|
الحـركـة الوطنيـة الأسـيرة
تجربـة رائـدة وتاريخـاً رائعـاً
* بقلم / عبد الناصـر عوني فروانة
تموز 2004 م
مقدمـة :
الحركة الوطنية الأسيرة إستطاعت أن تصنع وتسطر لنفسها تاريخاً رائعاً ومشرقاً ، مميزاً ومؤثراً في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ... تاريخ كتبت حروفه بالدم والمعاناة ، بالصمود والارادة الفولاذية، تاريخ يتواصل يومياً ويزداد إشراقاً مع فجر كل يوم جديد … فهو تاريخ حافل بالمفاخر الوطنية ويحتوي على الكثير الكثير من المعاني والمدلولات … تاريخ كتبت فصوله وحروفه بالدماء ، بالعرق والمعاناة ، بالأمعاء الخاوية (الاضرابات عن الطعام ) ، بالصبر والإرادة ، تاريخ عمره تجاوز عقوداً من الزمن ، وسيبقى هذا التاريخ محط اعتزاز لمن كتبوه وصاغوه …ومن ساهموا في صنعه وساندوه ، ومن هربوا ووزعوا نشراته ، و لمن أنجبوا أبطاله … فهو وبدون أدنى شك تاريخنا ، تاريخ أكثر من ستمائة ألف ثائر ، هو جزء هام ومؤثر من تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ، هو تاريخ للشعب الفلسطيني عامة ، لهذا سيبقى محفوراً بالذاكرة ، بذاكرة كل من اعتقل وأمضى حتى ولو يوماً واحداً في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، بذاكرة ذوى الأسرى وأحبائهم وأصدقائهم … فلهؤلاء جميعاً تجارب وذكريات مريرة ومفخرة في ذات الوقت .
اذاً من حقنا أن نفخر بهذا التاريخ ، ومن واجبنا أن نسعى لتوثيقه ليبقى منارة للأجيال القادمة بكل جزيئاته وصوره المختلفة … فمن الواجب علينا أن نوثق التاريخ الرائع والمشرق من شهداء وبطولات وتضحيات ، ومن الجانب الآخر يجب علينا ان نوثق الإنتهاكات الإسرائيلية لحقوق الانسان الفلسطيني الأسير وما تعرض ويتعرض له من ممارسات لا إنسانية ومعاملة وحشية قاسية فاقت في لاإنسانيتها ووحشيتها ما يتخيله ويتصوره العقل البشري.
وخلال إنتفاضة الأقصى تعرض شعبنا لحملات إعتقال واسعة وبأساليب أكثر همجية ووحشية من تلك التي اعتاد على ممارستها الإحتلال وأعيد إفتتاح العديد من المعتقلات لإستيعاب تلك الأعداد الهائلة ، كما وتعرض أسرانا ومعتقلونا في كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية الى أبشع الأساليب اللاإنسانية والتي فاقت كل المراحل السابقة من عمر الإحتلال وتجاوزت أدنى وأبسط القيم والأعراف الإنسانية في العالم ، وما تطالعنا به وسائل الإعلام المرئية والمقروءة ، وما يتردد لمسامعنا من أخبار وأحاديث عن أوضاع الأسرى تقشعر لها الأبدان ، الأمر الذي عزز لدىّ فكرة إنشاء هذا الموقع لنساهم مع إخواننا الآخرين في تسليط الضوء على قضية هامة وتحظى بإجماع وطني ، الأمر الذي يستدعي أيضاً التدخل من كافة المؤسسات الإعلامية في العالم العربي والإسلامي لإحياء هذه القضية ، كما ومن واجب كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الفلسطينية والعربية والدولية التدخل الفوري لإنقاذ أسرانا ومعتقلينا ، فواقع أسرانا وظروفهم وحياتهم تتناقض بشكل كامل مع كافة الإتفاقيات والمواثيق والأعراف الدولية.
الحركـة الوطنيـة الأسـيرة
شكلّت الحركة الوطنية الأسيرة تجربةً رائدةً ومسيرةً حافلةً في العطاء على مدار سنوات الصراع مع العدو الصهيوني ، هذه التجربة التي ضاهت في مستوى أدائها وبرامجها مدارس فكرية متعددة ، رغم قسوة الحياة الاعتقالية ووحشية السجان إلا أن صدق الانتماء وتطور التجربة حوّل المعتقلات إلى قلاع ثورية تَخرّج منها آلاف الكوادر الحزبية المنظمة التي استطاعت أن ترسم ساحتنا الفلسطينية، تلك الطاقات الخلاّقة التي عكست تجربتها النوعية في المضمون والأداء وفي مجالات كثيرة في ساحة العمل الأوسع ووسط الجماهير في الميدان .
وما ميّز الحركة الأسيرة في السنوات الأولى لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة أنها كانت تركز على البعد التوعوي والتربوي فالاتجاهين الفكري والسلوكي، الأمر الذي أسهم في صقل الطاقات وتهذيبها بشكل أتاح الفرصة لبناء الكادر القادر على القيادة وتحمل المسؤوليات في ظل ظروف اعتقالية قاسية كان طابعها العام المواجهة الدائمة والمستمرة مع إدارة السجون وهذا بطبيعة الحال كان له استحقاقات إلى أن تحقق إرساء دعائم وأسس لحركةٍ أسيرةٍ شقت طريقها وسط ظروف قاسية وإدارات سجون قمعية، وغياب الإعلام القادر على رفع صوت الحركة الأسيرة في وجه الغطرسة الصهيونية ، لكنها وبالرغم من ذلك انتزعت العديد العديد من الإنجازات والحقوق .
إن التطور المذكور في واقع الحركة الأسيرة لم يكن بلا ثمن ، بل كان ثمنه عشرات الشهداء وكان ثمنه شتى الإجراءات القمعية ضد مفاصل الحركة الأسيرة كالعزل والحرمان والمحاكمات الإضافية، إلا أن كل هذه الإجراءات لم تثني الحركة الأسيرة عن مواصلة المسيرة بعزيمةٍ لا تلين، وإذا أُريد للأجيال القادمة أن تفخر بمحطة ما في مسيرة الثورة فعليها أن تفخر بهذه التجربة الرائدة والتي كان نتاجها ملموساً في منتصف الثمانينات بعد عملية تبادل الأسرى الكبيرة والرائعة والمفخرة والتي أدت لخروج آلاف الكوادر وانصهارها في ميدان المواجهة المستمرة والمباشرة مع الاحتلال حتى كانت الانتفاضة الأولى ( 1987-1994 ) والتي تقدمها أبناء الحركة الأسيرة من مختلف التنظيمات حيث كان الأداء وحيث كانت القيادة التي عبرت عن ذاتها بإنضباطية عالية تجاوزت كل إشكاليات الحركة الوطنية وإنصهر الكل في ميدان المواجهة مع الاحتلال كتعبير عن روح العمل المشترك بعيداً عن الحساسيات اللامسؤولة التي تعبر عن ذاتها أحياناً في هذا الموقع أو ذلك.
