مع اقتراب حلول عيد الفطر السعيد
" المنع الأمني " يحرم امرأة عجوز من زيارة ابنها الأسير طوال 14 عاماً مضت
غزة – 5 -9-2010 – قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن سلطات الاحتلال لا تزال تمنع الحاجة أم إبراهيم والتي تجاوزت الـسبعين عاماً من عمرها من زيارة ابنها منذ ( 14 عاماً ) بحجة أنها تشكل خطراً على أمن " اسرائيل " وتحت ذريعة " المنع الأمني " مما دفعها للبحث عن عائلة فلسطينية من مناطق أخرى لتبني ابنها وزيارته بالنيابة عنها ، كما كانت تفعل هي في سنوات ماضية مع أسرى الدوريات العرب .
مضيفاً بأن الحاجة " أم إبراهيم بارود " من مخيم جباليا شمال قطاع غزة هي واحدة من آلاف الفلسطينيين الممنوعين من زيارة أبنائهم وأحبتهم القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي تحت ذرائع وحجج مختلفة منها ما يُسمى " المنع الأمني " الذي تستخدمه سلطات الاحتلال كسيف مسلط على رقاب أهالي الأسرى ومعاقبتهم .
وأكد فروانة بأن إجراء " المنع الأمني " لم يعد ممارسة استثنائية ، وإنما شكل ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 ظاهرة مقلقة وأضحت سياسة ثابتة ، حُرم بموجبها الآلاف من ذوي الأسرى من كافة المناطق الفلسطينية من زيارة أحبتهم ، فيما تطور الأمر بالنسبة لذوي أسرى قطاع غزة الذين مُنعوا من زيارة أبنائهم بشكل جماعي وبقرار سياسي منذ منتصف حزيران 2007 ، بحجة "المنع الأمني " وأن وصولهم للسجون يشكل خطراً على الأمن الإسرائيلي حتى أصبح قرابة ثلث الأسرى ممنوعين من زيارة ذويهم لأسباب ومسميات وحجج مختلفة .
موضحاً بأن الحاجة " أم إبراهيم " هي شاهدة على هذه السياسة الظالمة التي ليس له علاقة بالأمن ، وإنما هي سياسة تعكس في مضمونها وممارستها العقلية الانتقامية لسلطات الاحتلال في التعامل مع الأسرى وذويهم ، بهدف منعهم من الالتقاء والتواصل ، والتضييق عليهم والانتقام منهم ومعاقبة الطرفين بعد الاعتقال ومفاقمة معاناتهم .
وفي السياق ذاته ناشد فروانة كافة المؤسسات الدولية وفي مقدمتها منظمة الصليب الأحمر الدولية للتدخل العاجل لرفع المنع الأمني عن ذوي الأسرى عموماً وبهدف ضمان استئناف جدول الزيارات والسماح لكافة لأهالي بالتوجه للسجون لزيارة أبنائهن .
وذكر فروانة بأن نجلها البكر " ابراهيم بارود " ( 48 عاماً ) كان قد أعتقل في التاسع من نيسان / ابريل عام 1986 وحكم عليه بالسجن ( 27عاماً ) ، أمضى منها أربعة وعشرين عاماً ونصف ، تنقل خلالها لعدة سجون ، فيما يقبع الآن في سجن عسقلان .
وأكد فروانة بأن سلطات الاحتلال نجحت في منع الحاجة " أم إبراهيم " من الوصول للسجن ورؤية ابنها منذ ( 14 سنة ) ، فيما لم تنجح في منعها من المواظبة على المشاركة بالاعتصام الأسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر بغزة والمشاركة في كافة الفعاليات المتعلقة بالأسرى وقضاياهم العادلة ، كما لم تنجح بتقييد حركتها وحركة لسانها وانطلاق كلماتها الجريئة والمؤثرة ،وهي خير من تحدث عن الأسرى ويطلق عليها " ناطقة باسم الأسرى" .
وأخيرا تساءل فروانة عن الخطر الأمني الذي تشكله أمرأة عجوز على أمن " اسرائيل " ويدفع الأخيرة لمنعها من زيارة ابنها الأسير منذ 14 سنة ؟ وهل من الممكن أن تتراجع " اسرائيل " عن قرارها وترفع " المنع الأمني " عن الحاجة " أم ابراهيم بارود " وتسمح " لها بزيارة ابنها في عيد الفطر السعيد ؟ أو ما بعد عيد الفطر السعيد بقليل ؟
أم ستواصل "اسرائيل " فصول جرائمها وتستمر في منعها للحاجة أم ابراهيم من الوصول لنجلها في سجن عسقلان حيث يقبع هناك ؟ ويبقى أملها برؤية ابنها مرتبطاً بانتهاء فترة محكوميته البالغة 27 عاماً وعودته لبيته ؟ وماذا بالنسبة للأمهات المحرومات من الزيارة أمثال الحاجة أم ابراهيم وأبنائهن يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة ؟ ..
عبد الناصر فروانة
أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
0599361110
Ferwana2@yahoo.com
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان