فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org
|
أدهم سلامة وقانون العنصرية الصهيونية
" مقاتل غير شرعي "
*بقلم الباحث / نشأت الوحيدي
2-6-2009
كنت في عصر كل يوم من مدة اعتقالي وبعد أن يدخل الأسرى والمعتقلين الغرف في سجن النقب الصحراوي .. كنت أنتظر مجموعة من الطيور .. تعودت الطيور أن تزورني في السجن .. كانت زيارتها بلسما لي .. تعودنا معا على إشارة معينة .. كنت أجمع الخبز لأطعم الطيور الصديقة .. من طعامي الخاص وكنت ألقي لها بالخبز عبر أشناف باب غرفة السجن .. كانت الطيور تأكل من الخبز وتطير لتعود ثانية عند آذان الفجر .... كنت أناجي ربي دائما .. يارب .. كن مع أولادي بعدي فحسبي أنت ونعم الوكيل ... وارزقهم وأطعمهم كما تطعم هذه الطيور... واحميهم من الشر والأذى وفرج كربتي...
كانت تلك هي الكلمات التي بدأ بها الأسير المحرر أدهم علي حسن الحاج أحمد " سلامة " من سكان محافظة رفح حديثه معي أثناء زيارتنا لبيته لتهنئته وذويه والجيران بحريته من سجون الإحتلال الصهيوني .. وقد كانت الزيارة تحت مظلة الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية...البلدة الأصلية لأسيرنا المحرر هي الأصلية بيت دراس .. وهو من مواليد 29 / 9 / 1979م .. متزوج وله طفلين صغيرين " لانا 8 سنوات ، وعلي 6 سنوات " .. قامت قوات الإحتلال الصهيوني باعتقال أدهم بتاريخ 18 / 5 / 2004م ، وقد أفرجت عنه بتاريخ 12 / 3 / 2009م بعد أن طبقت عليه دولة الإحتلال الصهيوني قانونها العنصري الجديد والذي عرف تحت مسمى ومصطلح " مقاتل غير شرعي " .. يكمل اليوم أدهم دراسته الجامعية حيث كان في السنة الثالثة " اقتصاد وعلوم سياسية " بجامعة الأزهر عندما قامت قوات الإحتلال الصهيوني باعتقاله من بيته في رفح ... كانت العملية الإرهابية التي أطلق عليها الإحتلال الصهيوني اسم قوس قزح ... يقول أدهم : دارت الأحداث في قلعة الجنوب وبوابة قطاع غزة " رفح " ... كان التاريخ يوافق 18 / 5 / 2004م والتي تمثلت باجتياح لحي تل السلطان ...كانت سويعات الفجر الأولى ... اقتحمت مجموعة من جنود جيش الإحتلال الصهيوني بيتنا .. جمعونا في الطابق الأرضي حيث يتكون البيت من ثلاثة طوابق ... أبقوا على بعض من أشقائي في الطابق الأخير " الثالث " وهي شقتي الخاصة ... ويضيف الأسير المحرر أدهم سلامة .. قام جنود الإحتلال بهدم مناطق من جدران شقتي وعمل فجوات لتمكنهم من إطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين الآمنين حيث استطاعوا من خلالها قنص العديد من المواطنين وإصابتهم إصابات مباشرة ... في ذلك الوقت كانت جرافة الإحتلال الصهيوني تقوم بهدم سور البيت ثم دخلت مقتحمة حوش البيت ... يضيف أدهم : أمضينا 3 أيام في الطابق الأرضي وتحت تهديد السلاح والوعيد ودون مأكل أو مشرب أو إمكانية قضاء الحاجة ... والي كان في غزة ولم يتمكن من الحضور للبيت .. وكنت أنا وأشقائي وزوجتي وطفلاي وبعض أقاربي أسرى لدى الإحتلال في بيتنا.... في صباح 21 / 5 / 2004م وهو اليوم الأخير لي في البيت يقول أدهم .. ناداني من بينهم ضابط صهيوني باسمي وكأنه يعرفني تمام المعرفة وقال لي تعال يا أدهم وبؤوا بالحديث فيما بينهم ولم أفهم من لغتهم سوى كلمة " مطلوب " .. ثم بدؤوا بتكبيل يداي وعصب عيناي .. وفي هذه اللحظات جرت نحوي ابنتي الصغيرة " لانا " مخترقة صفوفهم ولم يتجاوز عمرها حينذاك العامين وحاولت احتضاني .. ربما محاولة من تلك طفلتي لتحريك مشاعر أولئك الغزاة الهمجيين .. ولكن حتى تلك اللحظة لم يمنحوها لإبنتي الصغيرة ... " وهذا أيضا يحدث في سجون الإحتلال الصهيوني العنصرية أثناء زيارة ذويهم حيث تقوم إدارة مصلحة السجون بمنع الأطفال أو آبائهم من ملامسة أصابع أطفالهم حيث قامت تلك الإدارات الفاشية بوضع ما أصبح يعرف لدى أهالي الأسرى بالزجاج العازل ... في تلك اللحظات كانت جنازير الجرافة وأنيابها قد اتهمت الكثير من البيت .. يقول في حديثه معي المحرر أدهم " الجرافة الحربية الصهيونية تتكون من 3 أقسام من الداخل ولها فتحة في الخلف تؤدي للداخل وفي المقدمة شاشة كمبيوتر بلون أحمر ويجلس أمامها قائد الجرافة وخلفه أيضا شاشة خضراء يقودها جندي ويتحكم في عملية إطلاق النار وتوجيه الرصاص والمكان الداخلي في الجرافة هو حوالي 3م × 2,50م وتتسع لقرابة 15 جندي صهيوني وهي على شكل مجور ...ويكمل أدهم .. أجلسوني على ركبتي في الجرافة حيث يلازم وجهي جسر حديدي وركبي أو مفاصلي على أرضية الجرافة وكان من بينهم من يتحدث بالعربية ... ضربوني على ركبي ومفاصلي بأعقاب البنادق والعصي وبكل وحشية وعنف .. ومازلت حتى اليوم أعاني .. سارت الجرافة ولم أدري إلى أين .. كنت بين الصحو والغياب ... معب العينين .. مكبل اليدين إلى الخلف ... استقرت الجرافة بين كثبان رملية على شاطيء البحر.. أنزلوني في حفرة وخاطبني أحدهم بصوت صهيوني .. إذا ابتعرف تتشاهد اتشاهد ... قررنا إعدامك ... بكيت وبكيت وبكيت ... لم أكن أريد أن أموت هكذا دون قتال مع العدو ....سمعت صوت إطلاق نار ... ظننت النيران أطلقت علي .. ولكنها كانت حولي ... أخذ الجنود يضحكون بشكل هستيري ...أعادوني لمكاني داخل الجرافة وضربوني ثانية .. والجرافة تمشي وتمشي ... حاولوا إنزالي من الجرافة ولكن لم أكن أستطيع المشي ... أنزلوني بالقوة ...حملني إثنان من الجنود وأركبوني في سيارة نقل بدون مقاعد .. وفي التاسعة صباحا كنت في سجن عسقلان ...أدخلوني للكشف الطبي .. عار من ملابسي ..وسلمت الأمانات .. سئلت عن وضعي الصحي ... أدخلوني لزنزانة معتمة لا يوجد لها شبابيك وجدرانها خشنة ... لا تستطيع الإرتكاز عليها وإما أن تجلس فيها القرفصاء أو تنام وظهرك للأرض .. بها صنبور مياه .. تضغط على الزر فتأتيك المياه لمدة 10 ثوان ثم تختفي ، وهناك في الزنزانة دلو لقضاء الحاجة ... تركوني هناك 5 أيام ... لم أكن أعلم النهار من الليل .. وبالنسبة للأكل فهو سيء ولا يكفي الحاجة .. وأما الغطاء فهو عبارة عن فرشة وبطانية من عمر قديم ... وزي الشاباص " إدارة مصلحة السجون " فأنت ونصيبك فيما يتعلق بالمقاس ... وجاءت لحظة التحقيق في اليوم السادس لإعتقالي .. وضمن الأدوات المستخدمة في التحقيق كان مايسمى بالعصافير والعملاء .... الضابط الصهيوني وخلال الحرب النفسية والباردة التي شنها علي يجعلك تشعر بأنك لست مطلوبا لهم وستعود لمنزلك لحظة انتهاء التحقيق ...والهدف محاولة انتزاع اعتراف .. وتبدأ مرحلة العصافير من جديد ... بعد عمل الفيش والتشبيه ... تظل من 10 إلى 15 يوما في الزنزانة ثم يقول لك بعض العصافير الساقطين أنك سوف تذهب لسجن الأسرى ومن ثم تعود لأهلك ... وهنا الفخ الأكبر للأسير .. وعند الخروج لمقابلة الضابط يلبسونك نظارة سوداء لا ترى من خلالها شيئا وإنما يقودك جندي وكأنه يقود ... ؟؟؟ ويضيف سلامة .. عندما تخرج من التحقيق الأولي يزيلون النظارة لترى الشمس وكأنك تراها لأول مرة .. يتركونك تمشي في ممر لوحدك ويشير جندي لك بأن تتجه للباب .. تذهب خلف الباب ظانا أنه سجن الأسرى والمعتقلين .... وتذهل عندما تجد العملاء والعصافير في انتظارك ... وبينهم من هم من نفس المنطقة .. وهم على درجة عالية من المكر والتقنية .. ولديهم أساليب شيطانية .. يوهموا الأسير أنه بين مجموعة من المناضلين .. ويكمل الأسير المحرر أدهم سلامة ... بين محكمة وسجن في عسقلان مكثت لمدة 3 شهور ثم نقلوني لسجن بئر السبع .. حيث كانت تحضيرات الأسرى للإضراب المركزي في كل السجون والذي بدأ بتاريخ 17 / 8 / 2004م وانتهى صبيحة يوم 2 / 9 / 2004م وخرجنا من الإضراب في السبع إلى سجن النقب بتاريخ 13 / مارس / 2005م ... وهنا في سجن النقب .. يقول أدهم .. " الخيام ، الإهمال الطبي ، المعيشة السيئة ، حشرات البق ، الأفاعي " وكانت مرحلة تسلم الشاباص لسجن النقب بدل الجيش بتاريخ 1 / 4 / 2006م حيث يتواجد في النقب الصحراوي قرابة 3000 أسير فلسطيني بينهم 800 أسير إداري.. وأرادت إدارة مصلحة السجون أن تسجل لنفسها نصرا زائفا فقاموا بعملية قمع ضد الأسرى بوحدتي نحشون وميتسادا مع مكافحة الشغب والشرطة الصهيونية المدنية وكان من نصيب قسم ( ج 9 ) حصة الأسد وهناك 9 أقسام أخرى وفي كل قسم 120 أسير .. ومقابل كل أسير أمني 10 جنود صهاينة بكامل عتادهم ومعداتهم ... كانت عملية قمع الأسرى الذين لم تسقط راية إرادتهم الفولاذية .. كان الصهاينة يكبلون الأسير ويقتادونه جهة مياه الصرف الصحي ويضربونه فوق المياه .. ويقول أدهم .. نقلوا قسم ج9 لسجن هداريم وأمضيت هناك شهرا ونصف ثم أعادوني لسجن النقب بتاريخ 22 / 5 / 2006م . وبعد أسر المقاومة للجندي الصهيوني شاليط والحديث عن صفقة تبادل الأسرى فقد قاموا بنقل أسرى قطاع غزة لسجن نفحة في ابريل / 2007م ثم أعادوني لسجن النقب بتاريخ 21/ 2 / 2008م .
اليوم الأخير من اعتقالي
يكمل الأسير المحرر أدهم الحاج أحمد " سلامة " حديثه وبكل هدوء ورباطة جأش ..
كان مقررا أن تفرج عني دولة الإحتلال الصهيوني يوم الثلاثاء 3 / 3 / 2009م
... في صبيحة السبت خرجت كالعريس من غرفة السجن وتوجهت لغرفة الحلاقة .. وكان الوقت تقريبا 10,30 وبعدها بقليل جاء " أبو جميل " وهو شاويش السجن وأبلغني أن هناك مندوبا من الجيش يريد مقابلتي .. قلقت ... ولكن قلقت أكثر عندما لم يطلبني مندوب الجيش للمقابلة ... وشاطرني القلق رفاقي وإخواني الأسرى .. ومضى يومان فانبسطت أساريري .. إذ لم أبلغ بشيء يقلقني من جديد ... وحمدت ربي ... مساء الإثنين أبلغني شاويش السجن بأنه سوف يطلق سراحي ...احتفلت في ذلك المساء مع إخواني الأسرى والمعتقلين ... ومرة أخرى أبلغتني إدارة مصلحة السجون بنبأ الإفراج عني .. فرحت كثيرا ... لبست ملابسي الجديدة .. وبوسيلة اتصال ما طلبت من عائلتي أن ينتظروني عند معبر بيت حانون ... وبعد وداعي للأسرى متمنيا لهم الحرية .. خرجت متلهفا لنيل حريتي ولكن قابلني ضابط عند الحافلة التي تنتظرني وسألني عن اسمي ثم قال : هناك مشكلة بخصوص اسمك وستعود للسجن وسوف نبلغك عن السبب ... كاد يغمى علي ولكن عدت للقسم ..
