في ذكراها الثالثة
فروانة: الاحتلال اعتقل (5200) طفل خلال "انتفاضة القدس"
غزة-9-10-2018- قال الأسير المحرر والباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، مدير موقع: فلسطين خلف القضبان، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وظفت كافة طاقاتها وامكانياتها واستخدمت كافة أشكال القمع والاعتقال التعسفي ووسائل التعذيب والقتل لمواجهة "انتفاضة القدس"، في محاولة منها لردع الفلسطينيين وكبح إرادتهم وبث الرعب والخوف في نفوسهم بهدف دفعهم لعدم المشاركة في فعالياتها، وضمان عدم ديمومتها وتطور آدائها وفعلها.
وتابع: ولعل من أخطر ما شهدته "انتفاضة القدس" تصاعد الهجمة الاسرائيلية بحق الطفولة الفلسطينية، وارتفاع أعداد المعتقلين من الأطفال، ذكورا واناثا، بالإضافة الى اتساع الانتهاكات والجرائم بحقهم، وإقرار مجموعة من القوانين والقرارات التي تهدف الى توسيع اعتقال الأطفال وتغليظ العقوبة والأحكام الجائرة بحقهم وتشديد الاجراءات التعسفية ضدهم، مما فاقم من معاناتهم ومعاناة ذويهم.
وكشف فروانة الى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت نحو (5200) طفل فلسطيني منذ اندلاع "انتفاضة القدس" في الأول من تشرين أول/أكتوبر2015، وهؤلاء يشكلون ما نسبته (24%) من اجمالي الاعتقالات خلال الفترة المستعرضة (انتفاضة القدس). وهذا يشكل انتهاكا فاضحا لكافة المواثيق والأعراف الدولية، التي جعلت من اعتقال الأطفال ملاذا أخيرا، وجعلت من لجوء القاضي إلى الحكم بسجن طفل ما، وإن كان ولا بد منه كاستثناء، فليكن لأقصر فترة زمنية ممكنة، فيما سلطات الاحتلال عمدت الى أن يكون اعتقالهم هو القاعدة والملاذ الأول ولأطول فترة ممكنة، وتكاد تكون كافة الأحكام الصادرة بحقهم مقرونة بفرض غرامات مالية.
وأوضح فروانة بان كافة المعطيات الاحصائية تؤكد أن اعداد المعتقلين من الأطفال بمختلف المراحل العمرية قد ارتفع بشكل مضطرد وبوتيرة متصاعدة منذ العام 2011، وارتفع أكثر منذ اندلاع "انتفاضة القدس"، وان شهادات الأطفال المعتقلين، تكشف حجم الانتهاكات والجرائم المقترفة بحقهم، فيما كافة الوقائع تؤكد على أن الاستهداف الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين يندرج في إطار سياسة ممنهجة ورسمية.
واشار فروانة الى ان واحدة من الفتيات اللواتي اعتقلن خلال "انتفاضة القدس" استشهدت بعد اعتقالها بشهرين وهي الفتاة "فاطمة طقاطقة" (15 عاما) من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، والتي اعتقلت وهي مصابة ودخلت في غيبوبة، ورغم خطورة وضعها الصحي إلا أن سلطات الاحتلال أبقتها رهن الاعتقال ورفضت الإفراج عنها، ولم تقدم لها الرعاية الصحية اللازمة مما أودى بحياتها واستشهدت بتاريخ 20 آيار/مايو 2017.
ورأى فروانة أن الاحتلال بات يهابهم ويخشى مستقبلهم، لذا وظف كل أجهزته الأمنية وأدواته القمعية لردعهم وبث الرعب ليس في نفوسهم فقط، وانما لدى أسرهم وعائلاتهم أيضا. بهدف تشويه واقعهم وتدمير مستقبلهم والتأثير على توجهاتهم المستقبلية بصورة سلبية.
وحذر فروانة من خطورة الاستهداف الإسرائيلي المتصاعد للأطفال الفلسطينيين، وتأثيرات الانتهاكات والجرائم المروعة التي تقترف بحقهم، وتداعيات الاعتقال والسجن على واقعهم ومستقبلهم.
ودعا فروانة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) وكافة المؤسسات الدولية التي تُعنى بالطفل وحقوق الإنسان، الى التدخل العاجل لحماية الطفولة الفلسطينية من الاستهداف الإسرائيلي المتصاعد، والتحرك الجاد لوقف الاعتقالات التعسفية في صفوف الأطفال، والعمل على اطلاق سراح قرابة (300) طفل ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال.