كنت قد أرسلت رسالة لمعالي د. سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني بتاريخ 9-8-2010 وتأكدت من وصولها لمكتبه ولأحد مستشاريه واليوم أعيد ارسالها مرة ثانية عبر الفيسبوك وعبر وسائل الإعلام وأمل أن أتلقى ردا ايجابيا حولها 

الرسالة تتعلق بقضية الأسرى وليست شخصية 

 مع فائق احترامي

عبد الناصر فروانة

27-2-2011

 

 

فروانة يوجه رسالة إلى د.سلام فياض

طالبه فيها بإدراج قضية الأسرى ضمن المنهاج

 

 

غزة- 9-8-2010- وجه الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، يوم أمس رسالة خاصة إلى معالي د.سلام فياض ، ثمن خلاها دور دولة رئيس الوزراء الفلسطيني وحكومته الموقرة في خدمة الأسرى وقضاياهم العادلة طالبه فيها بضرورة العمل من أجل إدراج قضية الأسرى ضمن المنهاج التعليمي أو ضمن المواد اللا منهجية .

وقال فروانة بأن الرسالة تضمنت عدة مقترحات تصب في ذات الاتجاه ولتحقيق ذات الهدف  بما يساهم في تفعيل قضية الأسرى في المؤسسات التعليمية كخطوة مهمة لإعادة الاعتبار لها على كافة المستويات ، وأدناه النص الحرفي للرسالة .

 

الأخ المناضل معالي / د.سلام فياض  حفظه الله ،،

دولة رئيس الوزراء الفلسطيني

تحية فلسطينية  وبعد ،

 

الموضوع : ادراج قضية الأسرى ضمن المنهاج التعليمي أو ضمن المواد اللامنهجية

 

من منطلق إيماننا بمدى اهتمامكم الشخصي واهتمام حكومتكم الموقرة بقضية الأسرى وحرصكم على مساندتهم والسعي لتحريرهم ، وحجم الدعم الكبير والمساندة اللا محدودة التي تقدمونها للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ولذويهم وللأسرى المحررين.

ومن منطق حرصنا واهتمامنا بقضية الأسرى واهتمام شعبنا بها باعتبارها قضية مركزية وإحدى الثوابت الوطنية التي لا تقل أهمية عن الثوابت المعروفة الأخرى ، فإننا نتقدم لسيادتكم بهذا المقترح المتمثل بعدة نقاط :

- أولاً : إدراج قضية الأسرى بملفاتها المختلفة ضمن المنهاج التعليمي ، لكافة المراحل التعليمية ،  وان تعذر ذلك فليتم إدراجها ضمن الأنشطة اللامنهجية ، على أن نضمن حضورها المستمر فيما بين أوساط الطلبة والطالبات في كافة المراحل ؛ من خلال طابور الصباح اليومي ومروراً بالأنشطة والمنشورات والملصقات والدعايات الداخلية .

- ثانياً :  عقد المؤتمرات أو المحاضرات العامة داخل المدارس بشكل شهري أو فصلي  ، كجزء من النشاط الإلزامي ، وتحديد طبيعة تلك الأنشطة والمواد حسب طبيعة كل مرحلة و بالتنسيق مع وزارة الأسرى والمحررين .

 - ثالثاً : تنظيم مسابقات موسمية ذات الصلة بقضية الأسرى على مستوى الوطن وبمشاركة كافة المؤسسات التعليمية ، بهدف خلق حالة من التفاعل والبحث في الموضوع ، فمثلاً مسابقة لأفضل بحث أو لوحة أو قصة قصيرة أو لأفضل موضوع إنشائي يتعلق بموضوع الأسرى.

- رابعاً : إطلاق أسماء شهداء الحركة الأسيرة على المؤسسات التعليمية ، لما لذلك من معاني ودلالات ، كما الحال بالنسبة لإطلاق أسماء شهداء فلسطين على بعض تلك المؤسسات. 

- خامساً : اعتماد قضية الأسرى كمادة لأفضل بحث تخرج في الجامعات والكليات المتوسطة الحكومية ، مع ضرورة التوجيه للجامعات الأهلية باعتماد ذلك .

- سادساً : ايلاء موضوع الأسرى الأهمية المناسبة في البحث العلمي عبر رسائل الماجستير والدكتوراه ، وفق خطة ممنهجة تعتمد على التكاملية والتراكمية داخل الجامعة الواحدة وفيما بين الجامعات كافة ، وبالتنسيق مع وزارة الأسرى والمحررين ، وبذلك نضمن انجاز عدة دراسات علمية في مواضيع مختلفة تخص الأسرى ويمكن لاحقا ترجمتها ونشرها على المستوى الدولي بلغات مختلفة .

 سابعاً : ضمان زيارات دورية لوزير الأسرى والمحررين وبمرافقة وفد من الوزارة للمؤسسات التعليمية ، وعقد لقاءات في ذات السياق .

 

دوافعنا لتقديم هذا الاقتراح :

 

-  افتقارنا للدراسات العلمية حول قضايا الأسرى وملفاتهم المختلفة من زوايا علمية وقانونية ، مما يضعف موقفنا عند مخاطبة المهتمين بقضيتهم من الأوروبيين والحقوقيين .

- انطلاقاً من متابعتنا لقضايا الأسرى ، نلحظ وبوضوح تراجع حضورها في الشارع الفلسطيني ولم تعد من أولويات المواطن لإعتبارت عدة أهمها " الإنقسام " المؤلم وتداعياته الخطيرة وتأثيراته المريرة ، وتراجع التفاعل اليومي معها ،  مما أدى لتراجع حجم الفعاليات والأنشطة المساندة لهم وحجم المشاركة فيها ، ليس هذا فحسب بل تراجع الاهتمام بها من قبل المواطن العادى ، إذ لم يعد يحفظ أسماء أقدم عشرة أسرى مثلاً .

- من المؤكد أن اعتمادها في المرحل التعليمية وبالأشكال التي طرحناها آنفاً يخلق حالة من الثقافة والوعي لدى الطلبة بقضية الأسرى وتاريخها ومراحلها المختلفة ، وما يمكن أن يتعرضوا له في حال اعتقالهم ، مما يخفف من الآثار النفسية والمعنوية التي من الممكن أن تعقب الاعتقال ، في ظل استهداف الاحتلال لكافة فئات الشعب الفلسطيني دون استثناء .

- الأسرى المحررون والأسيرات هم بحاجة إلى حاضنة اجتماعية ، وهذه الحاضنة لا يمكن توفيرها إلا من خلال نشر الوعي والثقافة المتعلقة بقضية الأسرى .

- رفع درجة الاهتمام الأكاديمي بقضية الأسرى وإدراجها كمادة أساسية في البحوث بالتأكيد سيساعد في توثيق تاريخ الحركة الأسيرة بشكل علمي ومنهجي بعيدا عن العفوية والارتجالية ، خاصة وأن جزء كبير من هذا التاريخ الطويل بصوره المتعددة ، مأسور في ذاكرة الأسرى المحررين ، وجزء آخر مبعثر ومشتت ، وبالتالي نحن لا زلنا بحاجة إلى جيش من الموثقين لذاك التاريخ بكل ما واكبه من سجون وأوضاع وتعذيب وانتهاكات فاضحة وآثار نفسية ومحررين ومعاناتهم وأسيرات ومشاكلهن ..الخ ، وهذا الجيش لن نجده إلا في الجامعات الفلسطينية ولن يكلفنا جهداً أو مالاً ، فيما النتائج ستكون مبهرة ، وبعد أقل من خمس سنوات سنمتلك مكتبة متميزة بهذا الصدد .

 

معالي د. سلام فياض

دولة رئيس الوزراء

 

ان مثل هكذا خطوات من شأنها اعادة الإعتبار لقضية الأسرى ويزيد من معرفة المواطنين بالحركة الأسيرة وتاريخها المشَّرِف والمفخرة ، وما يتعرض له الأسرى من مخاطر ومضايقات وانتهاكات فاضحة لحقوقهم الإنسانية الأساسية وفق ما تنص عليها المواثيق الدولية ومع الوقت يمكن أن تصبح قضية كل بيت فلسطيني وهم كل مواطن فلسطيني وحينها يمكن لدائرة التضامن معهم أن تتسع على الصعيد الوطني ، مما سيؤثر ايجاباً على قضية الأسرى على المستويات الأخرى و سيعزز بالتأكيد من صمودهم ويرفع من معنوياتهم وسيمنحهم قوة إضافية في مواجهة السجان وإدارة مصلحة السجون.

 

أدرك جيداً بأنك تعلم بأن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يمرون في أخطر وأصعب المراحل وربما أقساها ، وهم بأمس الحاجة اليوم لجهود ومساندة الكل الفلسطيني ، وكلى أمل بتجاوبكم مع هذا الإقتراح ، وثقتي عاليا بكم وبمساندتكم المستمرة للأسرى وقضاياهم العادلة

 

وتقبلوا فائق احترامي وتقديري ،،

 

ومعا وسوياً من أجل تحرير الأسرى

 

عبد الناصر عوني فروانة

غزة – فلسطين

أغسطس 2010