الشهيد الأسير المحرر / محمود سمير فروانة (أبو بهاء)

الرجل الخجول والعامل الكتوم صاحب الشخصية القوية والعزيمة التي لم تلين

 

النشأة والميلاد ؟؟

ولد شهيدنا محمود في الرابع والعشرين من شهر نوفمبر لعام 1972م ليجد نفسه وسط عائلة متواضعة كحال الكثيرين احتضنته وربته على حسن الأخلاق واحترام الناس وتقديرهم.

وجد شهيدنا بين أحضان عائلته الحب والرعاية والاهتمام الشديد وذلك لما يتميز به منذ صغره من الكتمان الشديد لكل ما يفعل في حياته حتى عن أقرب المقربين له.

سأكمل ديني ؟؟

تزوج شهيدنا لينجب الرجال والذين كان يريد منهم أن يكملوا مسيرته لدحر الاحتلال فرزقه الله بطفل أسماه بهاء يبلغ من العمر عامين ونصف العام كما رزقه الله ببنت أخرى هذا ولعل الله يرزق زوجته الصابرة طفلا جديدا تيتم قبل أن يرى وجهه نور الحياة.

طالبا للعلم وكيميائيا جامعيا ؟؟

منذ نعومة أظافره وعندما أدرك الدنيا أيقن شهيدنا أبا بهاء بأن التحدي مع الصهاينة يلعب العلم والازدهار فيه دورا بارزا لذلك فقد درس المرحلة الابتدائية في مدرسة صفد الابتدائية كما حصل على شهادة المرحلة الإعدادية من مدرسة الهاشمية الإعدادية ويأبى شهيدنا محمود إلا وأن يكمل المشوار العلمي  فنال الشهادة الثانوية "التوجيهي" من مدرسة الكرمل الثانوية ويعتبر الشهيد محمود من الطلاب المميزين على مستوى المراحله الدراسية المختلفة.

بالطبع إصرار الشهيد على التعليم لم يجعله يقف عند هذا الحد فأبى فإلتحق بالجامعة الإسلامية وليدرس تخصصا قليل هم أولئك الذين ينجحون في هذا المجال ألا وهو تخصص الكيمياء وما هي إلا سنوات حتى نال شهادة البكالوريوس في الكيمياء من الجامعة الإسلامية.

وصيتي لكم نحو الفلاح ؟؟

من أبرز ما عرف عن الشهيد محمود أنه كان دائم إعطاء الوصية لإخوانه وأخواته بالالتزام بالدين وبتعاليم الدين الإسلامي ،هذا بالإضافة إلى حث إخوانه على ضرورة الالتزام بصلوات الجماعة وحثهم جميعا على ضرورة التربية الصالحة لأبنائهم.

المسجد البيت الثاني وأسدا في سجون الاحتلال ؟؟

لم يكن عجبا أو غريبا أن يكون الشهيد محمود فروانة أحد الملتزمين بالمساجد فمنذ صغره التزم شهيدنا أبا بهاء بمسجد إمام الشافعي وسط حي الزيتون بقطاع غزة ولم يكن غريبا أن يتربى شهيدنا بين أحضان ذلك المسجد والذي ضم العديد من المخلصين.

فقد عرف له نشاط متميز ولكن ليست بالعلانية فقد اعتمد عمله على التزام السرية التامة جدا فلم يكن أحد يعلم بما يخفيه وما يقوم به شهيدنا محمود فروانة وبالطبع فقد كان لانتفاضة عام 1987م على أرض فلسطين الأثر الأعظم على نفس الشهيد والباعث الأقوى في مشاركة شهيدنا بفعاليات تلك الانتفاضة ومقارعة قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب.

كثرت مشاركاته في فعاليات الانتفاضة الأولى فقارع قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب إلى أن قامت القوات الصهيونية باعتقال شهيدنا البطل أبا بهاء وليزج به بين غياهب أحد السجون قضى خلالها ثلاثة شهور بين قضبان السجون وظلمة الزنازين ليخرج بعدها أشد وأعظم إصراراً ومقاومة للاحتلال الجاثم على أرضه وشرفه .

وقارعة الاحتلال لم تقتصر على الانتفاضة الأولى فقد شهدت انتفاضة الأقصى الحالية الكثير الكثير من أفعال ومشاركات الشهيد  محمود في فعاليات الانتفاضة المختلفة من مشاركات في مسيرات التأييد لاستمرار الجهاد والمقاومة وتخفيف آلام وأحزان أهالي الشهداء والمنكوبين وغيرها من الأمور وما خفى أعظم من ذلك بكثير.

صاحب الذوق الرفيع ؟؟

فقد كان شعلة لا تنطفئ وبالنسبة لما اتصف به الشهيد فلا أدري من أين أبدأ الحديث إنه شخصية فريدة من نوعه لا يستطيع أن يصفه الواحد فينا في كلمات تقال أو عبارات تردد.

أبا بهاء أبرز ما ميزه عن غيره الالتزام بالهدوء والسكينة التي كانت تخفي في ثناياها شخصية طالما عقل عنها كل من عرف محمود أما عن الأخلاق فحدث ولا حرج أدب واحترام للكبير عطف على الصغير تجده دائما يكمن في شخصية شهيدنا هذا بالإضافة إلى الاهتمام بمظهره الخارجي فقد عنى عناية فائقة بملبسه وأناقته وحافظ على جمال مظهره.

محمود الرجل الكتوم والمخلص ؟؟

لا يزال الكثيرين حتى الآن لا يعرفون الكثير عن طبيعة أعمال محمود خلال حياته فالسرية والكتمان المطلق أحاطا بأعماله والتي تجزم أنها كانت كبيرة وصعبة جدا وفيما يتعلق بانخراط محمود في صفوف المقاومة يقول شقيقه بأنه يعتقد أنه بدأ يعمل في جهاز الكتائب خلال الانتفاضة الحالية ويضيف قائلا " لا أعلم تاريخا محددا لانضمامه لما اتصف به من سرية تامة".

لن أموت إلا شهيدا ؟؟

ظروف استشهاده لا تزال غامضة حتى الآن البعض يقول بأنه كان داخل سيارة الأخ سعد العرابيد ومساعده أشرف الحلبي حينما اغتالتهم طائرات الاحتلال بجوار مسجد الإمام الشافعي والبعض الآخر يقول بأنه كان أول من قدم لمساعدة الشهداء وإنقاذهم فباغتهم طائرات الأباتشي بصاروخ ليرتقي بعدها محمود شهيدا نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد.

مهما يكن فقد ارتقى محمود شهيدا مساء يوم الثلاثاء الموافق الثامن من أبريل لعام 2003م وذلك إثر شظية

وحول طبيعة تلقي عائلة الشهيد نبا استشهاده يقول شقيقه بأن محمود قد هيأ الأمر قبيل استشهاده عن طريق الحديث عن الشهادة وفضل ومرتبة الشهداء عند الله عز وجل كما دائم الحديث عن رغبته في الشهادة والموت شهيدا في سبيل الله هذا بالإضافة أنه كان يقول لأهله حال تأخر رجوعه على البيت ليلا اعتبروني نلت الشهادة فأي نفس وأي بشر تواق للشهادة كمحمود.

رحل نحو جنات الخلد مضى ؟؟

قد يكون محمود رحل عنا بجسده ولكن أفعاله وصفاته وتصرفاته لا تزال باقية وشاخصة أمام الجميع فمحمود لم يمت بعد وإنما أنار بدمه الطريق نحو القدس الشريف وترك خلفه ابنه بهاء ليكمل المشوار والمسيرة نحو التحرير وستكون دماء محمود سهم عار يطارد كل المتخاذلين ونور يضيء طريق المجاهدين .