فروانة : اسرائيل تواصل استخدام الأسرى كحقول لتجارب الأدوية
الجزائر -6-12-2010- أكد الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن اسرائيل مستمرة في استخدام الأسرى حقول لتجارب الأدوية المختلفة وأنها لم تتوقف عن ذلك ، بل بالعكس الجرائم تزداد والتصاريح التي تمنحها وزارة الصحة لشركات الأدوية تزداد سنويا بنسبة 15 % وأن عدد الأسرى المعرضين لذلك في ارتفاع مضطرد ، وهذا ما يفسر تزايد أعداد الأسرى المرضى في سجون الإحتلال الإسرائيلي وظهور أمراض غريبة وخبيثة فردية وجماعية ، مما يشكل خطرا حقيقيا على صحة الأسرى عموما .
جاءت تصريحات فروانة هذه خلال ورقة عمل قدمها خلال مشاركته في ملتقى الجزائر لنصرة الأسرى بعنوان - الأسرى الفلسطينيون حقل تجارب للأدوية الإسرائيلية وأن أكثر من خمسة آلاف تجربة تجرى سنويا على أجسادهم –
وتطرق فروانة في مداخلته الى ثلاث محاور أساسية وهامة ، متشابكة ومتصلة ببعضها البعض ، حيث تطرق في المحور الأول الى الأوضاع الصحية والمعيشية السيئة والتي هي كفيلة بتحويل الأسرى الأصحاء الى مرضى في ظل سياسة الإهمال الطبي والحرمان من العلاج وسوء التغذية
مؤكدا على ان غالبية المعتقلين الفلسطينيين يواجهون مشكلة في أوضاعهم الصحية ، فيما يوجد قرابة 1500 أسير بحاجة الى علاج عاجل وأن العشرات منهم يعانون من أمراض خطيرة وخبيثة
وفي المحور الثاني تطرق فروانة الى استخدام الأسرى حقول لتجارب الأدوية واسهب في ذلك مستحضرا تصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي داليا ايتسك التي كشفت عام 1997 عن منح وزارة الصحة ألف تصريح سنويا لشركات الأدوية لإجراء تجارب على أجساد الأسرى ، وكذلك شهادة آمي لفتات رئيس شعبة الأدوية بوزارة الصحة التي أكدت على أن زيادة سنوية مقدارها 15% تمنح لشركات الأدوية على حجم التصاريح الممنوحة لها لإجراء تجارب الأدوية على الأسرى
وفي هذا المحور استحضر بعض شهادات الأسرى والأمثلة الحية التي تؤكد على ذلك و>كر العديد من أسماء الأسرى الذين اصيبوا بأمراض خبيثة داخل السجن أو ظهرت الأمراض عليهم بعد التحرر بسبب آثار السجن والتجارب والأوضاع المأساوية
وأشار فروانة بأن النازيين خم أول من استخدموا الأسرى حقول لتجارب الأدوية وهناك تشابه كبير لما يجرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي وما يبرز من أمراض فردية وجماعية غريبة مع ما كان يحدث ويبرز في المعتقلات النازية وعلى سبيل المثال لا الحصر التسمم الجماعي .
وفي ذات السياق أكد فروانة بأن وجود قرابة ثلاثة آلاف أسير في سجني نفحة وريمون وفي معتقل النقب يشكلون ما نسبتخ 45 % من مجموع الأسرى يتغرضون لتجارب بيئية جماعية لا سيما وأن منطقة صحراء النقب خطيرة من الناحية البيئية نظرا لوجود مفاعل ديمونا وتأثير مخلفاته السامة
وأن وزارة البيئة الإسرائيلية نشرت في يناير الماضي تقريرا حذرت فيه من خطورة وجود نفايات سامة وخطيرة على حياة البشر في منطقة النقب وهي المنطقة المقام عليها السجون المذكورة ، وقالت بأن المنطقة قريبة من مفاعل ديمونا وتستخدم لدفن النفايات النووية ومادة الإسبست التي تؤدي الى الإصابة بأمراض مسرطنة
مبينا بأن منطقة النقب ملاصقة للحدود المصرية وهي منطقة عسكرية استراتيجية للإحتلال وهو يخضع بذلك الأسرى لتجارب البيئية للإستفادة منها ولمعرفة مدى تأثرهم من البيئة هناك وتجنيب الجنود من أمراض يمكن أن تصيبهم أو ايجاد العلاج اللازم اذا ظهرت وفي كل الأحوال الأسرى هم الضحية وهذا ما يفسر ظهور أمراض خطيرة وتزايد عدد الأسرى المصابين بالسرطان في السنوات الأخيرة
وفي المحور أكد فروانة على ضرورة الإهتمام بالأسرى داخل السجون والعمل الجاد من أجل تفعيل قرار منظمة الصحة العالمية التي اتخذته في مايو/ايار الماضي ومما تضمنه نص القرار ادانة اسرائيل لإهمالها الأوضاع الصحية للأسرى الفلسطينيين داخل سجونها وتشكيل لجنة دولية من الأطباء المتخصصين للكشف عن الحالات المرضية الحرجة وتقديم العلاج السريع لهم .....الخ
وفي ذات المحور دعا الى ضرورة الإهتمام بالأسرى المحررين واجراء فحوصات دورية لهم وتوفير الرعاية الصحية لهم لا سيما وأن امراضا كثيرة تظهر عليهم بعد التحرر لها علاقة بالسجن وآثاره ولربما بتجارب الأدوية