تَعرَّف على الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية

 

 إعداد / عبد الناصر فروانة

5 آب 2006

العملية العسكرية النوعية التي نفذها مقاتلو " حزب الله " ضد القوات الإسرائيلية في شمال إسرائيل، في 12 يوليو/ تموز 2006 ، و التي حملت عنوان الأسرى وتحريرهم و أسفرت عن أسر جنديين وقتل وجرح العشرات، أعادت فتح ملف الأسرى اللبنانيين ( وربما العرب والفلسطينيين ) بين إسرائيل وحزب الله.

هذا ما أكده الأمين العام للحزب سماحة الشيخ السيد حسن نصر الله ، إذ صرح أنه " لا أحد في الكون يرد الأسيرين إلى ديارهما ، إلا بالتفاوض غير المباشر من أجل مبادلتهما بالأسرى ". وفي هذا التقرير نسلط الضوء على الأسرى اللبنانيين الثلاثة في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وهم:

سـمير القنطار

اسم مفخرة في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة ، صنعه في خضم المقاومة في لبنان وفي ساعات البطولة في نهاريا ، وكتب حروفه بنزيف الدم في أقبية التحقيق الإسرائيلية .

سمير القنطار اسم يحتذى به ونموذجاً يقتدى به ومنارة يهتدى بها ، وتمر السنين ليكبر فينا سمير ونزداد به شموخاً .

سمير  يوصف بأنه عميد الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية، لأنه أقدم أسير عربي في إسرائيل، فهو معتقل منذ قرابة 28 عاماً.

ولد سمير القنطار عام 1962 في بلدة عبيه، وهي بلدة ذات موقع استراتيجي هام يشرف على العاصمة اللبنانية بيروت.

في 22 إبريل/نيسان 1979 نفذ عملية " القائد جمال عبد الناصر" مع ثلاثة من رفاقه ، وكان الهدف من العملية الوصول الى مستوطنة " نهاريا " وخطف رهائن من الجيش الإسرائيلي لمبادلتهم بمعتقلين في السجون الإسرائيلية.

أسفرت العملية عن مقتل وجرح العديد من الإسرائيليين ، وقد استشهد فيها اثنان من رفاق سمير القنطار هما ( عبدالمجيد أصلان ومهنا المؤيد )، واعتقل سمير مصاباً مع رفيقه الرابع (أحمد الأبرص) الذي أطلق سراحه عام 1985 إثر عملية تبادل الأسرى ما بين حكومة الإحتلال الإسرائيلي ومنظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية .

وفي 28 يناير/كانون الثاني 1980 حكمت المحكمة الإسرائيلية المركزية في "تل أبيب" على القنطار بخمس مؤبدات، أضيف إليها 47 عاماً، وتنقل بين العديد من السجون الإسرائيلية  ونال فيها ما يكفي من التعذيب ، وهو معتقل الآن في سجن هداريم ، وتفيد التقارير أنه تم عزله منذ عملية حزب الله البطولية أوائل تموز الماضي .

ورغم كل عمليات التبادل التي جرت، لم يطلق سراحه ورفضت الحكومة الإسرائيلية الإفراج عنه ضمن عملية التبادل التي جرت ما بين حزب الله و" اسرائيل" في يناير عام 2004 ، بالرغم أنها أفرجت عن 24 معتقلاً لبنانياً كانوا معتقلين لديها.

لم يسمح لعائلة سمير القنطار بزيارته ولقائه منذ اعتقاله في العام 1979، إلاّ أنها لم تفقد الأمل مطلقاً بلقائه وعودته إلى بيته ، ولقد زُرت بيت عائلته العام الماضي في قرية عبية اللبنانية ، وكان لي شرف اللقاء بوالدته وبافراد أسرته هناك ، هذه الأسرة الرائعة الشامخة كشموخ جبال فلسطين ولبنان ، والتي استمدينا منها قوة جديدة من الصمود والمعنويات ، بدلاً من أن نمنحها نحن ذلك ، حقاً عائلة نموذجية كما إبنها سمير ، ولا زلت أذكر ما قالته والدته الغالية وهي تحتضن صورته  "  منذ علمت باعتقاله وأنا أتوقع عودته في كل يوم ، وأحيا على هذا الأمل الذي لابد وأن يتحقق  " .. قلوبنا معك يا أم سمير وحتماً أملك سيتحقق وسيعود لك سمير .   

يحيى سـكاف

ولد يحيى محمد سكاف في بلدة بحنين عام 1959.

شارك سكاف في عملية كمال عدوان، التي نفذتها مجموعة من حركة فتح بقيادة دلال المغربي، على طريق حيفا- تل أبيب في 11 آذار 1978 م .

تعثرت محاولات الصليب الأحمر الدولي في الكشف عن مصير سكاف، فإسرائيل تنكر

وجوده لديها، وتعتبره من المفقودين، بينما يؤكد ذووه وجوده في السجون الإسرائيلية، وأن وضعه الصحي غير مستقر، بالاستناد إلى المعلومات المستمدة من عدد من الأسرى الذين أطلق سراحهم .


نسيم نسـر


من مواليد بلدة البازورية قضاء صور، وهو من أب لبناني وأم يهودية الأصل.. ولكونه ابناً لأم يهودية، اكتسب نسيم الجنسية الإسرائيلية بعد مرور سنة على دخوله إسرائيل في العام 1992 م .

اعتقل نسيم نسر في إسرائيل عام 2002 بتهمة التجسس لمصلحة "حزب الله"، وصدر بحقه حكم قضائي بسجنه ست سنوات.

كانت عقدة الجنسية الإسرائيلية التي يحملها نسيم حائلاً دون تحريره في صفقة تبادل الأسرى التي جرت بين حزب الله وإسرائيل في العام 2004، ومن أجل ذلك طلب نسيم إسقاط الجنسية الإسرائيلية عنه، ووافقت المحكمة الإسرائيلية العليا على طلبه.

 

هذا ووفقاً لمعلوماتنا يوجد في السجون والمعتقلات الإسرائيلية قرابة (61 ) معتقلاً عربياً من جنسيات عربية مختلفة ( 3 لبنانيين و12 من هضبة الجولان السورية المحتلة و7 مصريين و38 أردنيين وسعودي واحد ) منهم خمسة أسرى عرب أمضوا أكثر من عشرين عاماً ، وقرابة ( 10000 ) عشرة آلاف معتقل فلسطيني ، نأمل أن تشملهم عمليات التبادل القادمة مع حزب الله ، أو مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة .