نص رسالة النائب الأسير حسام خضر إلى جماهير الشعب الفلسطيني وقيادته
وفصائله الوطنية والإسلامية وقيادة حركة فتح
سجن هداريم – 10/12/2004م
إننا إذ نفتقد ونحتسب عند الله عزّ وجل رمز ثورتنا وقائد شعبنا الأخ الشهيد الراحل ياسر عرفات " أبو عمار " الذي وهب نفسه لفلسطين وهويتها، فإنني ومن خلف تلك القضبان المتصدعة حتماً ، أتوجه لكم يا جماهير أمتي الصابرة الصامدة ، ويا كل أخوتي ورفاقي في القوى والفصائل الوطنية والإسلامية المقاومة ويا أبناء حركتنا الأبية الرائدة فتح، وقيادة سلطتنا الوطنية الواعدة ، بأسمى التحيات والسلامات معاهداً إياكم على الاستمرار بمسيرة النضال والتحرير لتحقيق حلمنا في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين وإطلاق سراح كافة الأسرى والأسيرات دون قيد أو شرط أو تمييز .
أخوتي .... رفاق دربي ...
أؤكد لكم التزامي من جديد بقرار الأطر التنظيمية الفتحاوية بخوض الانتخابات الفلسطينية على أسس وثوابت وطنية ، وإن كنت كقائد في حركة فتح أؤيد ترشيح الأخ أبو مازن التزاما بقرار اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح ، فإنني كعضو في المجلس التشريعي الفلسطيني لا أنفي حق أي مواطن تتوافر فيه الشروط المدنية من خوض الانتخابات التزاما بمفهوم العمل الديمقراطي ، وأتمنى على الفائز أياً كان أن يعمل على انتزاع الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وان يضمن الحياة الديمقراطية التي يتطلع لها شعبنا الفلسطيني بما يكفل حرية الرأي والتعبير والتعددية السياسية لضمان عملية تداول السلطة ، واعبّر عن رأي التجمع الفتحاوي في سجون الإحتلال الإسرائيلي بضرورة إجراء الإصلاحات التنظيمية والسياسية في داخل حركة فتح ومؤسساتها ، وفي السلطة الوطنية الفلسطينية وتحديداً صلاحيات ودور الأجهزة الأمنية على أساس توفير الأمن للمواطن وحماية المشروع الوطني وكرامة الوطن والمواطن ، وأبارك للأخ أبو اللطف وللأخ أبو مازن مسؤولياتهم الجديدة ، وأحيي جماهير شعبنا الفلسطيني على وعيها والتزامها وتفويتها الفرصة على كل من راهن على مستقبل شعبنا من خلال ملء الفراغ الذي أحدثه رحيل الأخ أبو عمار باستشهاده.
نتمنى أن تشارك كافة قطاعات شعبنا وفئاته في العملية الانتخابية على مستوى الرئاسة والمجالس المحلية والمجلس التشريعي ، وأناشد الأخوة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي بإعادة قراءة الواقع السياسي الفلسطيني وتغيير موقفهم بما يعزز وحدة شعبنا على أرضية الوحدة الوطنية ، وإن عدم مشاركة أي تنظيم سياسي هو ضرب لطموحات شعبنا في بناء الدولة الفلسطينية والديمقراطية ، وعلى حماس أن تستفيد من تجربة المجلس التشريعي وأثر مقاطعتها لانتخابه على ظاهرة انتشار الفساد والمحسوبية ، وأتوجه للأخوة في المجلس التشريعي بضرورة أخذ دورهم التاريخي الذي تنازلوا عن جزء كبير منه في السنوات السابقة والقيام بكل ما يخدم مشروعنا الوطني ، مع ضرورة تحديد موعد ثابت وملزم لإجراء الانتخابات التشريعية الجديدة كإسهام عملي من المجلس في حماية الديمقراطية .
