خلال ندوة سياسية بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني لكلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية ومركز الحرية للإعلام

متحدثون فلسطينيون يؤكدون على أهمية قضية الأسرى ويدعون الى ايلاء أكبر اهتمام بتدويل قضية الأسرى

 

غزة/ 13-4-2011

أكد متحدثون فلسطينيون أن قضية الأسرى قضية وطنية تحتل مكانة هامة في المجتمع الفلسطيني لدور الاسرى النضالي والكفاحي منذ انطلاق الثورة الفلسطينية وحتى يومنا هذا، مجمعين أن عدد الأسرى الكبير الذي يقارب 750 ألف أسير قد سجنوا في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 يجعل من قضية الأسرى قضية سياسية ومجتمعية وإنسانية.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني بعنوان "الأسير الفلسطيني: تضحيات.. معاناة..آمال"  نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية ومركز الحرية للإعلام، اليوم الأربعاء 13/4/2011 في قاعة المؤتمرات بالكلية بمدينة غزة، والتي شارك فيها محمود خلف عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والأسير المحرر ناصر فروانة الباحث في شؤون الأسرى، ويحيى رباح الكاتب والمحلل السياسي وعماد الإفرنجي رئيس منتدى الإعلاميين.

وتحدث محمود خلف حول دور القوى والفصائل الفلسطينية في قضية الأسرى، موضحاً أن الفصائل الفلسطينية قدمت الكثير من أبناءها بين شهيد وأسير، مضيفاً أن الاحتلال الإسرائيلي كان يعتقل أبناء شعبنا على انتماءاتهم السياسية وانخراطهم في النضال الوطني والكفاحي. وأشار أن ما يقارب 750 ألف فلسطيني أسروا في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967.

ونوه خلف إلى أن الفصائل والقوى الفلسطينية قد عمدت إلى رفع مكانة الأسرى وإبراز معاناتهم في السجون الإسرائيلية وإيصالها للمحافل الإقليمية والدولية من خلال مشاركتها بالمؤتمرات وورش العمل والندوات  المختصة بالأسرى.

وطالب المؤسسات الدولية والإنسانية بالضغط على "إسرائيل" لاحترام الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة فيما يتعلق بقضية الأسرى وإبراز حقوقهم ومعاناتهم. منوهاً الى أن ما تقوم به إدارة السجون الإسرائيلية من ممارسات وانتهاكات بحق الأسرى هي محاولة للنيل من عزيمتهم وصمودهم وتركيعهم ليصحبوا عبئاً على كاهل شعبنا الفلسطيني.

وأشار إلى دور لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية باعتبارها اللجنة الوحيدة فلسطينياً التي حافظت على استمراريتها في الدفاع عن الأسرى ونضالاتهم على مدار ما يقارب 12 عاماً ومشاركتها في الاعتصامات والفعاليات الوطنية المختصة بشؤون الأسرى أمام الهيئة الدولية للصليب الأحمر والمؤتمرات وورش العمل والندوات التي تهتم بقضايا الأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال. وأكد خلف أنه لا سلام ولا استقرار بدون حل شامل لقضية الأسرى دون الإفراج عنهم باعتبارها قضية وطنية تمثل قاسم وأولوية مشتركة لكافة أطياف الشعب الفلسطيني.

وعبر خلف عن أسفه لعدم وجود نصوص صريحة باتفاقية أوسلو تلزم "إسرائيل" بالإفراج عن الأسرى، مطالباً السلطة الفلسطينية والفصائل والقوى السياسية العمل سوياً من أجل وضع حد للانتهاكات والممارسات بحق الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مستعرضا معاناة الأسرى خاصة ان هناك ما يقارب الألف أسير يعاني من أمراض مختلفة يجب على المؤسسات الدولية النظر إليهم بالإفراج الفوري عنهم ووضع حد لانتهاكات الاحتلال.

وأكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية على أن فرحة شعبنا لن ولم تكتمل بدون انجاز قضية الأسرى ونصرة قضيتهم بالإفراج الكامل عنهم.

من ناحيته، وجه الباحث في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة التحية إلى الأسرى القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتهم عمداء الأسرى، كما وجه التحية إلى كافة أسرى شعبنا في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي. ودعا القيادة الفلسطينية والفصائل إلى التمسك بقضية الأسرى في صفقة تبادل تجرى مع "إسرائيل"، موضحاً أن قضية الأسرى شائكة مشيراً إلى أن مئات الأطفال والنساء تعرضوا  للاعتقال، حيث يقبع أكثر من 6000 فلسطيني في سجون الاحتلال منهم 245 طفل وعشرات النساء و12 نائباً في المجلس التشريعي.

