بين الحلم والحقيقة          

   انبؤك سيدتي، ان هذا الخمار ليس ابي ،وذاك النادل ليس انا ،ورشفة خمر تسكرني ،

وانام احلم ،طوال الليل ، بالطمب الكبرى والطمب الصغرى وابو موسى،واحلم ايضا،

ان امرأة ترقص ،فوق بقايا وطن ، اقتسمته جحافل ثوار الامس.

   وعند الصبح ،اصحوا، على صوت يعلن ان حروب الداحس والغبرا ، قد انتقلت في

القرن الواحد والعشرون الينا ..وان بياناَ سيصدر عن احياء الفقراء ، يعلن ان الحرب ،

خيار الموتى ..وان الحرية لا تأتي من شرق متخلف ،يبيع النفط والدم واجساد النساء..

     وانا ،ما زلت اقف متهماً ، امام الحكام وامام الرب ،وامام عيون ،تشخص نحوي ،

لا تفقه شيئاً من تهم السلطان ،وفوق المنضدة ،وضعوا المصحف والانجيل ،وطلبوا ان

لا أحلف ايماني بغير التوراة..وان لا اشرب ماء الا من بحر سراب الصحراء..

   نامي سيدتي ..فالليل طويل جدا والظلمة دامسة ..والغفوة عند العربان، قد تبدو ابدية،

ونحن، لن نزعج اسياد الاوطان ورهبان الاديرة ورجال الدين بثرثرة عن جثث القتلى

ونهش الاجساد ، فوق الارض المحروثة للتو ، بفعل محاريث الجو ...وطيور الغربان،

ورقصة وحش عند قبور الاجداد ...

   سيدتي،اعلمك ان امامأُ يفقه في الدنيا والاخرة ، قد اخبرني ان العاشق والمعشوقة في

الجنة ..وان رياح الصرصر سوف تهب محملة بالتربة والزرع وطعم النفط ،وان حجارة

سجيل ..ستهزم كل الاعداء ، دون قتال .. والحكم بعد التداول ...

        من : افكار متناثرة من رسائل سرية مهربة

                               بقلم /محمود التعمري

سجن جنين /1985