وبعد فترة جاءت للقسم مجندة صهيونية برفقة ضابط وحاخام وأبلغوني أنه تم توقيفي من قبل قائد المنطقة الجنوبية وبأنني مسؤول كبير في تنظيم فلسطيني ... شاطرني رفاقي أحزاني .. وبكى كل من هو من عائلتي .. وبكى جدي " 74 عاما " وهو يتحرق شوقا وحنينا لرؤية حفيده قبل أن يفارق الحياة ... وعصر الثلاثاء أبلغتني إدارة مصلحة السجن عبر ضابط من الإستخبارات الصهيونية يدعى " بيتون " بأنني سأنقل إلى قسم مخصص للمقاتلين الغير شرعيين " بالعبرية لا باخ " وهذا القانون لم يطبق إلا على أسرى قطاع غزة .. ويكمل الأسير المحرر كلامه .. دخلت غرفة القسم ولم يكن فيها سوى 7 أسرى ممن طبقت عليهم دولة الإحتلال الصهيوني هذا القانون الظالم والعنصري ومنهم 5 أسروا أثناء العدوان الصهيوني على غزة في 27 / 12 / 2008م وآخر جرى توقيفه لحظة الإفراج عنه وهو محمد أبو عون وهناك من بين الخمسة أسرى 3 من عائلة حمادة ... كنت في وضع صعب .. وحالي يرثى له .. لا أعرف ماهو مصيري .. في يوم الثلاثاء 10 / 3 / 2009م بدأت مرحلة جديدة من مشوار العذاب والتعذيب النفسي ... وكنت أمسك بالمسبحة في يدي وأتمشى في الفورة مع أسير من آل حمادة وإذ بالشاويش يناديني .. أدهم .. أدهم .. جهز نفسك خلال دقيقة .. قيدوني من جديد وأركبوني في باص مقاعده من حديد ومضى الباص حتى سجن السبع ومكثت هناك حتى آذان المغرب ثم نقلوني لسجن نفحة الصحراوي " في المعبار" وهي غرفة قبل السجن المركزي وبقيت هناك بدون مأكل أو شرب ولا غطاء في البرد الشديد ثم أعادوني لسجن السبع ومن ثم لسجن عسقلان ومن ثم لسجن بئر السبع وبعدها إلى سجن الرملة في غرفة رقم 6 .. وفي ظهر يوم الأربعاء قال لي الضابط : ستذهب غدا يا أدهم إلى تل أبيب .. يقول أدهم : سألت الضابط لماذا إلى تل أبيب فأجاب : هذه تعليمات ... وفي تمام السادسة من صباح الخميس دخلت وحدة نحشون الصهيونية للغرفة حيث تم تقييدي من جديد ونقلوني في سيارة J.m.c لمنطقة لم أعرفها حيث أدخلوني لمكان غريب وأحاطني قرابة 10 جنود من الصهاينة وكان يتواجد في المكان معتقلين صهاينة جنائيين كثر ... أخذوني لمكان تحت الأرض عن طريق سرداب وكان مايشبه السجن أو مركزا للتوقيف .. أجلسوني في غرفة م×م
وأبواب تفتح وتغلق بواسطة الكمبيوتر ... غرفة لا تقف فيها ولا تستطيع أن تجلس فيها أيضا ..كرسي صغير جدا بلا ظهر .. الحائط هو الظهر .. أصابتني حالة من العصبية والرعب .. شعرت أنهم يريدون أن يسلبوني كرامتي وإنسانيتي ... ولكن لم أحزن لأن الله عز وجل دائما معنا ... لم أكن أتمالك دموعي فكانت تسترسل لوحدها ويضيف أدهم .. كنت قد اتخذت دموع الرجال والإرادة صديقا في هذا الضيق .. بقيت هناك 6 ساعات ..وفي الظهر جاء الضابط من جديد وقال ستعود إلى سجن النقب ... يارب .. يارب ... إلى متى هذا العذاب ... قيدوني من جديد .. أركبوني في باص داخله غرف صغيرة ...ومطلي من الداخل بالأسود ... بقيت في علاقتي مع ربي ...وتذكرت الرجال الثلاثة الصالحين الذين فرج الله كربتهم وحررهم من عتمة الكهف ومن الموت .... هنا .. وكأنني عدت من الموت لأحيا ... فتح الباب .. كان سائق الباص ... سألني هل أنت أدهم فأجبت بنعم ... لقد جاء الآن أمر من المخابرات بالإفراج عنك " شحرور " .. لم أصدق .. أكد لي ثانية فدخلت في قلبي نسمة هدوء وراحة وإذ بضابط صهيوني يدخل ويقول .. أدهم .. لك الآن محاكمة وسنقودك للمحكمة ... نزلت معه مقيدا من اليدين والقدمين ومشيت ومشيت .. 10 أمتار وإذ بسائق الباص يلحق بي ويضع يده على كتفي ويقول .. أدهم .. لقد جاء فعلا أمر بالإفراج عنك .... نزلت معهم تحت الأرض في غرفة أوسع قليلا .. سألت إلى أين ؟؟ أجابوا : سنسلمك للشرطة الإسرائيلية .. لأنك ستعود إلى غزة ... أدخلوني في السيارة .. أجلسوني على الكرسي الوسط مقيدا .. قاموا بربطي بحبل من وسطي وشدوا الحبل .. تألمت وسألت لماذا .. قالوا كي لا تهرب .. وكان الله عز وجل معي في كل لحظة ... نجوت بحمد ربي من الموت .. ونجوت من القوانين الصهيونية العنصرية ومن قانون المقاتل الغير شرعي ... وعدت من الموت لأحيا ...
* منسق الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية - غزة