سـيضُّمنا أفق السناء
* فايز ابو شمالة
" كأنك يا ميساء تستعذبين كلمة " أبي "
خلف شبك الزيارة …
أما أنا ، فقد علًّقت صورتك "
أعند هذا الركن يمكن
ربما في مرقد الضوء الضنين ؟
أو عند طرف الباب …
أو في فضاء العين يا ميساءْ
فاض جوي الغياب ؟
وسمعت همسك ناعماً
كالأرجوان
إشارة من اصبعك
لا تشج قلبك يا أبي ،
سيضمنا أفق السناء
سنحدث الأزهار عن حب طموح
عن طيف أمنية يجئ
لمشتل الأمل يروح
عن موجة للشوق مع طول المسافة
لم يمت فيها الرجاء
ونسيت يا ميساء نفسي والقيود
نسيت خشخشة المفاتيح ،
صرير الريح ،
خضراء صحاري السجن حين تزاحمت
حولي عصافير الحنين ، تزفزف
وتغبُّ من دفق الغدير
تغب هذا القلب ينبض
سوف يقتلها الظمأ
فبدأت أغرق في الشجن
وأنا أجدف عند صدر الباب
ألصق صورتك
والكون سحر الإنتشاء
كما تشير إصبعك
لكن …
كما ارتحل المساء
فرت عصافير تحطٌّ على السطوح
لم أدرِ يا ميساء ، من أين الصخب
إلاّ وهم قد باشروا عددَ المساء !!
ليزمجر البابٌ على الأرض
ويصطكٌّ الصفيح
فاهتزَّ يا ميساء ، قلبك
هدأة العينين
رمشك يرتجف
يهتزٌّ في الصورة منثور الجدلية
وجنتيك ترتجف
بدا …
تكمش اصبعك
تهتزُّ في الصورة ..
يرتجّ الجدار
رنين صوتك قد خفت
حاولت يا ميساء ، أخطف صورتك
أمام عيني قد هوت
فبكيت من شغفي ، ومن لهفي
أحاول
إنما
كالبرق نسمتك اختفتْ
سجن نفحة الصحراوي
2/5/1991 م
من سكان خانيونس واعتقل عام 1985 م وأمضى في السجون الإسرائيلية أكثر عشر سنوات