فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org
|
الأحد 4 تشرين أول (أكتوبر) 2009
خبير لـ"قدس برس": صفقة كبرى حول الأسرى في الطريق
والشريط كان جزء من التفاوض
غزة ( فلسطين ) - خدمة قدس برس
(عبد الغني الشامي)
أكد مختص في شؤون الأسرى ومعتقل سابق أن صفقة "شريط الفيديو" للجندي الإسرائيلي جعاد شاليط المختط لدى المقاومة تؤكد أن إنهاء الصفقة الكبرى وإغلاق هذا الملف باتت قريبا جدا، وان هذا الشريط كان جزء من المفاوضات الجارية بهذا الشأن.
ويرى عبد الناصر فروانة أن صفقة الشريط تعني أن حركة "حماس" وإسرائيل قد انتهت من الاتفاق على الصفقة كاملة بنسبة كبيرة جداً وان الشريط كان فقط لتأكد الأخيرة أن شاليط على قيد الحياة وبصحة جيدة وذلك بطلب من الراعي المصري والوسيط الألماني ، وكذلك حتى لا تصدم كما صدمت في صفقة حزب الله الأخيرة حينما اكتشفوا أن الجنديين عبارة عن جثتين هامدتين.
وقال فروانة في حديث مع "قدس برس" إن الهدف من عرض الشريط هو التوقيت الزمني لعرضه وكان ظاهرا كيف بين الشريط تاريخ العدد الذي كان يحمله شاليط من جريدة /فلسطين/ وهي طريقة بسيطة وغير معقدة لمعرفة التوقيت الزمني للشريط ، وهو حديث جدا يظهر أن الشريط صور بعد تاريخ الرابع عشر من أيلول (سبتمبر) الماضي".
وأضاف: "أن الأمر الثاني الذي كان مطلوب إظهاره في الشريط هو أن شاليط بصحة جيدة وبعافية ويتحدث ويرى ويقرأ، وهو يمكنه السير على قدمه من خلال الخطوات القليلة التي ترجل فيها بعد وقوفه عن الكرسي الذي كان يجلس عليه، وكذلك انه في كامل قواه العقلية لاسيما ذكره لقصة حصلت بينه وبين عائلته قبل أربعة أعوام".
وأوضح أن تحقيق الأمرين في الشريط وهو التوقيت الزمني والصحة يؤكد أن إسرائيل كانت تخشى أن يكون شاليط قد أصيب أو قتل خلال الحرب على قطاع غزة الذي لم يكن فيه أي مكان امن خلال الحرب، لاسيما وأنها فقدت معرفة أي شيء عن الطيار الإسرائيلي الذي سقطت طائرته في لبنان عام 1982 بعد الحرب على لبنان.
ويرى فروانة أن الشريط جاء في إطار المفاوضات الجارية، وأنه كان موجها للمفاوض الإسرائيلي والوسيط الألماني وليس موجها للمجتمع الدولي أو الشعب الفلسطيني لاسيما وان الشريط لم يذكر أي شيء عن الأسرى الفلسطينيين، وقال: "كنت أتمنى أن يقول شاليط انه بعد أكثر من 3 سنوات من الأسر اشعر بمعاناة 9 آلاف أسير فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية عدد منهم معتقل قبل ولادة شاليط البالغ من العمر (23 عاما) بتسع سنوات".
وأشاد المختص في شئون الأسرى بالآسرين الذين تمكنوا من الاحتفاظ بشاليط لثلاث سنوات ونيف في مساحة جغرافية صغيرة جدا لا تزيد عن 360 كم2 وهي عبارة عن شريط ساحلي ضيق ساقط من الناحية الأمنية، مشيرا إلى أن كافة صفقات التبادل التي تمت سابقا كانت خارج الأراضي الفلسطينية وليس داخلها وان كافة محاولات خطف وأسر الجنود في الداخل سابقا كانت تحبط في مهدها.
وأكد أن صفقة الشريط حققت عدة انجازات أهمها أنها لم تكن مجانية وان مقابل هذا الشريط تم إطلاق سراح 20 أسيرة فلسطينية على الرغم مما يمكن أن يُسجل على قائمة العشرين من ملاحظات مثل أن أحكامهن ليس طويلة ولم يتبقَ لهن سوى فترات قصيرة وغيرها ، إلا أنها ذات قيمة كبيرة وتحمل عدة دلالات كأول صفقة تتم بين الفصائل الفلسطينية داخل فلسطين وبين الدولة العبرية.
وشدد أن هذا الشريط يؤكد على فشل كافة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التوصل إلى أي معلومة عن مكان هذا الجندي الموجود في قطاع غزة المكشوف لقوات الاحتلال التي تمسحه يوميا بطائرات الاستطلاع ، رغم ادعاءاتها بعكس ذلك ، ولو كان الأمر كذلك لما كانت بحاجة لشريط ولما وافقت على دفع ثمناً مقابل الاطمئنان على حالته والحصول على معلومات من خلال " شريط الفيديو " .
وأكد فروانة أن هذا الشريط سيعزز قوة أصدقاء شاليط الذين سيضغطون على الحكومة الإسرائيلية للاستجابة لمطالب آسريه كما رددها شاليط بعدم إضاعة الفرصة والعمل على إطلاق سراحه.
وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل معلومات، منوها إلى أن كافة الصفقات السابقة كانت تتم دفعة واحدة.
وأوضح أن هذه هي المرة الثانية التي تستخدم فيها المقاومة الفلسطينية شريط فيديو خلال عملية الخطف والأسر.
وقال: "أن المرة الأولى كانت عام 1994 وذلك حينما تم خطف الجندي الإسرائيلي ناخشون فاكسمان على أيدي كتائب القسام في منطقة بير نبالا قرب مدينة القدس والذي ظهر فيه فاكمسان في الشريط، وقد قتل فاكسمان وخاطفيه بعد 3 أيام من خطفه حينما داهمت قوة إسرائيلية خاصة للبيت الذي كان محتجزا فيه وحاولت تحريره بعدما تم كشف مكانه".
وأضاف: "لكن هناك فرق كبير بين شريط فاكسمان وشريط شاليط، فالأول كان الهدف منه هو عملية التبني لكي تثبت كتائب القسام لإسرائيل أن هذا الجندي مختطف لديها، وان الخاطفين على الرغم من أنهم حاولوا إظهار أن الجندي ليس في القدس من خلال إرسال الشريط إلى وسائل الإعلام في غزة، إلا أنهم لم يكون لديهم النضج الكافي حول التفاوض على فاكسمان وذلك يعود للوضع الميداني في القدس وعدم إيجاد ملجأ آمنا لهذا الجندي".