وزير الأسرى والمحررين السيد عيسى قراقع في لقاء خاص مع القدس

التوجه للأمم المتحدة يرفع المكانة القانونية للأسرى

هجمة إسرائيلية شاملة على الأسرى عشية استحقاق أيلول

19-9-2011

 

القدس / س1 : أين قضية الأسرى من استحقاق أيلول؟

قراقع : التوجه للأمم المتحدة له تأثيرات ايجابية عديدة على قضية الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال، فعندما يتم تثبيت الوضع القانوني للشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، فهذا يعني أن كافة الأسرى والمعتقلين أصبحوا أسرى دولة لا يجوز احتجازهم كرهائن في دولة أخرى، وإنما يجب إطلاق سراحهم ، إضافة الى أن المركز القانوني للأسرى يتعزز أكثر بصفتهم أسرى حرب وليسوا جنائيين خاضعين لقوانين وأوامر الاحتلال العسكرية ، فتثبت المكانة القانونية لفلسطين والشعب الفلسطيني وحقوقه بالدولة والحرية والاستقلال يعكس نفسه على الأسرى أبناء هذه الدولة .

 

س2: هل الاعتراف بالدولة يلغي صفة أسرى حرب عن الأسرى في السجون ؟

قراقع : لا ، بل يعطي مشروعية لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، و مشروعية قانونية للأسرى بصفتهم أسرى شعب محتل قاوموا الاحتلال، وأن أهدافهم كانت من أجل الحرية والعدالة والاستقلال وليس كما تدعي دائما حكومات اسرائيل بأنهم مجرمين وإرهابيين.

 

س3 :ما هي الفوائد المترتبة على واقع الأسرى في استحقاق أيلول؟

قراقع : هناك عدة فوائد أبرزها يتعلق بتدويل القضية الفلسطينية وإعادة الاعتبار للمرجعيات الدولية القانونية المتعلقة بها، وهذا يكسر العزلة عن واقع الأسرى، حيث أرادت اسرائيل أن تبقى قضية الأسرى قضية محلية وثنائية ليس لها سند ومرجعية دولية والفائدة الأخرى يصبح العالم أمام محك تطبيق المواثيق والعهود الدولية وخاصة اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة والتي تقضي بعدم جواز احتجاز أسرى في داخل أراضي الدولة التي تحتل شعبا آخر، وعند الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يكتسب الأسرى صفة أخرى كأسرى دولة قانونية يستدعي إطلاق سراحهم فورا، وكذلك فإن المجتمع الدولي والأمم المتحدة يصبح أمام مسؤوليات أكبر لتطبيق مواثيق حقوق الإنسان وحمايتها ومراقبتها في فلسطين في ظل الانتقال الى مكانة الدولة.

 

س4: هل يوجد تجارب عالمية شبيهة بالحالة الفلسطينية؟

قراقع : ربما تجربة ايرلندا والاتفاق على إقامة دولتين في الشمال والجنوب عام 1998 حيث أدى ذلك تلقائيا الى إطلاق سراح كافة المعتقلين وإلغاء جميع الأحكام التي صدرت بحقهم، وكذلك في جنوب أفريقيا عندما تم الاتفاق على إنهاء النظام العنصري جرى إطلاق سراح جميع الأسرى، فإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والتحول في مفهوم الصراع من صراع على أراض متنازع عليها كما تدعي اسرائيل الى صراع بين دولة ودولة يصبح له مدلولات سياسية وقانونية مختلفة.

 

س5: في شهر رمضان قمتم بحملة تحت عنوان افتح الباب، ما هي أهداف هذه الحملة؟

قراقع : حملة افتح الباب سلطت الأضواء والانتباه بشكل خاص على واقع الأسرى المرضى القابعين في السجون، وهي المسألة الأكثر خطرا الآن بسبب تدهور الوضع الصحي لمئات من الأسرى وإصابتهم بأمراض خطيرة، ولكشف جريمة الإهمال الطبي المتعمدة بحقهم من قبل حكومة اسرائيل، كانت الحملة رسالة موجهة للمجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان لأجل التحرك والتدخل لإطلاق سراح الأسرى المرضى، خاصة أن عدد الأسرى المرضى يزداد ، والإصابة بأمراض خطيرة يتصاعد يوما بعد يوم.

 

س6: في ظل استحقاق أيلول كيف تصف واقع الأسرى؟

قراقع : هناك هجمة واسعة على الأسرى بدأت قبل أيلول ولكنها تصاعدت خلال شهر أيلول، سواء من خلال حملات الاعتقال الواسعة في كافة مدن وبلدات فلسطين حيث وصل عدد حالات الاعتقال حتى الآن الى حوالي 500 معتقل، أو سواء من خلال تطبيق إجراءات وعقوبات قاسية على الأسرى في السجون من حرمان من التعليم ومنع زيارات وعزل انفرادي وحرمان الأسرى من المشتريات الغذائية والكتب، وكان آخرها فرض إجراء على الأسرى يقضي بتكبيل أيديهم وأرجلهم خلال لقاء المحامين أو خلال الزيارات.

 

س7: كم يبلغ عدد الأسرى الآن؟

قراقع : وصل عدد الأسرى الآن الى ما يقارب 6000 أسير وأسيرة فلسطينية، موزعين على 22 سجنا و معسكرا داخل اسرائيل، من بينهم 43 أسيرا من جنسيات عربية مختلفة و 38 أسيرة فلسطينية و 250 طفلا قاصرا، و183 معتقل إداري و19 نائبا، ويوجد من بين الأسرى 300 أسير معتقلين قبل اتفاق اوسلوا عام 1994، من بينهم 4 أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من 30 عاما وهم نائل البرغوثي وفخري البرغوثي وأكرم منصور وفؤاد الرازم، ويوجد 144 أسير مضى على اعتقاله أكثر من 20 عاما، ويعتبر سامي يونس أكبر الأسرى سنا ويبلغ من العمر86 عاما.

 

س8: هل تتوقع خطوات تصعيدية داخل السجون؟

قراقع : نعم، هناك برنامج نضالي استراتيجي بدأ الأسرى يعدون له بسبب تواصل حالة القمع بحقهم، فالظروف المعيشية والإنسانية لم تعد تطاق، ويحتاج الأسرى أكثر من أي وقت سابق الى مناصرة وحماية، فهم يتعرضون لعملية سحق وتدمير مبرمجة على يد حكومة اسرائيل.

 

س9: ما هي النشاطات المستقبلية التي تنوي وزارة الأسرى تنفيذها بخصوص قضية الأسرى؟

قراقع : بدأنا نعد لعقد مؤتمر تحت رعاية جامعة الدول العربية، وهذا جاء بناء على قرار اتخذته الجامعة عام 2009، وبدأنا نجري الاتصالات مع الجامعة للإعداد لهذا المؤتمر الذي سيكون قريبا، والمسألة الثانية هو مؤتمر دولي للأسرى سيعقد تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف في شهر نيسان المقبل، وهو المؤتمر الثاني الذي تنفذه الأمم المتحدة حول الأسرى، حيث كان المؤتمر الأول قبل عام في النمسا، وأرسلنا تصورا ورؤية حول هذا المؤتمر الذي اعتقد انه سيكون هاما جدا وله مدلولات قانونية وسياسية كبيرة على واقع الأسرى، ويأتي في سياق الإستراتيجية الفلسطينية بفتح معركة قانونية حول حقوق الشعب الفلسطيني.

 

س10: قبل فترة افتتحتم دورات مهنية للأسرى المحررين، هل يرتبط ذلك بخطة استراتيجية لحل مشاكل الأسرى المحررين؟

قراقع : نعم، هناك قنبلة اجتماعية تتعلق بالبطالة للآلاف من الأسرى المحررين الذين لم يجدوا لهم فرص عمل، بسبب عدم وجود إمكانيات كافية لذلك من قبل السلطة الوطنية، ومن منطلق التزامنا الوطني والإنساني في ضرورة أن يعيش الأسرى المحررين في حياة كريمة ولائقة وفاءا لهم على تضحياتهم بدأنا من خلال برنامج تأهيل الأسرى والمحررين بتطوير هذا البرنامج وعقد دورات مهنية متخصصة وشاملة في مختلف المجالات للأسرى والأسيرات المحررين ، وقد بدأنا الآن بدورات ل 600 أسير محرر في 58 دورة في كافة أرجاء الوطن، وهذا يأتي رديفا لبرامج أخرى كبرنامج المشاريع الصغيرة وبرنامج ودعم التعليم الجامعي للأسرى المحررين ، وأقرت الحكومة الفلسطينية مؤخرا برنامج دعم الأجور الذي سيطبق في بداية العام القادم.