الإنتفاضـة و تحرير الأسـرى ...

الأسرى : تحقيق أهداف الإنتفاضة يجب أن يضمن حريتنا الشاملة

بقلم / عبد الناصر عوني فروانـة

14 حزيران 2003

الإعتقال و التعذيب ، السجون و المعتقلات ... مفردات هامة في قاموس المعاناة الفلسطينية ، حيث أنه ليس هنالك من بلدة وقرية ، او حي وبيت إلاّ وأن تعرض أحد أبنائه للإعتقال ، حيث بلغت عدد حالات الإعتقال 600 ألف حالة ، وهذه نسبة كبيرة جداً  بالمقارنة مع عدد السكان ،  بل وهي النسبة الأكبر في العالم .. ولم تقتصر المعاناة على الأسير فحسب ، بل تطول أسرته وأطفاله وذويه واصدقائه وحتى جيرانه لم يسلموا من تلك المعاناة .. إذن يمكن لنا الجزم بالقول بأن الشعب الفلسطيني عامة عاني ويعاني من مرارة ومعاناة الإعتقال ، وحتى الآلاف من المحررين لا زالوا يعانون من مرارة الإعتقال .. لهذا فإن قضية الأسرى وبدون شك قضية شعب بكامله ...

وخلال إنتفاضة الأقصى تعرض شعبنا لحملة إعتقالات جماعية شرسة وبأساليب أكثر دموية من الماضي وبالتالي إزدادت حالات الإعتقال أرقاماً جديدة وإزداد أرقام المعتقلين في السجون والمعتقلات وباتت قضيتهم على سلم إهتمامات الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية وقواه الوطنية والإسلامية ، ولكن هذا ليس كافياً ولا يطمئن أسرانا الذين يترقبون ويتأملون ويتابعون كل التطورات السياسية على أمل أن تدرج قضيتهم ضمن أي إتفاق سياسي ويطلق سراحهم .. ولم يكتفوا بهذه المتابعة بل وجهوا رسالة ومناشدة قبل أيام طالبوا فيها أن تكون حريتهم جزءاً من برنامج الإنتفاضة وبالتالي فإن تحقيق أهداف الإنتفاضة يجب ان يضم حرية الأسرى دون قيد أو شرط أو تمييز ، كما ولم يقبلوا بأن تكون حريتهم على حساب أي هدف من أهداف شعبنا المشروعة بل ليكن هدف أساسي ومترابط مع باقي الأهداف … وقالوا أيضاً ( اننا نرفض أي محاولة لتحويل قضيتنا الجماعية الى قضية خلاص فردي ، بمعنى اننا لا نقبل ان يكون اطلاق سراح أي اسير مرهوناً بمدى خدمة اهداف هذا الطرف او ذاك سياسياً وجماهيرياً )

ونحن لا يسعنا إلا أن نضم صوتنا لأصواتهم لنقول بأن تحرير الإنسان هو هدف وطني كما تحرير الأرض ، وأي إتفاق يبرم بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة الإحتلال يجب أن يشمل الإفراج الشامل عن الأسرى وإلا لم يكتب لهذا الإتفاق النجاح ، فأسرانا هم بوصلة الإستقرار في المنطقة .. فهم - أي الأسرى - تبنوا قضايا الشعب وعلى الشعب أن يتبنى قضيتهم …