فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org
|
في الذكرى الـ18 لإستشهاد الأسير المقدسي مصطفى العكاوي
فروانة يدعو إلى إعادة الاعتبار لثقافة الصمود في أقبية التحقيق
غزة 9-2-2010 - دعا الأسير السابق الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، كافة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية إلى إعادة النظر في ثقافتها وبرامجها التعبوية وآليات صقلها لعناصرها ، بما يؤسس لمنظومة متكاملة تجمع ما بين ثقافة النضال والاستشهاد والاعتقال في آن واحد ، مع التركيز على أهمية الصمود في أقبية التحقيق في حال الاعتقال ، لما لذلك من ضرورة وطنية ملحة تكفل الحفاظ على المعلومات التي يمتلكها المناضل وعدم البوح بأسرار المقاومة وفصائلها ورموزها .
وانتقد فروانة تراجع الاهتمام الفلسطيني في السنوات الأخيرة بثقافة الصمود وخطورة الاعتراف في أقبية التحقيق في حال الاعتقال ، مما أدى إلى انهيار العديد من المناضلين خلال التحقيق معهم بعد اعتقالهم ، وتقديمهم معلومات مجانية لرجال المخابرات والكشف عن جوانب العمل السري ، قادت الى اعتقال مجموعات وقيادات وأحياناً الى تدمير البنية التحتية للتنظيمات في مناطق متعددة .
وأكد فروانة بأن التعذيب الجسدي والنفسي في سجون الاحتلال قاسي ومميت ، ويترجم بأكثر من سبعين شكلاً ، ومع ذلك فان الصمود ممكن والانتصار وارد جداً ، وأن هناك المئات ولربما الآلاف من التجارب الفردية الرائعة والجماعية المشرقة والمفخرة والعكاوي كان نموذجاً رائعاً .
وناشد فروانة الفصائل الفلسطينية بتوثيق تجاربها الفردية والجماعية وتعميمها بما يمكن الجميع من الاستفادة منها وأن لا تبقى حكراً لها ، ومتابعة ما يُستحدث من أساليب جديدة ، بما يضمن إعادة الاعتبار لثقافة الصمود في أقبية التحقيق على قاعدة أن " الاعتراف خيانة " ومحاسبة كل من يعترف ويخون ، وكضرورة ملحة لوضع حد لاعترافات الأسرى وانهيار بعضهم وتقديمهم معلومات مجانية للاحتلال ، قادت إلى اعتقال رموز وأفراد ومجموعات كبيرة من المناضلين ، وكلفت بعضهم السجن المؤبد أو لعشرات السنين .
العكاوى فضَّل الصمود والإستشهاد على الاعتراف والخيانة
جاء ذلك في بيان صحفي أصدره فروانة في الذكرى الـ18 لاستشهاد رمز الصمود الأسير المقدسي " مصطفى عبد الله العكاوي " ، باعتباره حقق انتصاراً ولا أروع على جلاديه ، وشكل رمزاً من رموز معارك الصمود والإنتصار داخل أقبية التحقيق.
وقال فروانة بأن الشهيد " العكاوي " وخلال تجربته الإعتقالية أثبت بإرادته الفولاذية وقناعاته الراسخة بحتمية الإنتصار بأن المناضل يستطع الصمود وعدم البوح بأسرار المقاومة رغم أساليب التعذيب القاسية التي تنتهجها رجال المخابرات الإسرائيلية ، وأكد بأن أن المناضل إذا ما بنيَّ جيداً وصُقل قبل خوض تجربة التحقيق وتربى على ثقافة الاعتقال والصمود ، وتشرب فلسفة المواجهة وراء القضبان ، فمن المستحيل فك عقدة لسانه وانتزاع الاعترافات والمعلومات منه ، رغم حجم الضغوطات النفسية والجسدية وأساليب التعذيب الوحشية واللاإنسانية التي تستخدمها رجال المخابرات الإسرائيلية ضده ، ويمكن له ان يحقق مجداً وانتصاراً لايقل شأناً عن المجد والإنتصار الذي حققه مع اخوانه في ساحة النضال الأرحب .
يذكر بأن الشهيد الأسير " مصطفى عبد الله العكاوي " ، اعتقل عدة مرات وكان آخرها بتاريخ 22-1-1992 ، وذلك من منزله في ضاحية البريد شمال القدس ، في اطار حملة هي الأشرس والأوسع لأعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وكان عمره آنذاك ( 35 عاماً ) ومتزوج وله ابن واحد اسمه عبد الله .
وتعرض مصطفى لأبشع وسائل التعذيب من أجل انتزاع اعتراف منه او معلومات عن رفاقه ، لكنه صمد ولم يستسلم ، وصان شرف الثورة وشرف تنظيمه ورفاقه ، وشكل نموذجاً رائعاً في الصمود في أقبية التحقيق ، كما كان قائداً صلباً ونموذجاً قبل الإعتقال ، وفضّل ان يضحي بحياته ، صوناً لشرف الثورة والوطن ، وصموده الأسطوري قاده للإستشهاد في زنازين سجن الخليل بتاريخ 4-2-1992 ، عملاً بمقولة الثوري الأممي فوتشيك " اذا كان ولابد من التضحية لأجل الوطن ، فلنضحي بالحياة وليس الشرف " ، .