فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org
|
في الذكرى الـ42 للنكسة
فروانة : الأسرى تاريخ مهدد بالاندثار ولا معنى للحديث عن ملاحقة دون توثيق..!
غزة – 6-6-2009- قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، بأن الحركة الأسيرة ومنذ النكسة ولغاية اليوم سطرت تاريخاً عريقاً ذو وجهان ، الأول يمثله السجان بجرائمه وعنصريته وقساوته ولا إنسانيته في تعامله مع المعتقلين العُزل ، والثاني تمثله الحركة الأسيرة بصمودها ونضالاتها وإبداعاتها الفريدة .
وأضاف : بأنه ومنذ النكسة ولغاية اليوم اعتقلت قوات الإحتلال قرابة ( 700 ألف ) مواطن بينهم عشرات الآلاف من الأطفال وأكثر من عشرة آلاف مواطنة ، فيما استشهد حسب ما هو موثق لديه ( 196 ) أسيراً جراء التعذيب والإهمال الطبي والقتل العمد بعد الإعتقال ، ومئات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم لأسباب ذات علاقة بالسجن وتأثيراته .
وتابع : ولكن هذا التاريخ مبعثر ومشتت ، وندر ما وثق منه ، وليس هنالك من خطة وطنية استراتيجية لتوثيقه ، وجزء لا بأس به رحل مع من رحلوا من الأسرى والى الأبد ، وجزء آخر وكبير مأسور في ذاكرة من تبقى من المحررين على قيد الحياة ، وأن مجمل هذا التاريخ مهدد بالاندثار إذا ما تحرك الجميع للملمته وتوثيقه وأرشفته بما يساهم في فضح ممارسات الاحتلال وجرائمه بحق المعتقلين العُزل من جهة ، وانصافاً للتجربة الفريدة التي سطرتها الحركة الأسيرة من جهة أخرى .
مؤكداً بأن لا معنى للحديث عن متابعة وملاحقة ، ومحاسبة ومحاكمة مجرمي إدارة سجون الاحتلال دون توثيق علمي ومنهجي بعيداً عن العفوية والإرتجالية .
جاءت تصريحات فروانة هذه في الذكرى الثانية والأربعين للنكسة، معتبراً أن يوم الخامس من حزيران عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين هو يوم أسود في تاريخ الأمة العربية ، يوم أن بدأت فيه " إسرائيل " حربها ضد الجيوش العربية ، وبعد ستة أيام فقط أعلن عن انتهاء الحرب بانتصار لإسرائيل ، وهزيمة مذلة للجيوش العربية وصفت " بالنكسة " نتج عنها احتلال " إسرائيل " لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية ، فيما أكملت احتلالها لفلسطين التاريخية ومقدساتها بعد احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية .
وبيّن فروانة بأن قوات الاحتلال وخلال الفترة الممتدة من النكسة ولغاية اليوم اعتقلت مئات الآلاف من المواطنين العُزل من كافة شرائح وفئات الشعب الفلسطيني ومن مختلف الأعمار والأجناس ، وزجت بهم في سجونها ومعتقلاتها سيئة الصيت والسمعة .
وأشار بأن الحركة الأسيرة نسجت آلاف القصص والحكايات ، وسجلت أرقام وصفحات من المجد في موسوعة " غينتس " للأرقام القياسية العالمية ، وسطرت تجارب فردية وجماعية ومآثر وبطولات نادرة ، ونسجت داخل الأسر فيما بينها شبكة علاقات نموذجية ومجتمع أكثر من رائع ، وتعرضت لإنتهاكات وجرائم قلما شهدتها سجون أخرى في العالم ، وبمجملها شكلَّت تاريخاً سيبقى محفوراً في ذاكرة كل من ذاق مرارة الأسر ومرَ بتجربة الإعتقال وعاش حياة الأسر وتعرض لأحد أشكال التعذيب ، ولا يمكن أن ينساه من مكث ولو يوماً واحداً في زنازين مسلخ غزة أو المسكوبية أوعسقلان أو في خيام النقب الملتهبة ..الخ.
وأعرب فروانة عن خشيته من استمرار الجزء الأكبر من ذاك التاريخ محفوراً ومأسوراً فقط في ذاكرة الأسرى والأسرى المحررين دون العمل على تحريره وتوثيقه واطلاع العالم أجمع على صوره المختلفة وتجاربه المتعددة ، معتبراً بأن كل ما تم في هذا الصدد ما هي إلا محاولات مبعثرة ، مشتته وفردية دون استراتيجية واضحة المعالم .
وفي ذات السياق ناشد فروانة كافة الجهات المعنية بما فيها الأكاديمية والإعلامية للعمل الجدي والتكاملي فيما بينها لتوثيق تاريخ الحركة الأسيرة من كل جوانبه وتجاربه بشكل علمي ومنهجي بما يقود للحفاظ على هذا الإرث الرائع ، ويساعد في ملاحقة الاحتلال والحد من انتهاكاته وجرائمه بحق الأسرى .
عبد الناصر عوني فروانة
أسير سابق ، وباحث مختص بشؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان