم وقدراتهم الثقافية والتنظيمية من خلال الجلسات الثقافية وتبادل المعلومات والمعارف وتثقيف بعضهم البعض.
ويعتبرالوضع الصحي من أسوأ ما يكون حيث تعاني الحالات المرضية الصعبة من إهمال طبي متعمد ، مما يدفع بعض هؤلاء الى كتم آلامهم وأوجاعهم بسبب عدم توفر العلاج المناسب ، وهذا يتنافى والمادة 30 من اتفاقية جنيف ( تجرى فحوص طبية لأسرى الحرب مرة واحدة على الأقل في كل شهر ،ويشمل الفحص مراجعة وتسجيل وزن كل أسير والغرض من هذه الفحوص هو على الأخص مراقبة الحالة العامة لصحة الأسرى وتغذيتهم ونظافتهم وكشف الأمراض المعدية ) وكذلك المادة 30 من نفس الإتفاقية ( توفر في كل معسكر عيادة مناسبة يحصل فيها أسرى الحرب على ما قد يحتاجون اليه من رعاية وكذلك على النظام الغذائي المناسب ).
وعندما يحضر الممرض تطلب إدارة السجن من المعتقلين المرضى التوجه الى بوابة القسم بهدف تقديم شرح عما يعانونه من أمراض وذلك من خلف القضبان والأسلاك ، وثم يطلب نفس الممرض من كل واحد منهم رقم إعتقاله.
وفي اليوم التالي يحضر الممرض أو ضابط السجن الأدوية للمرضى ، وهنا تكمن المفاجئة حيث لا علاقة ما بين المرض والأدوية وفي الغالب حبات الأكمول تكون هي كلمة السر والتي تعالج وجع الرأس والرشح ، لكنها لا تعالج البواسير والسكري وضغط الدم ..الخ وهذا الإهمال والإستهتار والتقصير في تقديم العلاج أدى الى إستفحال الأمراض لدى العديد من الأسرى ويتحول المرض البسيط الى مرض مستعصي يظل يعاني منه المعتقل طوال فترة اعتقاله وحتى بعد تحرره ولقد أثبتت دراسة ماجستير بالجامعة الإسلامية – لـ د. م.الزير من برنامج غزة للصحة النفسية عام 2001- بأن الأعراض والأمراض المزمنة والمستعصية والتي ظهرت وبدأت تظهر على الأسرى المحررين لها علاقة بصورة دالة إحصائياً بخبرة السجن والتعذيب ،لذلك جميع الأسرى و المحررين بحاجة الى عمل فحوصات كاملة وبصورة روتينية كل فترة من الزمن للتأكد من خلوهم من الأمراض .
و يزدحم معتقل " عوفر " الآن بالكثير الكثير من المعتقلين المرضى ومنهم من اعتقل وهو مصاب برصاص الإحتلال الإسرائيلي ولازال دون علاج ولازالت الرصاصات في جسده مما يجعل منهم أمواتاً مع وقف التنفيذ نظراً للخطر الحقيقي الذي يتهدد حياتهم .
والأطباء يعملون مباشرة من خلال الجيش ويتعاملون مع المعتقلين على أنهم أعداء، وأحياناً كثيرة يستخدمون مهمتهم في تعذيب المعتقلين و لخدمة الجيش.
علاوة على ذلك شحة مياه الشرب النظيفة وعدم توفر المياه الساخنة للإغتسال والنقص في مواد النظافة الشخصية والعامة مثل الصابون ومواد مطهرة وتراكم القاذورات والنفايات مما أدى الى انتشار الحشرات والزواحف والبعوض في جميع الأقسام وتلوث المفروشات والبطاطين وانتشار الروائح الكريهة .
إضافة الى تجويع المعتقلين وسوء التغذية كماً ونوعاً ومعظم الأغذية تفتقر للمواد الغذائية الأساسية وتقتصر على البروتينيات والنشويات والتي تكفل بقاء المعتقل على قيد الحياة فقط مما أدى الى تدهور الأوضاع الصحية للمعتقلين، وحتى المطبخ يفتقر الى أدوات الطبخ الأساسية ولا تتوفر فيه المواد اللازمة للنظافة وتعقيم أدوات الطهي ، وكذلك العاملين فيه يفتقرون لأبسط ما قد يحميهم من خطر الحرائق أوسكب الطعام بالإضافة الى الممارسات اليومية التي يتعرض لها المعتقلين من إذلال ، ضرب ، شتم ، استفزاز ومماطلة وتسويف وتفتيشات مستمرة والعبث بمقتنيات المعتقلين ومصادرة بعضها بحجة الفحص الأمني وغالباً لم تسترد ، والإجبار على الإستيقاظ المبكر بحجة العدد الصباحي الأمني ، وأحياناً يتم اجراء عدد ليلي – بعد منتصف الليل - تحت ذرائع امنية واهية ويعتبر ذلك تعذيب وعقاب جماعي جسدي ونفسي يهدف الى إذلال وإهانة المعتقلين ناهيكم عن الأوضاع الإجتماعية والحرمان من زيارة الأهل لفترات طويلة بحجج أمنية واهيه وحرمان الأطفال من رؤية آبائهم وإخوانهم ، وإن سمح أحياناً بالزيارات فهذا يحتاج الى تنسيق أمني وحصول الأهالي - من الدرجة الأولى- على تصريح خاص حتى يتمكنوا من تجاوز وعبور عشرات الحواجز العسكرية المقامة على الطرقات والوصول للمعتقل وهذا بحد ذاته معاناة ومشقة وعذاب جسدي ومعنوى للأهل أيضاً ، ناهيكم عن الممارسات القمعية والإستفزازات والتفتيشات المذلة التي يتعرضون لها خلال هذه الرحلة المريرة رحلة العذاب والآلام وأحياناً يعودون لبيوتهم دون زيارة ، وحتى الأشقاء داخل السجن يحرمون من رؤية بعضهم البعض ( بحجة أمنية ) فالمعتقلين في " عوفر " يحرمون من الإتصال بالعالم الخارجي سواء كان أهاليهم أو محاموهم مما يجعل الأخبار عنهم شحيحة وبإستثناء الأخبار التي ينقلها المفرج عنهم والتي تقشعر لها الأبدان حيث ان الظروف اللاإنسانية التي يعيشها معتقلو عوفر فاقت في لا إنسانيتها مما يتخيله العقل البشري وتجاوزت كل القيم والأعراف في العالم أجمع ومن هنا أناشد كافة الإخوة المفرج عنهم من معتقل عوفر بالذات بأن يكتبوا عن هذا المعتقل ، ومن خلال الأهالي يطلب من الأسرى داخل المعتقل وفي السجون والمعتقلات الأخرى أيضاً بأن يكتبوا عن أوضاعهم وظروفهم ، فنحن بحاجة الى جهد جماعي لفضح الهجمة الشرسة والممارسات اللاإنسانية التي يتعرض لها أسرانا في معتقل عوفر وكافة المعتقلات والسجون الأخرى .
هذه صورة قلمية مصغرة عن الأوضاع في معتقل عوفر العسكري ولما يحدث بداخله وأسترشد هنا بما ورد في إعلان المنظمات الأهلية في مؤتردوربان 2001 ( إننا ندرك بأن السبب الجذري الأساسي لإنتهاكات إسرائيل المستمرة والمنظمة لحقوق الإنسان بما في ذلك خروقاتها الخطيرة لإتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وعمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ، هو وجود نظام عنصري ألا وهو نظام التمييز العنصري الإسرائيلي).
ومن هنا أناشد كافة المؤسسات التي تهتم وتعنى بحقوق الإنسان وكافة المؤسسات الأهلية المحلية والعربية والدولية لتوحيد الجهود والتحرك الفوري والعاجل لدعم ومساندة أسرانا وقضاياهم العادلة في كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية وإنقاذ حياتهم فهم شهداء مع وقف التنفيذ وخاصة معتقلى معسكرات الإبادة ، معسكرات الجيش ،معتقلي عوفر ومجدو وكيتسعوت النقب والحرية لأسرى الحريه بدون قيد أو شرط أو تمييز .
سـجن عسـقلان المركزي
أنشىء سجن عسقلان المركزي في عهد الانتداب البريطاني .. كمقر لقيادة الجيش البريطاني في عسقلان و محيطها و كذلك كسرايا لاستقبال الوفود البريطانية الرسمية ، و داخل سرايا عسقلان خصص جناحاً من المبنى كمركز تحقيق و توقيف للثوار.
بعد هزيمة عام 1967م تحول الى مركز شرطة عسقلان .. ومع تصاعد المقاومة الوطنية الفلسطينية ضد الاحتلال .. و الازدياد الملموس في عدد الأسرى، أصدرت قيادة الجيش الإسرائيلي، مرسوماً عسكرياً بافتتاح سجن عسقلان المركزي، وذلك في أواخر الستينات وتحديداً في عامي 1968-1969 ومع ازدياد الأعمال الفدائية التي قام بها السكان الفلسطينيون وارتفاع عدد المعتقلين منهم دعت الحاجة الفورية إلى افتتاح سجناً لهؤلاء المعتقلين ، وقد تم تسليم مركز الشرطة إلى مصلحة السجون وتقرر أن هذا المبنى يصبح سجناً في الدرجة القصوى من الأمن .
