منفذ عملية " عيون الحرامية " ثائر حماد " يوجه رسالة اليوم لوالدة أحد الجنود الذين قتلوا في العملية ، رداً على رسالة وجهتها أم الجندي القتيل " ديفيد " ( مرفق أدناه رسالة ثائر ) كما نشرت اليوم 13-10-2009 على صفحات صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية .

وبهذه المناسبة يعيد فروانة نشر مقاله الخاص بالأسير " ثائر حماد "

 

في الذكرى السابعة لعمليته   

تحية للأسير ثائر قناص " وادي الحرامية "

 

 

*بقلم / عبد الناصر عوني فروانة

9-3-2009

ليس بالضرورة أن تكون فتحاوياً كي تحترم هذا الثائر ، فيكفيك فخراً بأن فلسطين أنجبته ، ليثأر لكل فلسطيني عانى من الإحتلال وبطشه .

وليس بالضرورة أن تكون فلسطينياً ، لكي تتعرف على هذا المقاوم الذي لقن جيش الإحتلال درساً لن ينسوه أبد الدهر في القنص والمقاومة ، وفي العمل الفدائي النوعي .

والثالث من آذار مرّ كيوم عادي في حياة الشعوب عامة ،  لكنه بتقديري ليس عادياً لنا ولمن لا زال يناضل ضد الإحتلال والظلم والإضهاد في بقاع الأرض عامة ، وبالتالي كان من المفترض الوقوف أمامه .. للتعرف على من جعل من هذا التاريخ يوماً مميزاً ، لتكريمه ، بل من الواجب تكريمه كمناضل  عربي فلسطيني وقناص متميز ، حيث استطاع بمفرده اطلاق  ( 26 رصاصة فقط ) من بندقيته الخاصة ، ليقتل بها 11 جندياً ويصيب ثمانية آخرين من جنود الإحتلال الإسرئيلي ، انه الأسير ثائر حماد ، أمير كتائب شهداء الأقصى وقناص " وادي الحرامية "  .

" ثائر " قناص من نوع فريد قد يكون الأول في العالم

عملية قنص نوعية أطلق خلالها ( 26 طلقة ) أدت الى قتل واصابة 19 جندي ومستوطن اسرائيلي ، وبطلها الأسير القناص " ثائر كايد قدورة حماد " ( 29 عاماً ) ومن مواليد 25-7-1980 ، أعزب ويسكن بلدة سلواد قضاء رام الله ، وأحد مقاتلي كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة " فتح " ، الذي استطاع بمفرده وببندقية واحدة قديمة الصنع من زمن الحرب العالمية الثانية ، أمريكية الأصل ، من ماركة " أم 1 " ، وبهدوء المقاتل الواثق بحتمية الإنتصار ، ونفذ عملية قنص هي الأزخم من نوعها منذ سنوات واعتبرتها حكومة الإحتلال أخطر عملية نوعية تنفذها المقاومة أثناء انتفاضة الاقصى ، ولربما هي الأولى منذ عقود .

وأجزم بأنه اذا أجريت مسابقة عالمية باستخدام بنادق قديمة مشابهة فقد يحصل " ثائر " على المرتبة الأولى حيث أصاب ( 19 ) من 26 طلقة منهم 11 اصيبوا في أماكن قاتلة أدت لوفاتهم ، ولو لم تنفجر البنقية بين يديه لواصل قنصه .

" ثائر " شاب فلسطيني أراد الإنتقام من الإحتلال وممارساته وجرائمه  بحق شعبه الفلسطيني ، فاختط الثورة طريقاً و" فتح" أداة والبندقية وسيلة ، وجرأته وحنكته العسكرية وهدوئه سبباً لنجاحه ، وايمانه بالله ورضاه حماية لخطواته وتتويجاً لإنتصاره .

فاستيقظ صباح يوم الاحد الثالث من آذار / مارس 2002 ، وتوضأ وأدى صلاة الفجر وتناول نسخة المصحف في جيبه ، وارتدى بزة عسكرية لم يسبق وشوهد يرتديها وتمنطق بأمشاط الرصاص وامتشق بندقيته وتفقد عتاده المكون من ( 70 ) رصاصة خاصة بهذا الطراز القديم من البنادق.

وامتطى الفارس " ثائر" صهوة جواده وانطلق به الى جبل الباطن الى الغرب من بلدة سلواد ، وتحصن بين الصخور وأشجار الزيتون وصوب بندقيته صوب الحاجز العسكري بجنوده ومكوناته التي تشوه المكان ، فيما يُسمى حاجز " وادي الحرامية " واخذ يراقب ويستعد بانتظار ساعة الصفر .

وفي السادسة إلا ربع صباحاً ضغط بأصبعه على زناد بندقيته وأطلق الرصاصة الأولى ، واستمر في اطلاق الرصاص القناص وهو يصيب الواحد تلو الآخر من جنود الإحتلال ، ومن ثم ترجل عدد من المستوطنين ، فنالهم ما نال الجنود من رصاص ، ودورية أخرى وصلت للمكان للتبديل ، فأصابها ما أصاب من كان قبلها في المكان ، وفجأة انفجرت بندقيته العزيزة بين يديه وتناثرت اشلاء فأجبر على انهاء المعركة ، بعد أن اطلق ( 26 ) رصاصة فقط ، استقرت جميعها في أجساد جنود الإحتلال ومستوطنيه وأسفرت عن مقتل 11 جنديا ومستوطنا واصابة ثمانية آخرين ، حتى ساد الصمت منطقة الحاجز بأكملها وفي الساعة السابعة والنصف قرر الإنسحاب عائداً الى بيته وكأن شيئاً لم يحدث .

وفي أعقاب العملية فرضت قوات الاحتلال طوقاً حول بلدة سلواد ونفذت حملة تمشيط بحثاً عن المنفذين المحتملين وأعتقل ثائر وأفرج عنه بعد 3 ايام ، ربما لم يدر في خلد المحققين ان هذا الفتى ابن الثانية والعشرين هو منفذ العملية ، حيث كانت كل التوقعات تشير الى رجل عجوز ، وبعد 31 شهر داهمت قوات الإحتلال منزلته واعتقلته فجر يوم 2-10-2004 ، ليبدأ مشواراً جديداً خلف القضبان ، متنقلاً ما بين السجون مع إخوانه ورفاقه الأبطال الذين افتخروا به وتغنوا باسمه قبل أن يعرفوه ، ورحبوا به وأعربوا له عن سعادتهم بوجوده بينهم وبما قام به من عمل نوعي غير مسبوق في عمليات القنص والمقاومة .

ومن ثم بدأت رحلته مع المحكمة العسكرية في عوفر جنوب غرب رام الله والتي عقدت للنظر في القضية ولائحة الإتهام ضده أكثر من ثلاثين جلسة ، انتهت في 29 أكتوبر عام 2006 الى اصدار حكم بالسجن المؤبد 11 مرة ، وهو يقبع الآن في سجن " ريمون"  المجاور لسجن نفحة في صحراء النقب  .

ومر على اعتقاله أربع سنوات ونصف ، وآمل أن لاتطول فترة اعتقاله ، وأن يطلق سراحه قريباً ضمن صفقة تبادل الأسرى مع " شاليط " فثائر وأمثاله من رموز المقاومة يستحقون بذل المزيد من الجهد والتضحية من أجل ضمان الإفراج عنهم وعودتهم لشعبهم الذي أحبهم وشمخ بهم .

سجل فتح حافل بالعمليات البطولية

وما بين " فتح " الرائدة ، وقدس العروبة ، وفلسطين الأم ، ترابط وثيق ، وثورة عريقة ، ومواقف اسطورية ، ومآثر بطولية ، وحكايات طويلة ، ترددها الألسن وتحفظها القلوب والعقول ، وتحتل مساحة كبيرة هي الأوسع في الذاكرة الفلسطينية المعاصرة ، تغنى بها الأجداد والآباء ، وسيرددها الأحفاد ، لطالما بقىّ الشعب الفلسطيني حياً ، وهو حي لايموت ...

عمليات " فتح " البطولية النوعية هي كثيرة وكثيرة جداً ، وأجزم بأنها لم تُحصَ من قبل ، وتحتاج الى جهد وفير لإحصائها وتوثيقها ، بدءً من " عيلبون " ، ومروراً بعملية الساحل التي قادتها الشهيدة دلال المغربي عام 1978 والتي تصادف ذكراها بعد ايام ، و" تفجير فتدق سافوي " في نيسان 1975 ،  و" 21 ساعة في ميونخ " واحتجاز الرياضيين الإسرائيليين لمبادلتهم بأسرى ، و" ديمونا " خلال الإنتفاضة الأولى ، والعمليات الإستشهادية خلال انتفاضة الأقصى الحالية ، وليس انتهاءً بعملية القنص في " وادي الحرامية " عام 2002.

ولو سلطنا الضوء على نشاط فتح الفدائي فقط خلال ثماني سنوات مضت ، سنجد وفقاً لدراسة توثيقية أعدها الباحث الفلسطيني مهدي جرادات بعنوان " هوية الشهداء الوطنية والعمليات الإستشهادية خلال انتفاضة الأقصى ( 28-9-2000 ولغاية 20-11-2008 ) ، بأن اجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين خلال الفترة المستعرضة قد بلغ ( 6598 شهيداً ) بينهم ( 1437 شهيداً ) ينتمون لحركة فتح وهي النسبة الأكبر فيما بين الفصائل الوطنية والإسلامية ، فيما قدمت حركة فتح أيضاً ( 35 شهيداً ) و( 7 شهيدات ) خلال تنفيذها لعمليات إستشهادية فقط خلال نفس الفترة ، وتتفوق على كافة الفصائل في عدد الشهيدات الإستشهاديات ، وفقاً لنفس الدراسة " .  

وتشكل تلك العمليات الفدائية بمجموعها منذ الإنطلاقة ومروراً بالإنتفاضتين ولغاية اليوم ، جزء كبير ومهم من تاريخ عريق للثورة الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقتها ، وأي محاولة لمسح أو تجاهل أو انكار هذا الجزء ، أو القفز عنه ، انما يشكل مساساً بالتاريخ الفلسطيني عامة ، وأي محاولة لازالته يعني ازالة لجزء كبير من ماضي عريق ، سُطر ولن  يتكرر لاحقاً في تاريخ حركة التحرر الفلسطيني .

 فحركة فتح هي مكون أساسي وهام جداً من مكونات الشعب الفلسطيني وتعتبر قلب الثورة الفلسطينية النابض ، وبتقديري الشخصي بدون " فتح " لا قضية أو انتصار للشعب الفلسطيني.

وأنا هنا لست بصدد سرد ذاك التاريخ من العمليات الفدائية الرائعة ، أو مدحاً و اطراءً لحركة فتح التي كثيراً ما انتقدناها وانتقدنا قياداتها ، بقدر ماهو تكريم للأسير " ثائر " قناص عملية " وادي الحرامية "  قبل سبع سنوات ، ابن حركة " فتح " ولايمكن الحديث عن الإبن دون التطرق للأم .

ولأننا نحب الرجال اينما كانوا وبغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية ، ونفخر ببطولاتهم ، باعتبارها بطولات لنا ولشعبنا ،  كان لابد وأن نستحضر عملية " وادي الحرامية " في ذكراها السابعة ، لما شكلته من ضربة قاسية أذهلت قوات الإحتلال والمؤسسة العسكرية بمجملها ، وأدت الى مقتل ( 11 ) جندي اسرائيلي واصابة ثمانية آخرين .

" ثائر " أسير شامخ بماضيه وحاضره ، وعلامة بارزة في التاريخ الفلسطيني المقاوم ، ويستحق ، بل ومن الواجب وضع اسمه على رأس قائمة الأسرى الذين تطالب بهم الفصائل آسرة " شاليط " ، والتمسك باطلاق سراحه هو وأمثاله من رموز المقاومة في اطار صفقة تبادل الأسرى .

أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى

مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية

0599361110

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

 

 

في رسالة من منفذ عملية "عيون الحرامية" لوالدة احد الجنود الذين قتلوا في الهجوم

الأسير ثائر حماد: ارفعو ايديكم عن ارضنا وشعبنا وهوائنا والا فان القتال واجب علينا

 

13-10-2009

المصدر / صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية

ردا على رسالة ام الجندي القتيل "ديفيد" الذي قتل في عيون الحرامية، أرسل الاسير ثائر حماد منفذ عملية عيون الحرامية برسالة خاصة لوكالة معا يرد فيها على رسالة والدة احد قتلى العملية (الجندي ديفيد)...
وكانت العملية وقعت ضد حاجز عسكري اسرائيلي شمال مدينة رام الله ونفذها ثائر وحده في عام 2002 واعتبرها المراقبون من اشهر عمليات المقاومة الفلسطينية خلال انتفاضة الاقصى حيث تمكن ثائر ببندقية قديمة من قتل 11 جنديا ومستوطنا وجرح 9 آخرين بـ 26 رصاصة اطلقت على ذلك الحاجز.
"
وكانت المفاجأة في تلك العملية ان منفذها لم يستشهد ولم يلق القبض عليه ما فتح الباب على مصراعيه لرسم القصص والحكايا سواء من قبل الفلسطينيين او الاحتلال الاسرائيلي، ففيما قدرت المصادر الفلسطينية والاسرائيلية ان منفذ تلك العملية طاعن في السن وربما شارك في الحرب العالمية الثانية كونه يمتلك تلك البندقية القديمة والدقة في التصويب اشارت مصادر امنية اسرائيلية الى ان منفذ تلك العملية ربما قناص من الشيشان استطاع الوصول الى الاراضي الفلسطينية لمحاربة الاحتلال الاسرائيلي وغير ذلك من التقديرات والتكهنات".
وفي عام 2004 اعلنت اسرائيل عن اعتقال منفذ عملية واد الحرامية الشاب ثائر حماد (26 عاما) من منزله في بلدة سلواد شمال شرق رام الله، وزج به في سجون الاحتلال وحكم عليه بالسجن المؤبد 11 مرة.
ويقول ثائر في رسالته: اخيرا وصلتني فحوى رسالة "روبي دملين" والدة الجندي ديفيد وهو احد جنود جيش الاحتلال وديفيد هو من احد الجنود العشرة الذين قتلوا في العملية التي حكمت على تنفيذها بأحد عشر مؤبدا بعد منع مصلحة السجون ايصال الرسالة التي ارسلتها روبي الى عائلتي مطالبة بالرد عليها.. فحسب قولها رأيي يهمها لانه يؤثر في شعبي الذي لا يزال يتغنى بالعملية، لا استطيع مخاطبة والدة الجندي مباشرة ليس لعدم امكانية تمرير الرسالة من داخل المعتقل بل لان يدي ترفض الكتابة لنهج لا يعبر في جوهره الا عن سياسة الاحتلال الذي يرفض التسليم بحقوق شعبنا. والحاجز الذي تخطته (والدة الجندي الاسرائيلي القتيل) في الكتابة لي حسب تعبيرها لن استطيع بدوري اجتيازه لان الانسان قضية وموقف يعبر من خلاله عن هذه القضية وبالتالي لا يمكن لي مخاطبة من يصر على مساواة المجرم بالضحية ومساواة الاحتلال بالشعب الواقع تحت سياطه.
وحصرا الخص كلماتي للرد على اهم ما ورد في الرسالة..
تقول والدة القتيل ديفيد:انه لم يرغب في الخدمة في الجيش الاسرائيلي لانه يؤمن بالتعايش والسلام.
لم تبرر روبي ما الذي دفع الجندي ديفيد للخدمة العسكرية لاحقا.
ويبدو ان حالة روبي تعكس حالة التفكك في المجتمع الاسرائيلي فهي لم تعرف حقيقة ابنها الذي لم يساهم في اذاقة شعبنا الويلات وحسب بل نصب نفسه في مقدمة القتلة.
وتقول روبي: ان الجنود الذين يخدمون في الجيش الاسرائيلي لا يدركون حجم المعاناة التي يسببونها للشعب الفلسطيني.
ورغم ان ابنها تجاوز الـ28 عاما ويدرس الفلسفة في احدى الجامعات الاسرائيلية تدعي روبي ان ابنها وامثاله لا يدركون حجم المعاناة التي يسببونها لشعب متناسية ان معاناة هذا الشعب واشلاء شهداء هذا الشعب لم تترك بقعة على الارض لم تصلها..
وتدعي انني في السجن ومن الممكن ان ارى في يوم ما العودة الى عائلتي واما ابنها فمات ولا يمكنه العودة.
وتعتقد انني امثل قضية فردية لا قضية شعب تقدم على مذبح حريته فيبدو انها تتحاشى معرفة عدد الشهداء الذين قضوا من ابناء شعبي وهي لا تعلم ان الاف الاسر من شعبي عاشوا ويلات فقد الابن والاب والام والاخ والاخت..
