استشهاد أسير في مستشفى "بلنسون" نتيجة الإهمال الطبي..
والمطالبة بإنقاذ حياة الآلاف من المعتقلين
عبد الناصر عوني فروانة
9/12/2003م
استشهد أمس 8/12، الأسير بشيرمحمد أحمدعويص (27 عاماً) في مستشفى "بلنسون"، داخل "الخط الأخضر" نتيجة لتفاقم حالته الصحية المتدهورة. وكان الأسير عويص، وهو من مخيم بلاطة، قد أصيب بانسداد حاد في الشريان الرئيسي للدماغ داخل سجن "مجدو" - حيث كان معتقلاً- منتصف ليلة الخميس الرابع من الشهر الجاري.
حيث أن حالته كانت صعبة جداً ودخل في حالة غيبوبة خلال وجوده في غرفة الإنعاش بالمستشفى.وتشير كل المعلومات أن الأسير تعرض لإهمال طبي متعمد في تقديم الفحوصات له خلال فترة إعتقاله ، فيما لم تقدم له سوى إبر منوم، مما أدى إلى تفاقم وضعه الصحي وهو ما أدى إلى استشهاده ، وتم إرساله إلى المستشفى فقط بعد تعرضه لعدة نكسات صحية والى جلطة دماغية حادة .
يذكر أن الأسير تعرض منذ اعتقاله في الأول من الشهر الماضي لتحقيق قاسٍ ومعاملة لا إنسانية، ومن ثم صدر بحقه حكماً بالسجن "الإداري" لمدة 6 أشهر ونقل إلى سجن "مجدو" لقضاء فترة اعتقاله.
ويعتبر استشهاد عويص "جريمة حرب" تشكل انتهاكاً لكافة مبادئ حقوق الإنسان ،في وقت تحيي فيه المؤسسات الحقوقية ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومن هنا ندعو المجتمع الدولي و كافة الحقوقيين والإنسانيين لتشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة أسباب استشهاده و الى التدخل الفوري لإنقاذ حياة الآلاف من المعتقلين حيث أن سياسة الإهمال الطبي للأسرى من قبل سلطات الاحتلال تشكل خطراً جدياً على حياتهم والمحتجزين في ظروف قاسية وسجون لا تليق بالبشر ، وأن هناك أكثر من 800 حالة مرضية صعبة في السجون والمعتقلات الإسرائيلية منهم مصابين بأمراض القلب والسرطان وبرصاص وإعاقات وغيرها و بحاجة إلى رعاية طبية فائقة.
وإننا نحمل قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير بشير عويص، جراء تدهور وضعه الصحي بشكل خطير وعدم توفير الإمكانيات الطبية اللازمة في عيادات السجون ومراكز الاعتقال سواء الإمكانيات البشرية أو المعدات وأيضاً الأدوية مما أدى الى تفاقم حالته سوءاً ومن ثم إستشهاده ومن قبله 169 أسيراً استشهدوا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية و حملت العديد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية السلطات العسكرية الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياته بوصفه معتقلاً لديها .
لكم المجد ومنا العهد والوفاء وللأسرى الحرية