كل التقدير لجمعية " حسام " ولمنظمة أنصار الأسرى
بقلم / عبد الناصر عوني فروانة
29 ديسمبر 2003
استكمالاً لما كتبته قبل أيام بخصوص دعوة عامة تضامناً مع الأسرى … فهاهو يأتي يوم الإثنين 29/12 وكالعادة وبدون تردد لبيت الدعوة كآلاف الأسرى المحررين وتوجهت الى شارع الجلاء حيث مقر الصليب الأحمر بغزة المكان المخصص للتجمع والإعتصام تضامناً مع الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية .. وتوجهت في الساعة العاشرة ونصف فإذا بالآلاف من أبناء شعبنا محتشدة من قبلي ، مغلقة الشارع العريض ذو الإتجاهين وعلى امتداد عشرات الأمتار الأمر الذي حال دون وصولي الى النقطة الرئيسية فوقفت جانباً بإنتظار التحرك ، مشهد لم أراه منذ فترة طويلة وتمنيت رؤيته كثيراً وحشد قد يكون نادراً ولكنه رائعاً ، حقيقة مشهد أثلج صدورنا .
ونظراً للحشد الضخم وما سببه من توقف لحركة السير في الشارع فلم ينتظر المنظمون حتى الساعة الحادية والنصف كما كان مقرراً وانطلقوا بالمسيرة الساعة الحادية عشر صوب مقر المجلس التشريعي وحينما انطلقت المسيرة الراجلة والتي امتدت مئات الأمتار ينتابك شعوراً بأن جماهير غزة كافة انتفضت عن بكرة أبيها وانطلقت في الشوارع معربة عن تضامنها مع الأسرى ويعزز لديك شعوراً كان ولازال بأن قضية الأسرى لم ولن تموت وستبقى القضية الأبرز والأهم على الساحة الفلسطينية وبالرغم من الصورة المشرقة التي رسمت اليوم إلا أنني أسجل نقداً على كل القوى الوطنية والإسلامية لعدم مشاركتها في إعتصام اليوم حيث أنني و للأسف الشديد لم أرى أية مشاركة رسمية لأي منها بالرغم من أن الدعوة عامة وكانت عبر مكبرات الصوت خلال الأيام القليلة الماضية ناهيك على أنه يصادف اليوم الإثنين الإعتصام الإسبوعي وهذا تقليد قائم منذ سنوات .
وفي الوقت ذاته أسجل إحترامي وتقديري لبعض قيادات السلطة الوطنية والتي شاركت في المسيرة وفي المقدمة منهم الأخوة القادة ماجد أبو شمالة وسمير المشهراوي ومحمد التلولي مدير عام وزارة الأسرى والمحررين والغائب الحاضر دوماً الأخ هشام عبد الرازق وزير الأسرى بدعمه المعنوي للمسيرة ومواظبته على المشاركة في الإعتصامات بشكل مستمر والذي تغيب بسبب اجتماع مجلس الوزراء في رام الله ، ومع انطلاق المسيرة الراجلة الكل يهتف دعماً للاسرى ومطالباً بحريتهم ،وشعارات مكتوبة ومحمولة وصوراً وبوسترات تحمل نفس التعابير والمعاني ، وعبرمكبرات الصوت تلا المنظمون بيانات ومناشدات عديدة كلها تصب في بوتقة قضية الأسرى ..
وأبرقت المسيرة رسالة واضحة للعالم أجمع وللمجتمع الدولي والعربي للتدخل لإنقاذ حياة أسرانا ولإطلاق سراحهم وأن لا أمن ولا إستقرار في المنطقة بدون اطلاق سراحهم جميعاً ورفضها لأية إتفاقية سياسية بدون ضمان حريتهم .
حشد رائع ومسيرة قوية تدفعني لتقدير كل جهد بذل لإنجاحها وأحيي منظمي الإعتصام جمعية الأسرى والمحررين " حسام " ومنظمة أنصار الأسرى والذين أشرفوا عليها وعملوا على مدار الساعة في الأيام الماضية للتحضر لها ولإخراجها بالشكل الذي يفترض أن تخرج به وكان لهم ما أرادوا ، بل كان لنا جميعاً ما كنا نتمناه منذ زمن وأتمنى أن يتكرر ، كما وأحيي كل من شارك في هذا الإعتصام الرائع وتلك المسيرة الأروع ، وهذا لا يعني بالمطلق بأن هذا هو طموحنا بل طموحنا يتعدى ذلك ليغدو هذا الحشد اسبوعي وبضخامة وزخم أكبر من ذلك حيث يشمل كافة القوى الوطنية والإسلامية بالإضافة لمن شاركوا اليوم ولنتوحد جميعاً خلف قضية الأسرى ، فاسرانا يستحقون أكثر من ذلك وأتمنى أن يكون هناك فعاليات أخرى في محافظات الوطن الشمالية " الضفة الغربية " وفي الدول العربية الشقيقة ، وللمرة الألف أدعو وأناشد الإعلام العربي بتسليط الضوء على هذه القضية وتداعياتها .