وأنا متفائل جداً في المرحلة القادمة لأنها لن تكون إلاّ مرحلة مؤسسات وبرامج ، على أن يضمن المجلس ورئيس السلطة محاكمة ومحاسبة كل الذين أساءوا إلى شعبنا ونهبوا الوطن والمواطن وقصّروا في أداء مهامهم وواجباتهم ، كما وأذكّر الأخوة في القيادة الفلسطينية بأن ثمن أي هدنة مع إسرائيل يجب أن يكون الأسرى الفلسطينيون ، وان لا حل ولا استقرار إلاّ بتحرير الأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب ، خاصة وأن إسرائيل ستضمن أمنها وسلامة مواطنيها بشكل كبير إذا ما تمت العودة إلى طاولة المفاوضات ، وقد آن الأوان لحكومة إسرائيل أن تدرك بأن ملف الأسرى الفلسطينيين يجب أن ينتهي من خلال إطلاق سراح كافة الأسرى وخاصة القدامى منهم وذوي المؤبدات والأحكام العالية الذين ما زالت إسرائيل تصر على إخضاع ملفهم للتباحث والمفاوضات .
إنني أتمنى أن تجري الانتخابات في أجواء ديمقراطية حقيقية ، يعبّر من خلالها الشعب الفلسطيني عن أصالته ووعيه وحضارته ، وأتوجه إلى كل مواطن فلسطيني بضرورة تصويب مسار السلطة وممارسة حقه في إبداء الرأي والتعبير بما يلزم ويضبط القائمين على مواقع المسؤولية .
وأخيراً أوجه شكري للأخوة في تلفزيون فلسطين على استجابتهم للدعوات الكثيرة التي طالبنا فيها بزيادة مساحة برنامج جسر الوفاء ، وكنت أنا شخصياً من الذين توجهوا إلى الأخوة في هيئة الإذاعة والتلفزيون من أجل زيادة مدة البرنامج وأيامه ، وبالتالي أحيّي فيهم روح المسؤولية وتجاوبهم مع هذا المطلب البسيط والعادل ، ونتمنى بأن يقوم الأخوة في تلفزيون فلسطين بتغطية كل الأخبار والنشاطات والفعاليات التي تساند الأسرى ، كما ونطالبهم بإبراز معاناة الأسرى من أجل الضغط على حكومة إسرائيل لوقف ممارساتها التعسفية بحقهم .
وفقكم الله وسدد خطاكم .. وإلى الأمام .
حسام خضر
من هو حسـام خضـر ؟؟؟
· من مواليد قرية كفر رمان في 8/12/1961ومن سكان مخيم بلاطة هاجرت عائلته من يافا عام 48.
· بكالوريوس إدارة أعمال وعلوم سياسية - جامعة النجاح الوطنية
· التحق بحركة فتح عام 1978 واعتقل 23 مرة للتحقيق ، وحكم مدة سنة ونصف، وفرضت عليه الإقامة الجبرية لمدة عام.
· تعرض للإصابة من قبل قوات الإحتلال مرتين عام 81، 87 في كتفه الأيسر وساقه اليمنى.
· له عدة دراسات في السجون منها (نحن الفاتحون، التآكل الثوري، فلسفة القرار التنظيمي، النقد والنقد الذاتي في حركة فتح).
· من مؤسسي لجان الشبيبة في الوطن.
· كان أحد قادة و مؤسسي حركة الشبيبة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية .
· كان من أوائل المبعدين في الإنتفاضة لأولى بعد اعتقاله جريحاً ونفذ قرار الإبعاد في 13/1/1988 إلى جنوب لبنان.
· كلفه الأخ القائد أبو جهاد مسؤولية المكتب الطلابي الحركي لطلبة الأرض المحتلة في الخارج ومتابعة شؤون طلبة وشبيبة فلسطين داخل الوطن المحتل.
· انتخب عام 1990 عضواً في الهيئة التنفيذية للإتحاد العام لطلبة فلسطين، وتولى مسؤولية فروع الوطن العربي والوطن المحتل.
· مثل منظمة التحرير الفلسطينية واتحاد الطلبة في 76 مؤتمراً عربياً ودولياً في 53 دولة.
· أشرف على انتخابات ممثلي المجلس الوطني الفلسطيني في أمريكا اللاتينية ومؤتمرات فتح والطلاب في عشرات الدول.
· التقى عدد من رؤساء دول العالم وألقى كلمات في كثير من البرلمانات الأجنبية ووصفته مجلة ( فلسطين الثورة) بسفير الانتفاضة.
· انتخب نائباً لرئيس مؤتمر الشباب الإسلامي العالمي في دكار السنغال عام 89 وكذلك في الخرطوم عام1992.
· عضو المجلس الوطني الفلسطيني- اللجنة السياسية.
· عضو مؤسس في منظمة طلبة وشبيبة دول عدم الانحياز.
· عاد إلى أرض الوطن في 5/4/1994 وواصل عمله النضالي والوحدوي.
· بعد عودته الى ارض الوطن ساهم في تأسيس اللجنة الحركيه العليا لحركة فتح في الضفه الغربيه مع كل من القائد الشهيد فيصل الحسيني والقائد الاسير مروان البرغوثي .
· عمل مديراً للمؤسسات والاتحادات الشبابية والطلابية في وزارة الشباب والرياضة.
· محاضر في المركز الفلسطيني للديمقراطية والانتخابات- القدس
· رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
· عضو المجلس التشريعي الفلسطيني – اللجنة السياسية ولجنة الرقابة العامة وحقوق الانسان.
· من اشد المطالبين بفصل السلطات ، واطلاق الحريات العامه ، ومحاربة الفساد المالي والاداري في السلطه وبناء مؤسسات المجتمع المدني .
· أختطف على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي من منزله في مخيم بلاطة بتاريخ 17/3/2003 ، وخضع لتحقيق قاسي وعذاب شديد في زنازين سجون الإحتلال لمدة 90 يوماً ، وقدم نموذجاً في الصمود ، كما و شكّل صموده قوة معنوية لكل من تصادف وجوده في التحقيق في تلك الفترة .
ظروف التحقيق مع النائب حسام خضر
النائب حسام خضر .... قوة الإرادة
" إنها معركة ولكن بأسلحة مختلفة ، حرب غير متكافئة بين طرفين ، أحدهما يمثّل الباطل ويملك كل مقومات البطش المادي وعنجهية القوة ، والآخر يمثّل الحق ويملك القوة المعنوية والإرادة والقناعة الراسخة بعدالة القضية التي يحارب من أجلها " . بهذه الكلمات المختصرة وصف الأسير النائب حسام خضر عملية التحقيق ، حيث يقف الأسير وحيداً ووجهاً لوجه أمام جلاديه ، بعيداً عن الأهل والأصدقاء ، يحمل في داخله قوة كامنة جبارة ، ومخزون هائل من الذكريات الجميلة ، يدافع عن مبادئه ومعتقداته أمام حملة التشكيك وغسيل الدماغ التي يتعرض لها من قبل المحققين الذين يتناوبون عليه من أجل انتزاع الاعترافات منه ، وبالتالي سحقه معنوياً .
لقد عاش النائب حسام خضر عملية التحقيق أكثر من مرة ، فهي ليست غريبة عليه ، وكتب عنها في المعتقل الشيء الكثير ، ولكن هذه المرة اختلفت الظروف وأساليب التحقيق ، وإن بقيت أسلحة الصمود في المعركة هي نفسها " قوة الإرادة " ، ومن المهم أن ندرك أن عملية التحقيق تبدأ منذ لحظة الإعتقال ، حيث يسبقها توغل لقوات الإحتلال وإطلاق نار وتفجير للأبواب والعبث بمحتويات المنزل وترويع للأهل ، كل ذلك بهدف إرهاب المناضل وإشعاره بخطورة الأمر ، وكأنهم يملكون من المعلومات التي تدينه بشكل أكيد ، فما عليه إلاّ الإعتراف قبل أن تبدأ العملية .
