الاسـيرة قاهرة السعدي تتحدث عن واقع معاناة الاسيرات

 

 الاسـيرة قاهرة السعدي تتحدث عن

واقع معاناة الاسيرات في السجون الاسرائيلية

علي سمودي-جنين

حزيران 2005

( يتحدثون عن غوانتانمو .. يتحدثون عن ابو غريب ... و يتناسون التحدث عن معتقل صغير بقلب معتقل كبير .. ربما لان السياج المحكم حول هذا المعتقل عزل من يحتجزون فيه عن العالم باسره او ان العالم بحد ذاته صم اذانه عن ذبذبات صرخات مأسورة التي تتردد في كل مكان من بقاع الارض ) بهذه الكلمات استهلت الاسيرة قاهرة السعدي من مخيم جنين حديثها لمراسلنا عن واقع المعاناة القاسية التي تعيشها الاسيرات الفلسطينيات في سجون ومعتقلات القهر الاسرائيلي , حيث الموت البطيء كما تقول والحرمان من ابسط الحقوق والمعاناة المستمرة التي يغض العالم السمع والبصر عنها .

 

وبحزن ومرارة تتحدث  قاهرة الام لاربعة اطفال , والتي تمضي حكما بالسجن المؤبد 3 مرات اضافة لعشرات السنين  عن رحلة الاسر في  معتقل التلموند الاسرائيلي حيث تقبع في   قسم ( 2 )  وهو كما تقول احدى اقسام المعتقلات   الذي تتوزع فيها  الاسيرات بين مدينة الرملة و منطقة الشارول التابعة لمصلحة السجون الاسرائيلية , ففي هذا القسم تقبع  خمس و ثلاثون اسيرة فلسطينية يقطن داخل اثنتي عشرة حجرة اربعة منها تبلغ مساحتها 4م*4م  و تحتوي على ثمن اسرة و باقي الحجر 2م*2م و تحتوي على سريرين و لكن الحجر كما تقول محاطبة المجتمع الدولي والعالم  ليست كحجر ابنائكم من لؤلؤ و استبرق فان كانت اسرة ابناءكم من اغلى انواع الاخشاب فاجساد الاسيرات تلقى على قطع حديدية متعرجة تكسب الجسد الالم و الامراض المستقبلية خاصة الام الظهر و ان كانت جدران حجر ابناءكم مطلية باحدث انواع الطلاء فجدران حجر الاسيرات مطلية بمادة الشيد الابيض و زواياها ملبدة بالعفن الاخضر مما ينقل الرطوبة الى مفاصل الجسد فيعله بمرض الروماتيزم عدا عن انتشار الحشرات داخلها كالصراصير و الديدان و الفئران مما يجعلنا نتسائل ضاحكين هل هذا الاسر لنا ام للحشرات ؟

 

وتقول قاهرة التي انتزعتها قوات الاحتلال من بين اطفالها الاربعة في نيسان 2002 بعد مداهمة منزلها : خمس و ثلاثون اسيرة يعشن وسط هذا الجو الخانق ليفرج عنهن مدة ساعتين يوميا داخل ساحة نزهة صغيرة يعلوها سقف من حديد مشبك يحرم الاسيرة من التمتع بمنظر السماء , وهي  ذات مقاعد حجرية مجردة من كل لون اخضر مجردة من كل لعبة رياضة و ان ابتدعن الاسيرات لعبة تقليدية لامضاء وقتهن يعاقبن من قبل ادارة السجن بحجة الازعاج فالعقاب هو السياسة المتبعة في كل الحالات التي تقترف فيها الاسيرات ذنبا فان شوهدن يكرسن كل وقت النزهة لعقد حلقات الدراسة فانهن يعاقبن بذريعة عقد الجلسات التحريضية و ان شتمت سجانة اسيرة فيجب ان تظل صامتة و الا فانها تحرم من زيارة اهلها

 

واشارت قاهرة لاتباع ادارة السجن سياسة اهمال الوضع الصحي للاسيرات وتقول لا يوجد ادنى اهتمام بمعاناتنا جراء ظروف السجن التي ورثتتنا الامراض او الامراض التي لا توجد اسيرة لا تعاني منها فهم يرفضون علاج الحالات المرضية ويماطلون في ايصالنا لعيادة المعتقل التي لا توفر الادوية المطلوبة وعلى الاسيرة ان تعيش رحلة عذاب قاسية مع المرض ما دامت اسيرة القهر والسجون الاسرائيلية وتضيف فهناك مريضات بحاجة لعمليات ورعاية صحية ودواء باستمرار ولكن كل ذلك ممنوع ويشكل شبه مستحيل بسبب السياسة التي تمارس بحقنا .

 

وتتحكم ادارة السجون بمواعيد وساعات زيارات الاهل التي تمارس فيها كما تقول قاهرة الادارة شكلا اخر للعقاب والانتقام منا وتضيف فتفكروا رعاكم الله و من يسمعنا نتحدث عن زيارة الاهل يظن انها متنفس كبير للاسيرة و هو لا يعلم كم اسيرة تزور اهلها فانها تراهم من خلف شبكين و زجاج عازل للصوت لا يوجد فيه الا بضعه ثقوب لتبادل الكلام في حجرة زيارة صغيرة يكدس بها اكثر من ثمن عائلات لزيارة بناتهم وتضيف  و كم كان مشهدي انا المعتقلة  قاهرة السعدي التي حكم عليها بالسجن المؤبد ثلاث مرات و ثمانون عاما عندما شاهدت  ابنائي الاطفال " ساندي و محمد و رافت و دنيا " مؤلما توجته الدموع المنهمرة ..

 

 و عدت ادراجي الملم احزاني التي يبكي على بعضها البعض اشتياقا تارة و تارة اخرى قهرا على عدم مقدرتي سماعهم او مشاهدتهم و لكني سرعان ما نهضت و خرجت الى باقي امهات القسم البالغ عددهن ست اسيرات لاخذ بيدهن و يجلسن جلست نقاش مؤبدات الرأي حول تاكيد التقصير الدولي اتجاه اسرهن و مؤكدات انهن اسيرات حرب لا ارهابيات كما يدعي الاحتلال  فمن واجبنا الدفاع عن وطننا  اكثر لضمان عيش كريم لاولادنا نصرخ باعلى صوتنا على ذبذبات الصرخات تشق الغشاء الذي يصم اذان المسؤولين حسب تعبيرهم قائلات اين نحن منكم سؤال طرحته الامهات الاسيرات و اضيفت عليه اسئلة اخرى انتقادات لقضية الاسرى و سبل حلها و حول عدم تركيز الاعلام المحلي و العربي و العالمي على قضيتهن بالتحديد فلطالما عزلن و ضربن و بتن الليل الحالك الظالم في وقت راحة بال العديد ..

 

وتؤكد قاهرة في حديثها بلسان الاسيرات على اهمية ايلاء قضيتهن مساحة اكبر من الاهتمام لدى السلطة الفلسطينية والمفاوض , خاصة في ظل تفاقم معاناتهن وتزايد الهجمة الاسرائيلية عليهن وتقول حتى اللحظة تم استثناء الاسيرات والاشبال من عمليات الافراج  علما ان حق الاولوية لهذه الفئتين خاصة و ان منهن الاحكام المؤبدة و العالية كاحلام التميمي ( 16 مؤبد ) قاهرة السعدي 3 مؤبدات و 80 عاما سناء شحادة مؤبد امل جمعة 11 عاما  وتضيف المطلوب ان يقف الجميع معنا حتى لاتجد الاسيرات  ذوات الاحكام المؤبدة انفسهن في نهاية المطاف مبعدات عن ارض الوطن فهذا حل مرفوض ..

 

 كما و يوجد ثلاث اسيرات من فلسطيني ال 48 هن لينا الجربوني و تغريد السعدي و وردة بكراوي يؤكدن على ان أي حلول تتعلق بالبقاء في الاسر " الاحكام الحيوية .. الغرامات المالية .. الابعاد خارج او داخل الوطن .. اكمال الحكم داخل سجون السلطة .. فصل اسيرات 48 عن اسيرات الضفة في عملية المفاوضات " هي حلول مرفوضة تماما لذلك تضيف تطلب الاسيرات الاجابة من الحكومة الفلسطينيةو العالم العربي ولجان حقوق المراة العربية والعالمية اين نحن منكم ؟؟؟ نعم اين نحن منكم ؟؟ سؤالا لا نود ان لا تجيبونا عليه إلاّ فعلياً .