الوحدة شرط الانتصار
في فلسطين اليوم كما في الجزائر أمس
عبد الناصر فروانة
غزة- فلسطين
الجزائر.. بلد الثورة والثوار، بلد المليون ونصف المليون شهيد، ستبقى حاضرة في أذهاننا، راسخة في عقولنا وقلوبنا، فهي جميلة تعشق شعبنا الفلسطيني وتدعم نضاله،
خلال زيارتي لها قبل بضعة أسابيع للمشاركة في الملتقى الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال وجه لي أكثر من مرة ، ومن أكثر من شخص سؤال أوجعني وآلمني جداً ، ً، لا سيما بعد أن أُعرِّف نفسي كفلسطيني ، ليُطرح السؤال ( فلسطيني .. من أين ؟ من غزة أو رام الله؟! ) بل ووجه ذات السؤال في أوقات مختلفة لأشخاص آخرين .. وكلما تذكرته ازددت ألماً ووجعاً .
الجزائريون لم يقصدوا تقسيمنا، لكن هذا السؤال يعكس مدى اهتمامهم بقضيتنا وتأثرهم بما يُقال عبر وسائل الإعلام فيما يخص شأننا الداخلي والانقسام,
لقد كان من أجمل ما ميز مؤتمر الجزائر أننا توحدنا فتجلى الفلسطينيون في الجزائر بوحدةٍ عز نظيرها، فكان صوتهم واحدا، وكلماتهم موحدة، وآثروا الحديث عن المعتقلين الأبطال، أبناء الشعب الفلسطيني الأصيل، الذين ضحوا بأجمل أيام عمرهم من أجل فلسطين ووحدة فلسطين,
كانت الجزائر حاضرة بتجربتها الرائدة ووحدة صفوف شعبها خلال ثورتها وفي بناء دولتها بعد استقلالها، ولولا وحدتها تلك لما حققت الثورة الجزائرية انتصارها,
وعلينا أن نثبت للعالم أجمع قولاً وفعلاً أننا شعب واحد يناضل من أجل قضية واحدة ويحلم بوطن واحد .
ورسالة الحركة الأسيرة بمختلف أطيافها السياسية والحزبية كانت ولا زالت وستبقى ذات مضمون واحد هو الوحدة الوطنية أولاً وثانياً وثالثاً .
فلا شك أن " الإنقسام " شكَّل الخطر الأكبر على الأسرى وقضيتهم ، وأنهم أكثر فئات الشعب الفلسطيني تضرراً من استمراره ، وأن ثلاث سنوات ونيف من " الانقسام " لربما كانت الأخطر والأسوأ على الأسرى منذ عقود ،.
وبتقديري فان أبرز ما ميز الحركة الأسيرة خلال العقود التي سبقت الانقسام كانت وحدتهم ووحدة من يقف خلفهم ، فكانوا نداً لإدارة السجون والسجانين ، واستطاعوا انتزاع بعض حقوقهم عبر نضالاتهم وتضحياتهم ، فيما اليوم وحدتهم ممزقَّة و أوضاعهم أكثر سوءاً وخطورة ، ولم ولن يتمكنوا من الرد على ذلك بسبب استمرار " الانقسام " وغياب الوحدة .
وبهذه المناسبة نناشد كافة القوى الوطنية والإسلامية للتحلي بالمسؤولية وصدق النوايا وروح الإخوة وبسماحة تعاليم الإسلام ، والعمل الجدي لإنهاء حالة " الانقسام " ، وعودة الوحدة لشطري الوطن وللنسيج الاجتماعي الفلسطيني ، وفاءً لدماء الشهداء ومعاناة الأسرى وتضحياتهم وللأهداف التي ناضلوا واعتقلوا واستشهدوا من أجلها.
فالأسرى ضحوا وأفنوا زهرات شبابهم في سجون الاحتلال لأجل وطن واحد ، لا من أجل وطن ممزق يتشاجر فيه الإخوة ويتقاتل فيه المقاتلون ، وبالوحدة الوطنية أولاً ، وثانياً وثالثاً يمكن أن ننتصر وينتصر الأسرى.
- نشر هذا المقال اليوم الأحد 9 يناير في العدد الثاني للملحق الخاص بالأسرى والقدس والذي يوزع مع صحيفة الشعب الجزائرية .