وفند ادعاءات اعتقال الاحتلال الإسرائيلي للمئات من الأسرى تحت دواعي أمنية وأنهم ليس لهم حقوق وتقوم بممارسة التعذيب النفسي والجسدي بحقهم، مشيراً أن تلك الاعتقالات تعود إلى ثقافة للاحتلال، فهناك المئات من الأسرى يعاني من أمراض مزمنة، وهناك العديد من الأسرى يتعرضون للإهمال الطبي وتجرى تجارب عليهم من قبل إدارة السجون الإسرائيلية.

وأدان فروانة عدم تحرك منظمة الصليب الأحمر الدولية اتجاه القرارات العنصرية التي تفرضها "إسرائيل" بحق الأسرى الفلسطينيين مثل منع ذويهم من الزيارة ومنع إدخال الكنتينة والتفريق بين الأسرى حسب أماكن سكناهم.

وأشار إلى أن "إسرائيل" تتنصل من كافة الاتفاقيات المتعلقة بقضية الأسرى، مشيراً إلى نجاح المفاوضات في الإفراج عن بعض الأسرى بالرغم عدم شمول قوائم الأسرى من ذوي المحكوميات العالية، داعياً فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة آسري الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" إلى التمسك بمطالبها بالإفراج عن الأسرى ذوي المحكوميات العالية.

وأشار إلى أن الانقسام أثر سلباً على قضية الأسرى في التضامن معهم، داعياً الى التوحد خلف قضية الأسرى، كما ودعا وسائل الإعلام الفلسطينية الى التسليط على قضية الأسرى بشكل واسع، وإلى تدويل قضية الأسرى من خلال المؤسسات العاملة في الأراضي الفلسطينية والشتات.

 

من جهة أخرى، أشار عماد الإفرنجي إلى دور وسائل الإعلام الفلسطينية  في تسليط الأضواء على قضية الأسرى نتيجة اجتهادات مهنية وعدالة قضية الأسرى، مشيراً الى أن "إسرائيل" نجحت في إبراز قضية الجندي شاليط الذي اختطف من أرض المعركة في حين فشل الإعلام الفلسطيني في إيصال قضية الأسرى إلى المحافل الدولية منوهاً ان التغطية الإعلامية العربية والفلسطينية منها لم تتجاوز 3% وهذه نسبة خطيرة تقتضي الاهتمام بقضيتهم بشكل أكبر..

ودعا الإفرنجي إلى إبعاد الخلافات والتجاذبات الفصائلية عن قضية الأسرى، مطالباً بايلاء قضيتهم وخاصة الأسرى ذوي المحكوميات العالية من الأسرى الفلسطينيين والعرب.

وشدد على عدد من المحاور الهامة للاهتمام بصورة أكبر بقضية الأسرى مثل دعم قضية الأسرى بتوفر الإرادة السياسية لها ووضع خطة إستراتيجية للدفاع عن الأسرى والتعامل مع قضيتهم كقضية وطنية بوضع موازنة لهم وتنظيم فعاليات خاصة بهم وعدم اقتصارها بيوم الأسير والاعتصام الأسبوعي، وإرسال وفود من أهالي الأسرى إلى المؤتمرات في المحافل الدولية والعمل على إنشاء أفلام ومسلسلات  لتسليط الضوء على قضيتهم ومعاناتهم .

وفي ذات السياق أكد الكاتب يحيى رباح بأن قضية الأسرى معقدة في كل زمان ومكان، داعياً إلى التعامل مع قضية الأسرى بشكل أكبر مثل قضية القدس واللاجئين، فلا حل نهائي بدون حل قضية الأسرى في سجون الاحتلال بالإفراج الكامل عنهم.

وقال رباح: إن إسرائيل تريد إخراج الأسرى الفلسطينيين من المعركة والميدان وجعل قضيتهم عبئاً على شعبه، فالحركة الأسيرة استطاعت هزيمة الاحتلال بجعل قضية الأسرى حاضرة في المجتمع الفلسطيني وفي كافة ميادين النضال الوطني وخير دليل على ذلك وصول العديد من ألأسرى إلى مواقع قيادية في مراكز صنع القرار الفلسطيني وفي فصائلهم.

وأشار رباح إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين يعتبر الأكثر عالمياً بالنسبة لعدد السكان، فمئات الألوف من أبناء شعبنا في الضفة الفلسطينية وغزة تعرضوا للاعتقال فلا تكاد عائلة لم يعتقل أحد من أفرادها في السجون الإسرائيلية.

وكانت الندوة افتتحت بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت اجلالا واكبارا لأرواح الشهداء،كما رحبت عريفة الحفل سماح أبو إصبيهان بالحضور والضيوف الذي لبوا نداء الأسرى وتضحياتهم، مشيرةً إلى دور الإعلام بالارتقاء بقضية الأسرى وتسليط الضوء عليهم.