افتتح سجن عسقلان المركزي لاستقبال الأسرى الفلسطينيين في بداية عام 1969… و كان الافتتاح الأكثر دموية، من خلال ما عرف بعد ذلك بتسمية " التشريفة ".. حيث أن الأسرى كانوا يمرون من وسط طابورين من شرطة السجون من البوابة وصولاً الى غرف و زنازين السجن، بينما الهراوات تنهال على كامل أجزاء أجسادهم.
ويقع في مدينة عسقلان العربية المحتلة ، جنوبي مدينة المجدل – يقبع فيه قرابة الألف معتقل ، يحيط به سور يرتفع الى حوالي ستة امتار ومحاط بالاسلاك الشائكة .. اضافة الى ابراج المراقبة ويشتهر بزنازينه الرطبة التي لا تدخلها اشعة الشمس. ، والحرارة القاسية التي لا تطاق .
يخصص للمعتقل – متر و نصف المتر – و الغرف دائما مزدحمة ، تقول المحامية فلتسيا لانغر عن هذا السجن .. من كتابها " بأم عيني " عسقلان هو سجن للعقاب الخاص ، السجناء الذين ينقلون اليه سالمين منتصبي القامة ، يصبحون بعد بضعة اسابيع محطمين ..
ويوجد في سجن عسقلان خمسة أقسام, أ + ب + ج + د + ح, كذلك قسم زنازين، و يقع شمال أقسام السجن, اضافة الى جناح خاص بالشاباك الاسرائيلي، للتحقيق مع الأسرى الفلسطينيين و العرب.
و فى عام 1979، تم انشاء قسم العار، و الذي يقع في الشمال الغربي من السجن، و كان يوضع فى هذا القسم الأسرى المتعاونين مع الشاباك و ادارات السجون.
منذ افتتاح سجن عسقلان عام 1970 م، فرض العمل الإجباري على الأسرى، حيث كان يتواجد داخل المعتقل مخيطة + مكوى + عمل شبك تمويه للدبابات.
عام 1977م .. و عبر نضالات طويلة، تم مقاطعة مرافق العمل بشكل كامل.
· أشهر الاضرابات في سجن عسقلان
· اضراب عام 1970 و استشهد في هذا الاضراب عبد القادر أبو الفحم استمر هذا الاضراب ما يزيد على الثلاثين يوماً.
· اضراب عام 1971 استمر الاضراب ما يزيد على الخمس و عشرين يوماً، و علق الاضراب لفترة لم تتجاوز اليومين، و من ثم واصل الأسرى اضرابهم لمدة 20 يوماً أخرى.
· اضراب عام 1976 و الذي استمر مدة 45 يوماً.
· اضراب عام 1977 عن العمل.
أشهر الأحداث في سجن عسقلان
أيلول 1985 .. حيث شنت ادارة السجن مدعومة بالفرقة الخاصة لقمع السجون، هجوماً وحشيا على السجن بهدف مصادرة انجازات الحركة الوطنية الأسيرة، خاصة بعد عملية تبادل الأسرى، و التى طالت العديد من قيادات و كوادر الحركة الوطنية الاسيرة، و حدثت اشتباكات عنيفة بين الأسرى و درك السجون، و قد قام الأسرى باشعال النيران بالبطانيات و الفرشات الاسفنجية، و قاموا برشق درك السجون بكل ما يقع تحت أيديهم.
و قد أغرق السجن بشكل كامل بالغاز المسيل للدموع و أصيب العشرات من الأسرى بالاختناق و بجراح مختلفة, اضافة الى اقدام ادارة السجن على عزل العديد من قيادات السجن الى الزنازين، و ترحيل بعض القيادات الى سجن الدامون.
أهم ما ميّز سجن عسقلان منذ افتتاحه و حتى مايو 1985، أنه كان سجن شبه مغلق، حيث أن كل قاطنيه كانوا من أصحاب الأحكام العالية.
و ما زال يقبع في سجن عسقلان مئات الفلسطينيين الأسرى و الذين يصل عددهم لحوالى الألف أسير.
سـجن كفار يونا
يقع شمالي تل ابيب وجنوبي حيفا وبالضبط يقع سجن كفار يونا في منطقة بيت ليد على الطريق بين طولكرم ونتانيا داخل الخط الأخضر– و تم افتتاح سرايا كفار يونا عام 1968 لاستقبال أسرى الثورة الفلسطينية حيث كانت تستخدم قبل هذا التاريخ مقراً عسكرياً للجيش الاسرائيلي.
