فروانة : الأسرى يضربون عن الطعام رفضا للإهمال الطبي
والعزل الإنفرادي وإذلال الأهل
غزة – 7-4-2011– قال الأسير السابق ، الباحث المختص بقضايا الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن آلاف الأسرى يخوضون اليوم الخميس إضرابا عن الطعام ولمدة يوم واحد ، للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم لثلاثة انتهاكات خطيرة لا تزال تقترفها إدارة السجون بحقهم وبحق وذويهم وهي :
- استمرار سياسة الإهمال الطبي وعدم تقديم الرعاية الصحية للأسرى المرضى عموماً ولمن يعانون من أمراض خطيرة وخبيثة خصوصاً منهم الأسير أكرم منصور ثالث أقدم أسير فلسطيني والذي يعاني من عدة أمراض ، خاصة وأن قائمة المرضى في ارتفاع مضطرد .
- استمرار لسياسة العزل الإنفرادي بحق عشرات الأسرى ، لا سيما القيادات السياسية ورموز المقاومة أمثال أحمد سعدات وعاهد أبو غلمة وعباس السيد وحسن سلامة وغيرهم الكثير .
- استمرار التحرش بذويهم على الحواجز العسكرية وهم في طريقهم للزيارات وما يتعرضون له من ممارسات استفزازية وتفتيش مذل ، لا سيما الأمهات والزوجات .
وأكد فروانة بأن هذه الانتهاكات مرفوضة ولا يمكن السكوت على استمرارها مما دفع الأسرى لخوض الإضراب عن الطعام اليوم كخطوة احتجاجية تحمل في مضمونها معاني ودلالات كثيرة ، وربما يتطور الأمر لاحقا أو يشهد تصعيداً ، إذا أصرت إدارة السجون على التمادي في انتهاكاتها تلك وعدم مراعاة شعور الأسرى والتجاوب مع مطالبهم والكف عن ممارسة تلك الانتهاكات .
مبيناً بأن " الإضراب عن الطعام " أو ما يسمى " معركة الأمعاء الخاوية " هو شكل من أشكال النضال خاضته الحركة الأسيرة خلف القضبان منذ السنوات الأولى للاحتلال وفي كل مراحل الاعتقال ، وتلجأ إليه في حال فشلت الخطوات الاحتجاجية الأخرى الأقل مرارة وألماً ، وذلك بهدف تحسين الشروط الحياتية وانتزاع حقوقهم الأساسية ، أو للتعبير عن رفضهم لممارسات قمعية وانتهاكات جسيمة ترتكب بحقهم أو بحق ذويهم من قبل السجانين .
مشيراً إلى أن الإضرابات عن الطعام تأخذ أشكالاً عدة من حيث الشكل والمضمون والفترة الزمنية ، ومنها ( الاحتجاجية والمطلبية ، التكتيكية والإستراتيجية ) وأن الحركة الأسيرة تخوض الإضرابات عن الطعام تحت شعار " نعم لآلام الجوع ولا لآلام الركوع " ، وقد استطاعت أن تنتزع العديد من الحقوق وأن تحسن من شروط الحياة الإعتقالية داخل سجون ومعتقلات الاحتلال وأن تضع حداً لانتهاكات إدارة السجون ..
وذكر فروانة بأن الحركة الأسيرة قدمت خلال " الإضرابات عن الطعام " العديد من الأسرى شهداء أمثال عبد القادر أبو الفحم والذي يعتبر أول شهداء الحركة الأسيرة خلال الإضراب عن الطعام والذي استشهد منتصف العام 1970 ، و الشهداء الأسرى راسم حلاوة ، على الجعفري ، اسحق مراغة ، أنيس دولة ، حسين عبيدات و آخرين .
داعياً المؤسسات الحقوقية والإنسانية وخاصة التي تعنى بالأسرى واللجان الوطنية المختلفة والجماهير الفلسطينية كافة إلى مؤازرتهم والوقوف بجانبهم ومساندتهم ، خاصة وأن نجاح الإضرابات وتحقيقها لأهدافها كان دائماً مرتبط بمدى الدعم والمساندة خارج السجون وحجم وشكل المشاركة الرسمية والشعبية ، وأن الإضرابات التي حظيت بدعم أكبر ومساندة أوسع هي التي حققت نجاحات وانتصارات أكثر .