لقد مارست قوات الإحتلال هذا الأسلوب في عملية اعتقال النائب خضر وعاثت في البيت خراباً ودماراً ، وبعد إعتقاله إقتادته قوات الإحتلال فوراً الى سجن بتاح تكفا لتبدأ عملية التحقيق المكثف ، وليتناوب ضباط المخابرات الاسرائيلية وبشكل متواصل لإنتزاع الإعتراف منه، حيث مارسوا كافة اشكال الضغط النفسي والمعنوي ضده ، واستعملوا معه أساليب الشبح والتحقيق المتواصل والإهمال واعترافات كاذبة للآخرين وشهود وهميين ، وبعد فشل كل هذه المحاولات نقلوه الى سجن عكا للبدء بمرحلة جديدة من التحقيق بعد أن أوهموه بأن هذا السجن هو فقط للحالات الصعبة ، وأن من يدخله لا يخرج منه إلاّ معترفاً ، وأن قيادة المخابرات الإسرائيلية فيه وهي التي تشرف بنفسها على التحقيق ، وأعادوا نفس الأساليب السابقة ، مع تركيز أكثر على الشبح وجلسات التحقيق المتواصلة والتي وصلت في بعض الأحيان لستة وتسعين ساعة ، بالإضافة الى استخدام اسلوب الترغيب والترهيب ، حيث وصلت الأمور بهم الى حد التهديد بإعدامه سياسياً من خلال تقديم عروض "مغرية" بالإفراج عنه مقابل ادلائه بتصريحات تدين المقاومة وتدعو لوقف الانتفاضة ، إضافة الى ادّعاء رجال المخابرات بأن الجميع في الساحة الفلسطينية مرتاح لاعتقاله ، وان لا أحد يتضامن معه ، كل ذلك من اجل إرباكه والتأثير على معنوياته . إلاّ أن المعتقل المجرّب لا تنطلي عليه كل هذه الأساليب . وبعد هذه الجولة الفاشلة تم نقله من جديد الى سجن الجلمة ، ومن ثم الى السجن السري 1391 لممارسة نفس الأساليب دون جدوى ، ليعاد مرة اخرى الى سجن بتاح تكفا لتمارس ضده أبشع الأساليب النفسية ، مع حرمانه من النوم لفترات طويلة ، وعدم السماح للصليب الأحمر الدولي من زيارته طيلة فترة التحقيق والتي استمرت تسعين يوماً متواصلة .
بإمكان الشعب الفلسطيني أن يعتز و يفخر بصمود النائب حسام خضر في اقبية التحقيق الفاشية ، حيث شكّل صموده قوة معنوية لكل من تصادف وجوده في التحقيق في تلك الفترة ، بل أن بعض المعتقلين الذين كانوا قد أدلوا باعترافات للمخابرات الاسرائيلية قالوا لو التقينا بحسام خضر لما اعترفنا ، لأن أخبار صموده كان يتناقلها المعتقلون في زنازين التحقيق وفي السجون التي يذهبون اليها .
إنها رحلة قاسية ، وصعبة ، ولكنها ممتعة ، حين ترى عدوك يهزم أمام قوة إرادتك ، لتخرج منتصراً عليه ، ولو بشكل معنوي ، وكثيرة هي الصفحات المشرقة والناصعة البياض التي سطرها مناضلو الحرية الفلسطينيون على جلاديهم ، ولكل مناضل قصة في الصمود ، وستبقى قصة صمود النائب حسام خضر محفورة في ذاكرة الشعب الفلسطيني لتكون حافزاً لكل مناضلي الحرية في العالم لاستخدام السلاح الفتّاك الذي يهزم المحتل أياً كان لونه ودينه ، ألا وهو سلاح الإرادة .
تيسير نصرالله
منسق اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر والاسرى الفلسطينيين
www.hussamkhader.com