يعتبر هذا السجن معتقلا بالمعنى المتعارف عليه .. اذ يقوم بدور حلقة الوصل بين السجن والتحقيق ، فبعد انتهاء التحقيق مع المعتقلين وقرار تقديمهم للمحاكمة .. يصار تحويلهم وتوزيعهم على بقية السجون الأخرى .
أقيم هذا السجن لاستيعاب " 200 " معتقلا الا أن العدد الي يحويه يزيد على " 300 " معتقل ينتظر معظمهم المحاكمة .
الغرف والزنازين – غير متشابهة .. ففي الشعبة "د " مثـلا "3 " غـرف يوضع فـي الأول " 12 " معتقلا ، وفي الثانية " 8 " معتقلين ، والثالثة " 20 " معتقلا ، في سجن كفاريونا ايضا ، ثلاث شعب للسجناء اليهود ، وشعبة خاصة للمحكومين العرب .. وفي الشعب الأخرى عدد كبير من الموقوفين الاداريين الفلسطينيين الذين ينتظرون محاكمتهم .
هذا وتعمل اسرائيل حاليا على انشاء سجن أخر يكون بديلاً عن هذا السجن في مدينة الرملة .
لقد تم افتتاح هذا السجن عام 1953 في قلعة تايغرت وفي مبنى خان من أيام الحكم العثماني. ويقع هذا السجن في غور بيسان جنوبي بحيرة طبريا .. حيث الحرارة المرتفعة والتي تصل في فصل الصيف لأكثر من 40 درجة مئوية .
يحيط بالسجن جدار عال من الاسمنت المسلح يصل ارتفاعه الى 3,70 م يعلوه سياج شائك وأبراج ستة للمراقبة .
يتمكن السجن من استيعاب 600 سجين جنائي وأمني يحكمون على مخالفات مختلفة. ويعتبر المستوى الأمني في هذا السجن على درجة أمن قصوى بينما يصل عدد المعتقلين فيه الى اكثر من ذلك من العرب واليهود .
الى جانب الغرف الصغيرة ، تنتشر الزنازين الانفرادية التي يزج بها المعتقلون السياسيين ،
يقضي في سجن شطة سجناء جنائيون, وأمنيون من اليهود ومن الفلسطينيين
وفي عام 1958 طرأ "تمرد شطة" بحيث
استولى سجناء أمنيون على سجانين. خلال التمرد قتل
سجانان: ألكسندر يغر ويوسف شيفاح.
وحسب مصادر إدارة مصلحة السجون فإنه يعمل به260 رجل
شرطة تقريبًا من
قطاعات مختلفة: الأمن, الإدارة والعلاج. يمكن
التعاون بينهم من سد احتياجات السجناء
بالإضافة إلى الحفاظ على أمن الوحدة.
افتتح
سجن "كرمل"
عام 1985. وكان في الماضي سجنًا مؤقتًا, بسبب
الازدحام الذي ساد السجون في ذلك
الوقت, وسمي سجن "عتليت". وفي السنوات الأولى لقيامه
كان السجناء يقيمون في الخيم.
وقد بدأ الانتقال إلى المباني الثابتة عام 1990
وانتهت هذه المرحلة عام 1991. سجناء بالغون
يحكم عليهم بالسجن حتى ثلاث سنوات, أو لا تتجاوز
المدة المتبقية من محكوميتهم ثلاث
سنوات.
يتسع السجن لاستيعاب 500 سجينًا تقريبًا,
وهذا هو سجن
الرجال الأول التي كانت قائدته امرأة (غوندار مشنيه
داليا نير, في عام 1999).
أقيم هذا السجن منذ زمن الانتداب البريطاني في أحراش الكرمل بحيفا – كمستودع للدخان .. بحيث تم المراعاة في تشييده توفير الرطوبة لحفظ أوراق الدخان .. وبعد عام 1948 وضعت اسرائيل يدها عليه و تم تحويله إلى سجن, بعد أن أعلن بخور شيطريت, وزير الشرطة في ذلك الوقت, بأنه سجناً والاسم الأصلي للسجن كان "سجن حيفا – مخيم دامون". ويعود ملكية المبنى في الأصل لعائلة عربية , حيث كانت عائلة كرمان العربية المسيحية من حيفا تستعمل هذه المباني.
وفي السجن خمسة أجنحة وجناح واحد للسجناء الجنائيين
الذين يعملون في صيانة السجن.
ويضم حوالي 500 معتقلاً في حين لا يستوعب أكثر من
300 معتقل فقط ، بالرغم من إضافة العديد من الغرف و الزنازين الضيقة اليه .
عن هذا السجن تقول الكاتبة الاسرائيلية ليئا اتجيد :
" لقد رأيت سبعة عشر سجينا في غرفة واحدة .. بالرغم من أن ذلك اليوم ، كان حاراً و خانقاً ، و رائحتها نتنة كريهة ، وفي الزاوية كومة من الفراش المصنوع من الاسفنج الرقيق ، أما البطانيات فهي ممزقة و مهترئة ، علىحافة الحائط كان العديد من السجناء واقفين .. مرصوصين صفاً واحداً و معظمهم ، أعمارهم لا تتجاوز "17"سنة ، وعندما أنظر اليهم أراهم كسمك السردين داخل علبة صغيرة ؟! .
أما المرحاض .. تتابع الكاتبة الاسرائيلية .. فيقع في الزاوية وهو عبارة عن ثغرة فتحت في الحائط .. تستعمل في حالة الوقوف ، وبدون باب ، و المياه لا تصل اليه دائما (1) .
وقد أغلق هذا السجن عام 2000, ولكن بسبب الأوضاع
الأمنية السائدة وإنتفاضة الأقصى تم إعادة افتتاحه عام 2001
سـجن المسـكوبيـة
يقع في مدينة القدس ، في القسم الشمالي ، ضمن ما يسمى المعسكر الروسي أو ساحة الروس ، أقيم في عهد سلطات الانتداب البريطاني وكان يعرف بالسجن المركزي يضم بين 30 و 50 معتقلاً – مخصص للتوقيف والاعتقال يطلق على هذا السجن .. الذي يستعمل في الغالب .. للتحقيق – اسم المسلخ – ويضم الموقوفين والمعتقلين ادارياً ، والذين يقضون أحكاما قصيرة .
صممت الزنازين بطول متر ونصف المتر ، وعرض " 80 " سم وارتفاع " 4 " م والنور الكهربائي ساطعاً طوال اليوم .
كما أن هناك غرفاً أخرى للتعذيب والتوقيف الاداري – وغرفة معدة لاجراء الفحوصات الطبية .. إضافة الى الغرف التي تستعمل منامة للمعتقلين .
سـجن الصـرفند
يعد هذا المركز ، معتقلا للتحقيق ، و مكاناً لممارسة أنواع مختلفة من التعذيب و الارهاب بحق المعتقلين الفلسطينيين .
يتألف من بناية كانت تستخدم في عهد الانتداب البريطاني – و تقسم إلى قسمين :
القسم الأول – الزنازين و تشرف عليها المخابرات – و هي مخصصة للتعذيب – و مساحة الواحدة لا تتجاوز المتر المربع الواحد ، بحيث لا يتمكن المعتقل من النوم .
القسم الآخر – مجموعة من الغرف ، وهي أشبه بالزنازين أيضاً ، باختصار .. المعلومات الصحيحة عن هذا المعسكر .. هي قليلة و قليلة جداً .. إذ أن السلطات الاسرائيلية تحول دائما دون حضور رجال الصليب الأحمر الدولي لزيارة هذا المعسكر .. كما أن المعتقل عندما يجلب الى هذا المعسكر .. يكون معصوب العينين .. وكذلك لدى خروجه منه ..
الا أن افادات المعتقلين الذين أحضروا الى هذا المعتقل يستطيعون التعرف على مساحة الزنازين ، والمعاملة السيئة التي لاقونها ..وأدوات التعذيب التي لا يمكن للعقل البشري تصورها .. اذ أنها باستمرار تخضع لما جد وابتكر من هذا الفن .
من هنا ، جميع الذين تم ادخالهم الى هذا المعسكر .. هم من المعتقلين الذين يعدوا بالنسبة لاسرائيل من الخطرين ، والخطرين جدا .
يقع معتقل كيشون
التابع لمصلحة السجون في مفترق جلمة على الطريق
العام ما بين حيفا والناصرة وتنتصب من حوله الجبال وتكاد الأشجار الخضراء المحيطة
به تخفيه عن الأنظار , يقع المعتقل في الطابق الثاني, في عمارة من
عهد الانتداب البريطاني. فوق مكاتب الفصل لمعتقل
الشرطة وينقسم إلى قسمين.
ميزات المعتقلين
معتقل كيشون
مخصص لنوعين من المعتقلين. الواحد – معتقلون حتى
نهاية الإجراءات القضائية ( موقوفون ) ,
ومحكومون جنائيون بهدف توزيعهم على السجون.. أما
النوع الثاني فيشمل معتقلين ومحكومين يبيتون
في الجلمة عدة أيام ويدعون إلى المحاكم في منطقة
الشمال.
سـجن الرملـة
يقع سجن الرملة على طريق الرملة ، اللد على بعد 2 كم من هذه الطريق وأنشئت سرايا الرملة عام 1934ابان الانتداب البريطاني على فلسطين ومثله مثل كل السرايات التي أنشأها الانتداب البريطاني, و قامت بتنفيذها شركة سوليل بونيه الصهيونية.
بعد قيام الكيان الاسرائيلي عام 1948 تم تحويل سرايا الرملة الى مركز للجيش الاسرائيلي وفي عام 1953 تم تخصيص جزء من السرايا كسجن للفدائيين الفلسطينيين ابان ظاهرة فدائيي مصطفى حاقظ.
بعد الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 مباشرة تم تحويل السرايا بكاملها الى سجن مركزي للجنائيين اليهود إضافة إلى الأسرى الفلسطينيين وخصوصاً من منطقة القدس.
تم انشاء مستشفى داخل السجن تابعة لمديرية السجون الاسرائيلية بهدف معالجة الأسرى.
لاحقاً تم انشاء معتقل النساء "نفي تريتسا" حيث توضع فيه الأسيرات الفلسطينيات والجنائيات الاسرائيليات.
من الناحية التاريخية بعد عام 1967 فان سجن الرملة يعتبر السبّاق في خوض الاضرابات عن الطعام ففي مطلع عام 1968 خاض الأسرى في سجن الرملة اضراباً مفتوحاً عن الطعام وكان مطلبهم الرئيسي فيه وقف الاعتداء الجسدي ونقلهم من البركسات والتي كانت عرضة لمياه الأمطار وطفو المجاري المستمر,
و في منتصف عام 1968 خاض أسرى الرملة اضرابهم الثاني عن الطعام وكان مطلبهم الرئيسي إدخال الدفتر والقلم وعبر مفاوضات مع الصليب الأحمر تم الموافقة على ادخال الدفتر والقلم وهذا يسجل سبقاً لأسرى الرملة قياساً بالسجون الأخرى حيث احتاجت الحركة الأسيرة لسنوات طويلة من النضال حتى تسنى لها تحقيق هذا الانجاز.
يعتبر سجن الرملة المعبر الرئيسي للحركة بين السجون حيث أنه عادةً ما يتم وضع الأسرى المنقولين من سجن إلى آخر في "معبار" الرملة قبل ارسالهم إلى السجون الأخرى.
وسجن الرملة يحوى في داخله ستة أقسام كل قسم منها عبارة عن سجن قائم بذاته مستقل في أنظمته وظروفه عن باقي الأقسام الأخرى
ومن أقسام سجن الرملة : -
يقع سجن "أيالون" في منطقة الرملة – اللد. وأنشئ السجن عام 1950 في مبنى "تايغرت" كان في الماضي مركزًا للشرطة البريطانية.
كانت بداية معتقل
نيتسان في منشأ أقيم عام 1978 داخل سجن "أيالون"
وسمي "معتقل الرملة". وفي عام 1981
استبدل اسمه إلى "تيتسان" على اسم المرحوم سجان
غوندار روني نيتسان, الذي كان مدير
السجن حيننئذٍ, والذي قتل نفس العام عند القيام
بواجبه.
يسع هذا المعتقل
لاستيعاب حوالي 740 معتقلاً وسجينًا ….
سجن "تيفيه تيرتسا"
الذي أنشئ عام 1968, هو سجن النساء الوحيد في
إسرائيل.
درجة الأمن في السجن هي
درجة قصوى, وهو مخصص لإقامة 220 سجينة ومعتقلة من
إسرائيل والمناطق الفلسطينية.
مستشفى سجن الرملة
ويرقد في مستشفى سجن الرملة العشرا ت من المعتقلين المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة حالة بعضهم خطيرة وتحتاج الى علاج خارج السجن واشتكى المعتقلون مراراًمن سوء الرعاية الطبية التي يتلقونها خاصة إن كثيرا منهم جرحى من جراء إصابتهم قبل اعتقالهم ويحتاجون إلى إجراء عدة عمليات جراحية.
القسم الغربي وهو قسم العزل
وافتتح خلال الإنتفاضة الأولى وتحديداً عام 1989م ، وهو أحد أماكن العزل الرهيبة ويقع تحت الأرض ، والرطوبه فيه عالية جداً لدرجة العفن ، وتصطف زنازينه على صفين يفصلهما مردوان تتعلق في سقفه أنابيب مجاري الأقسام العلوية التي تطفح على الدوام وتنفث منها رائحة كريهة والحياة فيه قاسية جداً.
معتقـل مجـدو … !!
ديسمبر 2001 ( نقلاً عن أجندة الحركة الأسيرة لعام 2003 )
رابطة أطباء لحقوق الإنسان زارت سجن مجدو من أجل الوقوف على جودة الخدمات الطبية للمعتقلين وعلى الحفاظ على حقوقهم الطبية والأخرى ، والزيارة تمت على جولتين ، الأولى كانت في 4 يوليو 2001 والحولة الثانية في 1 نوفمبر 2001 ، وأصدرت تقريراً في ديسمبر 2001 حول ذلك ، ولأهمية التقرير وما ورد به وجدنا من الأهمية بمكان إدراج بعض المقتطفات منه .
سجن مجدو يوجد به ومنذ 12 عام بالإضافة للمباني الثابتة 36 خيمة والمستخدمة كغرف سجن ، وكما هو معروف فإن إسرائيل تخترق اتفاقية جنيف والتي هي طرف فيها منذ عام 1951 وذلك بسجنها الفلسطينيين من سكان المناطق في داخل إسرائيل ، حيث أن اتفاقية جنيف تمنع نقل الموقوفين والمحكومين ( من هم تحت الحماية – سكان الأرض المحتلة ) لمنطقة ( الدولة المحتلة – اسرائيل ) .
· الخدمات الطبية :
أطباء لحقوق الإنسان حذرت في الماضي أن النقص في العلاج النفسي قد يؤدي الى الموت ، وأن على الجيش أن يجهز لتزويد هذا العلاج أو لنقل السجين لمكان بمقدوره تزويد ذلك أو الإفراج عنه ليتم علاجه وسط مجتمعه )).
(( الأطباء العاملين في السجن يعملون مباشرة من خلال الجيش … هذا الأمر يمس باستقلاليتهم ويضعهم تحت ضغط يتناقض وإلتزاماتهم للمريض وحاجاته ، لذلك يوجد ميل لإخضاع مصلحة المعالج لمقاييس أمنية وأخرى للمؤسسة التي يخدمون فيها والتي من خلالها يتم تقييمهم ومحاسبتهم ( ترقية – أجر – هوية مهنية وشعور بالإنتماء لجهة العمل ) .
(( لا يوجد شك أن هذه المعضلة المنبثقة من مكانة الطبيب العامل في الشرطة تأخذ جهداً أكبر عندما يكون الحديث عن طبيب عسكري يتعامل مع أسرى فلسطينيين أعداء ، لذلك أيضاً في هذه الحالة ينصح بفصل التشكيلة الطبية من الجيش وتحويله لمسئولية وزارة الصحة … بسبب تعارض المصالح بين السجان وبين المريض )) .
· شكوى طبيب :
(( دكتور البرتشيمون – مدير العيادة بمعتقل مجدو – إلتقيناه بالجولتين وطرح أمامنا بأنه محدود الحركة جداً بإعطاء الخدمات للأسرى … ويضيف هنا تعلمت أنه يوجد طب مستشفيات ويوجد طب آخر طب سجون … وبعد الإنتهاء من وظيفته بسجن مجدو ، تحدثنا معه تليفونياً وأضاف قائلاً : من المهم جداً أن يكون متواجداً طبيبان ، طبيب عسكري وآخر مدني .. للطبيب المدني لن تكون هناك قيود وهو يستطيع العمل حسب القواعد الطبية ، أما الطبيب العسكري فهو جزء من الجهاز العسكري والأسرى ينظرون إليه على أنه أولاً وقبل كل شيء ليس طبيباً ، ومن أجل كسر حاجز الثقة يجب أن يكون الطبيب تحت مسؤولية وزارة الصحة وأن يرتدي الزي الأبيض )).
· زيارات الأهل :
(( الموقوفون إدارياً والسجناء الأمنيون ، لا يحصلون على زيارات أهل منذ اندلاع الإنتفاضة سبتمبر 2000م بإستثناء فترة قصيرة ( عدة أسابيع أثناء يوليو 2000 م ) .
حقيقة أن أسرى فلسطين من الضفة الغربية وقطاع غزة موجودون داخل منطقة إسرائيلية تخلق وضع صعب وغير محتمل لعائلاتهم ولهم .
على العائلات السفر لمسافات كبيرة بطريقهم للسجن ، وقبل خروجهم للسفر عليهم الإهتمام بواسطة الصليب الأحمر … وبالحصول على تأشيرة دخول من مكاتب التنسيق والإرتباط إجراء طويل ومذل .. والذي مصدره في حقيقة أنهم موجودون خارج المنطقة المحتلة .
منذ اندلاع إنتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 م كل زيارة كهذه تلزم تنسيق لمرور العائلات لعشرات الحواجز في الضفة الغربية … إجراء تقريباً مستحيل ، وأحياناً وبوضع أمني جديد يلغي تنسيقات سابقة .
السفر للسجن – عبر الحواجز الكثيرة – يطول أحياناً لمدة عشر ساعات … عندما تخرج العائلات في الساعة الثالثة فجراً ويصلون السجن في الساعة الواحدة بعد الظهر ، وفي أعقاب الوضع الأمني ألغت السلطات الأمنية الزيارات تماماً .. والمعاناة الحادثة للعائلات ، أيضاً يشاركهم بها الأسرى والذين لم يروا نساءهم وأولادهم فترة طويلة للغاية ولم تأتيهم الملابس واحتياجاتهم الضرورية )) .
· مكالمات تليفونية :
(( سلطات السجن لا تسمح للأسرى بالمكالمات التليفونية مع العائلات بعكس الإجراءات المتبعة اتجاه سجناء إسرائيليين ، هذا المنع يشكل خرق سافر لحقوق الأسرى وهو خطير للغاية في فترة لا تتواجد فيها الزيارات )) .
· شروط النظافة والصرف الصحي :
(( في جناح الأسرى الأمنيين تشكل المجاري مشكلة صعبة للغاية … وخاصة في جناح ب1 ، المجاري تجذب البق والبعوض ، والعقارب والفئران والتي في غحدى المرات عضت أحد الأسرى … وتركيز الزبالة المكشوفة في أوساط الخيم يشكل هو أيضاً جذب لنفس ذلك الضرر.
العشب الكثيف والزبالة الموجودة بين الأسلاك ( جدران ) حول الأقسام … كلها تستدعي الذباب والفئران والثعابين وفي زيارتنا للعيادة في 1 نوفمبر 2001 رأينا ثعباناً في إحدى الغرف ، وطلب منا مغادرة المبنى على الفور ، وبعد مضي وقت قصير استدعى ضابط الصحة العامة لمنطقة صياد ثعابين والذي أمسك بالثعبان ، إتضح أن الثعبان غير سام ولكن هذه الحادثة أكدت الخطورة بالظروف الموصوفة أعلاه .
وأضاف ممثل المعتقل .. كمية مواد التنظيف التي يحصل عليها الأسرى لا تكفي لتنظيف دورات المياه والخيم ، الأمر الذي يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة داخل الأقسام )).
· الإزدحام :
(( مشكلة الإزدحام صعبة وخاصة في الفترة الأخيرة ، فالخيم المخصصة لثمانية عشر سجين يسكنها عشرون ، وأحياناً ينامون خارج الخيمة ، والإزدحام بالخيمة يؤدي لعدم الإرتياح ويضيف ممثل المعتقل : ان في الشتاء جزء من الأسرى سيضطر للنوم خارج الخيمة ، لأنه لا يوجد مكان للجميع )).
من توصيات أطباء لحقوق الإنسان بالنسبة لظروف الإعتقال :
· يجب السماح بزيارة الأهالي للأسرى ، ومنعها يمس بشكل كبير بالعائلات وتحديداً الأولاد الذين لايرون آباءهم فترات طويلة ، والأسرى أنفسهم .
· على سلطات السجن السماح بالإتصال تليفونياً مرة اسبوعياً وخصوصاً في ظل انقطاع الزيارات .
· في فترة عدم الزيارات يجب توفير مواد النظافة للأسرى مثل الصابون ، بشاكير ، معجون أسنان ، فرشاة أسنان …إلخ
· يحب إصلاح نظام المجاري
· يجب عدم إسكان الأسرى في إزدحام .. الأمر المناقض للقانون .
· يجب الإهتمام والإنتظام بمواد التنظيف .
· يجب تعيين شخص للصحة العامة من قبل ادارة السجن .. يكون مسؤولاً لطرد الحشرات والأشياء الضارة الأخرى .
· الأطباء العاملين بسجن مجدو يجب أن لا يكونوا خاضعين للنظام الأمني ، وإنما لوزارة الصحة .. وفقط الفصل هنا سيضمن أنهم سيعملون لحماية مصلحة السجين ( المريض ) وبما يتناسب وأخلاقية المهنة الطبية .
· أطباء من أجل حقوق الإنسان تدعو الجهاز الأمني .. الإفراج الفوري أو محاكمة كل الموقوفين الإداريين والإمتناع عن الإستخدام الجارف لهذه الوسيلة المرفوضة
إعداد / عبد الناصر فروانة
أغسطس 2003