وتشير الرسالة الى ان حل الصراع لا يمكن دون الحوار والمصالحة وان القتل لا يمكن ان ينتج سوى القتل والمعاناة.
وكأن روبي تعيش على كوكب آخر متناسية ان الشهيد ابو عمار دعا للسلام قبل 35 عاما وقتل اخيرا بأيدي قادتهم المنتخبين من قبلهم.
وان القيادة الفلسطينية رضخت لموازين القوى المجافية وشروط المجتمع الدولي المنحازة على حساب حقوقنا التاريخية ورغم ذلك لن تجد اذانا صاغية للحكومات الاسرائيلية من اقصى اليمين الى اخر ما يسمى باليسار بل تشير المعطيات ان مراحل مد الثورة شهدت تراجعا في استيطانكم اكثر من حالات الجزر ووصولا للتفاوض.
وان اتفاقات السلام الموقعة منذ عشرين عاما ولم تجد اي التزام منكم رغم التزام القيادة الفلسطينية به وبما تبعه من اتفاقيات.
واذكّر ام الجندي ان مدرسة التاريخ اثبتت ان الشعب الذي لا يقاوم الاحتلال بكل الوسائل وخاصة المسلحة منها لا يمكن ان ينتزع حقوقا ولكم عبرة في حلفائكم الاميركيين الذين لم يجروا ذيول هزيمتهم من فيتنام وان جيشكم لم ينسحب من لبنان الا بالمقاومة والبطولات فتعلموا من تجارب التاريخ وارفعوا ايديكم عن ارضنا وشعبنا وهوائنا والا فان قتل القتلة واجب علينا التمسك به.
تقول والدة الجندي علينا التخلي عن احلامنا لاجل السلام.
هذا تعبير وقح يساوي بين الاحتلال المجرم الذي طرد شعبنا من اراضيه عام 48 وبين شعبنا المشرد في اصقاع الارض، مقارنة تساوي بين القاتل والحصار وعلى سرقة ارتكبها وشعب متهم انه فلسطيني ولد على هذه الارض، مقارنة بين صاحب الارض والممتلكات الذي طرد الى لبنان سوريا والاردن وبقية المنافي، وبين الاثيوبي والصومالي والروسي والاميركي والاوروبي الذي تخلى عن وطنه بحثا عن المكاسب المادية ويقيم على انقاض شعب آخر.
وتقول روبي انها انضمت لحلقة الاباء الفلسطينيين والاسرائيليين لاجل السلام بعد وفاة ابنها وهو تجمع للاهالي الذين فقدوا أبناءهم على مسرح الصراع مصرة على تشبيه شهدائنا مع قتلاهم مقارنة بين اصحاب الحق المدافعين عن حقوقهم وبين المحتلين، وتطالبنا والدة الجندي بالتخلي عن احلامنا وهي حقوقنا التاريخية المجبولة بالدماء ودماء الاجيال المتعاقبة وتضعها في ذات السلة مع احلامهم القائمة على الاحتلال والاستغلال والعنصرية والدم.
تقول روبي: نأمل في ظل السلام....
كما رفضت مخاطبة ام الجندي مباشرة لا يمكنني ان آمل اللقاء بها في منزل شرد منه واهله تحت النيران والقذائف الى المنافي في النبطية وصبرا وعين الحلوة وباقي المخيمات لا يمكنني اللقاء بمغتصب ارضنا على ذات الارض المغتصبة.
ان السلام يعني اعادة الحقوق لاصحابها دون ان يتعاطى والاعتذار والتعويض من الالام والمعاناة التي سببها الاحتلال، ولا يمكن للسلام ان يتحقق بالقفز عن هذه الحقوق وشطب تاريخ معمد بالدم والتضحيات.
تقول روبي: انا اعرف ان ثائر نفذ العملية كجزء من النضال والحرية والعدالة واقامة الدولة المستقلة
نعم لهذا نفذت العملية وليس حبا للقتل، علما ان للقتل والعنف ضرورة فرضها الاحتلال بممارساته ولن احيد عن هذه الطريق ما دام الاحتلال واقعاً، وبما انك تثقين ان كلماتي ستلقى الصدى لدى شعبي، اقول لهم وللعالم اجمع ان لا تراجع عن حقوقنا ولا انحراف عن طريقنا وان طاولة المفاوضات تتويج للعنف الثوري والمقاومة المسلحة وليس بديلا عنها، فالاحتلال لا يمكنه التسليم بحقوقنا دون ان يدفع ثمن احتلاله باهظا ما يجبره على التسليم بهذه الحقوق، وان كل اشكال الاحتلال والاضطهاد الى زوال وسيعم فجر الحرية والعدالة الاجتماعية والقيم الانسانية