الأسرى للإعلام .. إنطلاقة يٌؤمل أن تكون مميزة !!!
* بقلم / عبد الناصر عوني فروانة
20 ديسمبر 2004
لستُ من هواة المكوث طويلاً على الإنترنت ، كما انني لست من هواة البحث غير الممنهج وليس لدىَّ الإستعداد لأن يستنزف ذلك وقتي .. لكنني بالمقابل من عشاق البحث عن مواقع تهتم بقضية الأسرى ، وأكون سعيداً لو استنزفت وقتي وجهدي ، لأنها قضية كُتبت حروفها بالدم وصَنع تاريخها عظماء .. قضية أتشرف بإنتمائي إليها منذ طفولتي ، لهذا قمت وبجهد ذاتي بإنشاء موقعاً خاصاً على الإنترنت باسم فلسطين خلف القضبان وخصصته لهذه القضية ، و لهذا أيضاً تجدني دائم البحث عن كل ما هو جديد ويخصها إسـماً ومضموناً .
وفي هذا السياق يوجد العديد من المواقع ، وإن كنت أسجل بعض الملاحظات عليها ـ ولست بصدد الحديث عنها الآن ـ إلاَّ انني أكن لها وللقائمين عليها كل إحترام وتقدير .. فقضية الأسرى تستدعي استنفار عقولنا وقوانا ويجب أن تستحوذ على جُل جهودنا واهتماماتنا .
وفي الإسبوع الماضي انطلق في عالم الإنترنت موقعاً جديداً يحمل اسم مركز الأسرى للإعلام ( www.elasra.net ( واعتقدت بداية أنه سيكون متخصصاً بقضية الأسرى ، ولكن بعد زيارته والإطلاع على محتوياته وجدته أكبر من ذلك بكثير ، وجدته موقعاً شاملاً فيه السياسة و الإقتصاد ، فيه الثقافة والرياضة ، فيه اللقاءات المميزة والأقلام الحرة ، فيه الأخبار المحلية والعاجلة ، وفيه وفيه الكثير .. تساءلت أي مركز هذا الذي يحمل اسم الأسرى ويخالف ما اعتدنا عليه بحيث يحمل اسمهم ولم يقتصر على تناول ما يخصهم ، بل يتناول مجمل القضايا ، فاتصلت بمدير المركز الأخ محمد بدر لأستوضح الأمر فرد علىَّ قائلاً " أخي أبو عوني إن الأسرى هم جزء وجزء مؤثروهام في صياغة التاريخ الفلسطيني وعيوننا ترحل إليهم في اليوم عشرات المرات ،وتقديراً ووفاءاً لهم ولنضالاتهم وتاريخهم قررنا أن يحمل مركزنا اسمهم بالضبط كمواقع عديدة حملت اسم القدس أو فلسطين أو بعض مدنها ، فهم لب الصراع وجوهره ونعتبر قضيتهم من الثوابت الأربعة ، وبدون الإفراج الشامل عنهم لن يكتب لأي اتفاق النجاح " .
حقاً عزيزي بدر ان الأسرى ليس بمعزل عن الواقع السياسي ولا هم أقل أهمية من القدس بالنسبة لشعبنا الفلسطيني ويجب أن يكونوا كذلك بالنسبة للعرب والمسلمين لأنهم دافعوا واعتقلوا من أجل قضية عربية واسلامية وتحريرهم هو واجب عربي واسلامي بالضبط كما هو تحرير القدس .
وذهبت ليلة أمس لزيارة المركز ملبياً دعوة مديره ، فإذا بطاقم مهني متخصص يعمل بحرارة كخلية النحل ، يكتبون ويحررون ، يعدلون ويضيفون ، وعلمت منهم بأن طاقماً آخر يعمل نهاراً ومنهم من يعمل فترتين نهاراً ومساءاً بالإضافة للمراسلين الذين يزودون المركز بالأخبار والتقارير المحلية .
جهد يستحق الثناء والتقدير لمديره وللعاملين فيه ولمن يقفون من خلفهم ، وتمنياتي لهم بالنجاح والتوفيق ، مع الأخذ بعين الإعتبار أنهم يحملون اسماً يتغنى ، يفتخر و يتشرف به كل فلسطيني ، ويجب أن يبذلوا دوماً المزيد من الجهد لأن يكونوا جديرين به وان يتقدموا به الى الأمام ، ونجاحهم يعني نجاحاً للأسرى وأتمنى ان يشكل إضافة نوعية ومتميزة للإعلام الفلسطيني عامة وللأسرى خاصةً .
فهم بتقديري لا زالوا في بداية الطريق وأمامهم مشوار طويل وشاق لكي يصلوا للقمة ويدفعوني ويدفعوا الكثيرين لأن يكون مركزهم صفحتنا الرئيسية التي يجب زيارتها يومياً وعلى مدار الساعة لتشكل مصدراً لكافة الأخبار والأحداث ، مصدراً ذو مصداقية عالية .. وان تشكل محطة نقف أمامها يومياً للتزود بكل ما هو جديد ومفيد .
و ليسمحوا لي بأن أسجل بعض الملاحظات والمقترحات وآمل ان تساهم في تطوير عملهم :
أولاً : من الأهمية بمكان أن يكون هناك قسم خاص بالأسرى وأخبارهم وتوثيق ما يمكن توثيقه من تاريخهم ، بمعنى التميز بما يقدم للزائر ليس من أخبار عنهم فحسب ، بل السعي لإنتاج ما لم ينتجه الآخرين فيما يتعلق بالأسرى والأسيرات وبالأسرى المحررين .
ثانياً : يجب الإستفادة من تجارب المراكز الإعلامية الفلسطينية المميزة والرائعة من وجهة نظري في كثير من القضايا كالمركز الصحافي الدولي ووفا و مركز الإعلام والمعلومات.
ثالثاً : لاحظت تحديث واضافات وأخبار عاجلة على مدار الساعة وهذا شيء جيد ، وبالتالي من الأفضل إنشاء أوسع قائمة بريدية واعداد نشرة يومية ترسل لهم كل صباح وجيد لو أعدت نشرة أخرى كل مساء ، لكن هناك من هم غير مشتركين بالقائمة أو زوار جدد للمركز و هناك من لا يزورون المركز كل ساعة وكل يوم وهناك أيضاً ، وبالتالي تتغير الموضوعات والأخبار دون أن يطلعوا عليها ، لهذا من الجيد وضع قسم يتضمن أخبار وموضوعات الإسبوع الأخير ، وهنا بإمكان من يزور المركز مرة في الإسبوع ان يطلع على كافة أخبار الإسبوع التي نشرها المركز .
رابعاً : وآمل التنوع بمحتوى الإستطلاعات لتتناول قضايا الساعة وقضايا لم يتناولها الآخرون ومنها سياسية ، أمنية ، اجتماعية ، اقتصادية ، طلابية ، شبابية ، عمالية .. إلخ .
وبالتوفيـق