في الذكرى الخمسين للاحتلال الاسرائيلي
مليون فلسطيني دخلوا سجون الاحتلال
6-6-2017- في تقرير شامل اصدرته هيئة شؤون الاسرى والمحررين بمناسبة مرور 50 عاما
على الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، أفادت الهيئة ان
مليون حالة اعتقال في صفوف الفلسطينيين والعرب قد اعتقلوا في سجون الاحتلال من
بينها اكثر من 15 الف امرأة وفتاة وعشرات الآلاف من الاطفال.
الاعتقالات:
الهيئة اشارت ان الاعتقالات مورست بأشكال عدة جماعية وفردية وشكلت جزءا من أداة
القمع وتعميق الاحتلال والتصدي لمقاومة الشعب الفلسطيني للمحتلين.
وقد اصبحت الاعتقالات جزءا من حياة الفلسطينيين اليومية حيث لا يكاد يمضي يوم واحد الا وتسجل فيه اعتقالات والتي تتم وفق مجموعة اوامر وإجراء ات عسكرية وحربية تتحكم بكافة حياة الفلسطينيين في الاراضي المحتلة.
ان كافة الاعتقالات يصحبها اشكال متنوعة من القمع والتعذيب والمعاملة المذلة والمهينة واستخدام التعذيب الجسدي والنفسي والاحتجاز في اماكن لا تليق بالبشر وتمثل انتهاكا فاضحا لما تنص عليه الاتفاقيات والمواثيق الدولية والانسانية.
وتعتبر الاعتقالات بأشكالها المختلفة اعتقالات تعسفية لا تستند الى معايير عادلة وقد حاول الاحتلال اعطاء صبغة شرعية وقانوينة للعديد من اشكال الاعتقالات التعسفية.
وأوضحت الهيئة ان الاعتقالات شملت كافة مكونات وفئات المجتمع الفلسطيني رجالا ونساء وأطفالا حيث جمعت اسرائيل في سجونها جميع المستويات والطبقات الاجتماعية والفلسطينية وعانى من جراء ذلك كل شرائح المجتمع الفلسطيني دون استثناء.
وكان الاسير محمود بكر حجازي اول الاسرى الفلسطينيين والذي اعتقل في 18 كانون الثاني عام 1965 وأفرج عنه يوم 28 كانون الثاني عام 1971 خلال عملية تبادل (اسير مقابل اسير) ما بين حكومة الاحتلال الاسرائيلي وحركة فتح.
الاعتقال الاداري
وأوضحت هيئة الاسرى أشكال الاعتقالات ومنها الاعتقال الاداري التعسفي واستخدام الاحتلال لذلك بما يخالف اتفاقية جنيف الرابعة حيث حولت اسرائيل الاعتقال الاداري من تدبير شديد القسوة وطاريء واستثنائي الى قاعدة وروتين وبديلا عن الاجراء الجنائي، حيث اعتقلت الآلاف دون تهم محددة ولا إجراءات محاكمة عادلة مما حول الاعتقال الاداري الى إجراء عقابي جماعي وانتقامي.
وأشارت الهيئة ان ما يزيد عن 50 الف امر اعتقال اداري ما بين جديد وتجديد قد صدرت بحق الفلسطينيين منذ عام 1967، شاملة كافة فئات الشعب الفلسطيني بما في ذلك الاطفال.
اعتقال الاطفال:
اعتقلت سلطات الاحتلال منذ عام 1967 عشرات الآلاف من الاطفال القاصرين (تحت 18 سنة)،وحسب احصائيات هيئة الاسرى فمنذ عام2000 اعتقل اكثر من 15 الف طفل قاصر بمعدل بدأ يزيد عن 900 حالة اعتقال سنويا، وقد تعرض كافة الاطفال منذ لحظة اعتقالهم لانواع مختلفة من المعاملة القاسية واستخدام اساليب وحشية في تعذيبهم والتنكيل بهم.
الاسيرات:
هيئة الاسرى ذكرت ان سياسة اعتقال المرأة واحدة من ابرز وأخطر السياسات التي تنتهجها اسرائيل منذ قيامها ، وبعد حرب عام 1967 وصلت حالات اعتقال النساء الى ما يزيد عن 15 الف امرأة وفتاة ومن اعمار وشرائح وفئات طبقية مختلفة وكانت اول المعتلقين في صفوف النساء فاطمة البرناوي التي اعتقلت في 14/10/1967 وقضت 10 سنوات وأطلق سراحها في 11/11/1977 وبالرغم مما تعرضت له المرأة الفلسطينية فقد استطاعت الحركة النسوية الاسيرة الصمود في وجه السجان وأدواته القمعية وتحدت ظروف السجن وقسوته وخاضت مواجهات عدة خلف القضبان من أجل انتزاع حقوقها الاساسية وقدمت المرأة الأسيرة تضحيات جسام ورسمت صورا مدهشة في الصمود والدفاع عن الحرية والكرامة.
التعذيب:
يعتبر استخدام التعذيب بحق المعتقلين منهجا ثابتا ومستمرا لدى سلطات الاحتلال ويحظى
بغطاء قانوني من قبل المؤسسات التشريعية والقانونية في اسرائيل، وتجاوز استخدام
التعذيب بأشكاله الجسدية والنفسية بهدف انتزاع معلومات من الاسير الى هدف تدمير
الاسير ومستقبله وحياته.
ويعتبر التعذيب جريمة حرب وفق القانون الدولي الانساني ومحرم دوليا الا ان سلطات
الاحتلال تمارسه بشكل مستمر ودائم ويكاد لا يوجد اي اسير الا وتعرض لشكل من اشكال
التعذيب وبأساليب عديدة، حيث تجاوزت اشكال التعذيب ال 80 شكلا سواء الجسدي او
النفسي.
وحسب دراسات مؤسسات حقوق الانسان فإن 100% من المعتقلين قد تعرضوا لشكل من أشكال
التعذيب الجسدي او النفسي واللاأخلاقي خلال استجواب المعتقلين.
وقد سقط منذ عام 1967 (71) اسيرا فلسطينيا وعربيا جراء التعذيب اضافة الى اصابة عدد كبير منهم بعاهات مستديمة بسبب تعذيبهم.
وكان اول اسير سقط في أقبية التحقيق جراء التعذيب الاسير قاسم عبد الله ابوعكر من القدس الذي استشهد يوم 23/3/1969 في سجن المسكوبية وآخرهم الشهيد عرفات جرادات من سعير قضاء الخليل الذي استشهد يوم 23/2/2013 في سجن مجدو.
الاهمال الطبي:
لقد أجازت اسرائيل لنفسها مخالفة اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة وانتهاك المواثيق الدولية الاخرى بمصادرة حق الاسرى في العلاج والرعاية الطبية ، وتفننت في الحاق الاذى الجسدي والنفسي بهم وبمشاركة اطبا ادارة السجون.
وقد عانى الآلاف من الاسرى من سياسة الاهمال الطبي وعدم تقديم العلاج لهم مما اورثهم أمراضا صعبة وخطيرة حيث لا يزال 1800 اسير يعانون امراض صعبة يقبعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي وهم ضحايا الاهمال وعدم تقديم العلاج والتسويف في إجراء العمليات الطبية اللازمة لهم.
وهناك حالات مصابة بأمراض سرطانية وحالات إعاقة وشلل واسرى مصابين بأمراض الرئة والكبد والقلب وغيرها من الامراض الخطيرة.
وقد سقط 59 اسيرا شهداء بسبب الاهمال الطبي منذ عام 1967 كان آخرهم الشهيدة فاطمة طقاطقة سكان بيت فجار قضاء بيت لحم التي استشهدت بعد إصابتها بجروح بليغة داخل مشفى تشعار تصيدق الاسرائيلي في شهر 5/2017.
الاضرابات:
خاض الاسرى الفلسطينيون اضرابات عديدة منذ عام 1967 دفاعا عن حقوقهم وكرامتهم
الانسانية، وكان أقدم الاضرابات عام 1968 في سجن الرملة وأطولها في سجن عسقلان عام
1976 والذي استمر 45 يوما ويليه اضراب الحرية والكرامة يوم 17/4/2017 والذي استمر
41 يوما.
وسقط شهداء خلال الاضرابات المفتوحة عن الطعام ابرزها شهداء اضراب سجن نفحة عام 1980 والذي استمر 32 يوما حيث سقط الشهداء علي الجعفري وراسم حلاوة واسحق مراغة بسبب التغذية القسرية بحقهم.
وفي اضراب عام 1970 في سجن عسقلان سقط اول شهيد في الاضرابات وهو عبد القادر ابو
الفحم، وفي اضراب عام 1992 استشهد في سجن عسقلان الشهيد حسين عبيدات من القدس.
الشهداء:
منذ عام 1967 سقط
211
شهيدا
فلسطينيا جراء التعذيب اوالاهمال الطبي او القتل المباشر والتصفية الجسدية ويعتبر
الشهيد يوسف الجبالي الذي استشهد في سجن نابلس عام
1967
اول من استشهد في السجون.
الوضع الحالي:
بعد خمسين عاما على الاحتلال لازال يقبع في سجون الاحتلال 6500 اسير وأسيرة موزعين على 22 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف من بينهم 56 اسيرة اصغرهن الاسيرة ملاك الغليظ 14 سنة و 350 طفلا قاصرا، و 11 نائبا منتخبا في المجلس التشريعي و44 اسيرا مضى على اعتقالهم اكثر من 20 عاما أقدمهم الاسير كريم يونس و500 معتقل إداري.