إن الحديث عن الحركة الأسيرة يدفع دائماً باتجاه ربط مسيرة هذه الحركة سواء في زمن المواجهة المفتوحة مع الاحتلال أو في زمن تراجع بعض القوى عن المواجهة لأن الحركة الأسيرة حتى في ظل ما يسمى بالسلام اشتد عودها وتعمقت تجاربها لأن حالة القمع الاحتلالي لشرائح عدة في مجتمعنا بقيت مستمرة ، وإن أخذت أشكالاً متعددة ، وهذا ما كنا نلمسه فعلاً حيث إستمر زج المناضلين في المعتقلات واستمرت عمليات القمع تمارس ضد أبناء شعبنا عامةً وأبناء الحركة الأسيرة خاصةً ، الأمر الذي حتم على المنظمات والمؤسسات الحقوقية خاصةً أن تعتني بشؤون الأسرى وأن تبقى في حالة اتصال وتواصل مع الحركة الأسيرة بغض النظر عن الظرف السياسي المعاش آنذاك وإفرازاته المتعددة ، إلا أننا ولموضوعية النظرة والقراءة لواقع الحركة الأسيرة لا يمكننا ولا بأي شكل من الأشكال أن نفصل ما بين الحركة الأسيرة قبل إتفاقيات أوسلو وما بعدها بالمعنى القطعي لأن الجسم الفلسطيني وبكل أطيافه السياسية كان وما زال يكتوي بنار الاحتلال والاعتقال ، وفي السياق ذاته لا نستطيع أن نغفل مجموعة من الإرباكات التي طرأت على واقع الحركة الأسيرة بعد اتفاق اوسلو ، والتي يقف في مقدمتها غياب منهجية تربوية والاعداد الحقيقي للمناضل عند معظم القوى الفلسطينية داخل قلاع الأسر حتى غدت الحركة الأسيرة في طريقها إلى الإفراغ من المحتوى السياسي وغدا الاعتقال وظروفه عبءً على المعتقل نفسه وعلى التنظيمات وهذا ما لمسناه ليس على صعيد ما حمله المعتقلون من أفكار ورأي لواقع الاعتقال وإنما تجاوز ذلك لما يحمله هذا المعتقل من تصورات عن ميعة الصراع الدائر مع العدو والحلول الممكنة في ظل اختلال موازين القوى التي بات فيها الطرف الفلسطيني محاصراً في كل شيء إلاّ من إرادتهم وعزيمتهم التي ما زالت تشكل سلاحه في هذا الزمن المختل لصالح العدو ، وأصبح هَم الغالبية العظمى من المعتقلين هو التحرر وإنتظار قوائم ودفعات جديدة … ورغم هذا الإختلاف في الرؤى والبرامج بين الأسرى إلا أن العلاقات الداخلية لم تتأثر وبقى الكل يشكل جسداً واحداً في وجه إدارة مصلحة السجون وسياساتها القمعية … وبالمقابل وحتى تكتمل الصورة رافق ذلك حملات الإفراجات السياسية ضمن استحقاقات عملية السلام وتحرر في هذا السياق العديد من المعتقلين ذوي الأحكام العالية وأسرى الدوريات … إلخ وهذا أمر إيجابي جداً يحسب للسلطة الوطنية الفلسطينية لإيلائها الإهتمام بقضية الأسرى وضرورة الإفراج عنهم جميعاً بالرغم مما يمكن تسجيله هنا من ملاحظات سلبية على حملات الإفراج من قبل سلطات الإحتلال مثل تصنف المعتقلين إلى فئات بحسب مواقفهم ومواقف منظماتهم من اتفاق أوسلو، وكذلك التمييز بين الأسرى الذين اشتركوا في عمليات قتل فيها إسرائيليون ، وإتهامهم بأن " أياديهم ملطخة بدماء اليهود " ..!! وكأن هؤلاء الأسرى كانوا في رحلة كشافة ولم يكونوا يخوضوا معركة التحرر الوطني .!!! كما وتناست الحكومة الإسرائيلية أن كل قياداتها السياسية والعسكرية وكل الرؤساء وأعضاء لجان المفاوضات من الإسرائيليين ، بل وكل إسرائيلي يديه ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني ..!!
وأخذت سلطات الإحتلال تربط الإفراج عن الأسرى بالتقدم في مسيرة المفاوضات ، وكأن قضية الأسرى والمعتقلين أصبحت ورقة ضغط قوية وورقة إبتزاز ومساومة في يد " إسرائيل " لإجبار الفلسطينيين على تقديم التنازلات.
وهذا لم يحبط السلطة الوطنية ولم يؤثر على إهتمامها وإهتمام باقي القوى الوطنية والإسلامية بقضية الأسرى بل بالعكس زاد من إهتمامهم ، وفي وقت متقدم أقدم الأخ الرئيس ياسر عرفات وفي خطوة مميزة عام 1998م بتشكيل وزارة الأسرى والمحررين لتعنى بشؤون الأسرى وذويهم وبالأسرى المحررين وتأهيلهم وشكّلت هذه الوزارة سنداً قوياً معنوياً وقانونياً ومادياً للأسرى والمحررين ولذويهم أيضاً ( ضمن باب مقالات للكاتب يوجد شرح وافي عن الوزارة وما تقدمه من خدمات ) .
ومع إندلاع إنتفاضة الأقصى 28سبتمبر 2000م ( كان في السجون 1250 أسير ) إشتدت الهجمة الإسرائيلية القمعية والدموية على الشعب الفلسطيني وإشتدت حملات المقاومة المشروعة أيضاً لطرد الإحتلال ، فعادت إسرائيل الى سياستها القديمة الجديدة وشنت حملة إعتقالات واسعة جداً طالت كل المدن والقرى الفلسطينية بما فيها المناطق التي تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة وتنوعت اشكال الإعتقال وزجت بالآلاف من الفلسطينيين في السجون والمعتقلات حتى وصل عدد حالات الإعتقال الى أكثر من 35 ألفاً خلال إنتفاضة الأقصى ، وأقدمت على إعادة إفتتاح العديد من المعتقلات كالنقب وعوفر ..إلخ وإكتظت السجون بالمعتقلين وزادت المهمات الملقاة على عاتق وزارة الأسرى مما تسبب في تراجع بعض خدماتها التي كانت تقدم للأسرى المحررين ، ومع تـزايد حملات القمع المنظمة التي يمارسها الجلادون الإسرائيليون ضد اسرانا ومعتقلينا ، من معاقبتهم جماعيـًا ورشهم بالغاز والتكسير والتعرية ، واخضاعهم لكل صنوف الإهانة والتحقير ، وتقييد أيديهم وشبحهم لأيام عديدة في زنازين ضيقة مغمورة أرضيتها بالمياه النتـنة أو حتى في المراحيض ، وتدهور الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض والحشرات ورداءة الطعام وقلته وحرمانهم من تلقي العلاج خاصة مصابي وجرحى الانتفاضة والحرمان من النوم ، وحرمان الأسرى من زيارة ذويهم من بداية انتفاضة الأقصى ،، والإزدحام الشديد واستمرار العزل في زنازين انفرادية ، في عملية قتل للأسير الفلسطيني قتلاً بطيئـًا ولكنه منظمـًا ومدروسـًا بعناية فائقة ..!! وإحالة الأطفال الأسرى إلى محاكمات صورية جائرة واستصدار عقوبات بالسجن لسنوات طويلة ضدهم ، ووضعهم مع السجناء الجنائيين الإسرائيليين ..!! .
فخلال إنتفاضة الأقصى توجه الفعل الإنتقامي الإسرائيلي العاجز نحو قمع واضطهاد الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية في محاولة يائسة لكسر شوكتهم وإذلالهم مترافقة مع حملة شرسة لسحب إنجازاتها التاريخية والتي تحققت عبر عقود من الزمن ومن خلال دماء العشرات من الشهداء وتضحيات عشرات الآلاف من الأسرى ومعاناة مئات الآلاف ، وأخذت صرخات الإستغاثة تخترق جدران السجون وأسلاكها الشائكة ، وتجاوزت حدود السجون ، لكنها فشلت في الوصول إلى آذان العالم .. !!
الأمر الذي دفع الأسرى ومنذ بداية إنتفاضة الأقصى الى ترتيب أوضاعهم الداخلية من جديد ووفق ما تقتضيه المرحلة من إعداد ومواجهة وإستقبال للآلاف من المعتقلين الجدد ، وغد الإهتمام أكثر بالأسس البنيوية والتعبوية الأخلاقية والتربوية والثورية والانطلاق بها لصنع الإنسان الفلسطيني المناضل الثوري والحقيقي، وهذا الحال أعاد الإعتبار من جديد وبقوة لقضية الأسرى وأصبحت قضيةً أساسيةً على أجندة الحكومات الفلسطينية المتعاقبة ، وأيضاً دفع بالعديد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية لأن تلعب دوراً إيجابياً وداعماً للأسرى وقضاياهم العادلة ، فإزدادت حملات الدعم والمساندة وإتسعت رقعة فعاليات التضامن الجماهيري …
فالأسرى والمعتقلون جزءٌ لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وقطاع أساسي من قطاعات الحركة الوطنية الفلسطينية ، فهم من حملوا لواء النضال جنباً إلى جنب مع بقية المناضلين من أبناء الشعب الفلسطيني في كل ساحات العمل والتواجد ، وتقدموا الصفوف غير آبهين لشيء إلا لاستمرار النضال ودعم مسيرة شعبهم التحررية ، وقدموا الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامة وشرف الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة ، و لم يعرفوا إلاّ الثورة وطنـًا وهويةً في السراء والضراء ، وانخرطوا في صفوف النضال في أصعب مراحله ، وتركوا عائلاتهم وأطفالهم ، وقادوا معارك المقاومة والشرف ، وفي الأسر خاضوا معارك الاعتقال بإباء وصمود أسطوريين وخاضوا عشرات الإضرابات عن الطعام ، فكان الألم زادهم والمعاناة شرابهم ، حيث سقط العشرات منهم شهداءً من أجل كرامة الإنسان الفلسطيني وحقوقه ، ومن مواقع الألم والمعاناة العميقة ، ومن قلب جدران القهر والحرمان طوال سنوات الاعتقال الرهيبة كتبوا بصمودهم فصلاً جديدًا في ملحمة الحركة الوطنية الفلسطينية ، وسطروا صفحات مشرقة في تاريخ سجناء الحرية في العالم ، وأذهلوا قلوب جلاديهم بالحصانة الوطنية التي يتسلحون بها .
لقد آن الآوان أن يلتفت العالم أجمع قليلاً نحو ما يجري داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية لينظر بعينيه إلى إرهاب الدولة الإسرائيلي المنظم من خرقٍ لمواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان والإتفاقات الدولية حول معاملة أسرى الحرب والسكان المدنيين زمن الحرب ، حيث أن أكثر من ستمائة ألف فلسطيني مروا على السجون والمعتقلات منذ إحتلال الضفة والقطاع عام 1967م ، وهي أكبر نسبة في العالم إذا ما قيست بكثافة السكان في فلسطين ..!!
فمنذ بداية الإحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية تحولت السجون الإسرائيلية إلى البديل المعاصر لأعواد المشانق ، ففيها تجري أبشع عمليات القتل الـروحي والنفسي والتعذيب الجسدي والحرمان ، لتعطي للعالم أبرز دليل على أن الكيان الإسرائيلي " الذي شرع تعذيب المعتقلين " كيان قمع ممنهج يستـند في بقائه واستمراريته وأيديلوجيته إلى وسائل الموت والقمع ..!!
ورغم كل ذلك ستبقى الحركة الوطنية الأسيرة شامخةً بشموخ أبطالها ، بل وتزداد شموخاً وإشراقاً مع خيوط أشعة شمس كل صباح ، لكنها في الوقت ذاته تزداد رقماً جديداً ويزداد جرحها شرخاً ونزيفاً بإنتظار المجهول ؟؟
و المطلوب وعلى وجه السرعة من كل الأحرار والشرفاء في العالم دعم ومساندة الحركة الوطنية الأسيرة بكل الإمكانيات المتوفرة وتوثيق هذا التاريخ الرائع والمشرق .
* أسير سابق وباحث متخصص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين