هيئة شؤون الأسرى تستعرض أبرز الإضرابات الجماعية عن الطعام
غزة-5-5-2017- استعرضت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير اصدرته اليوم (الجمعة) أبرز الإضرابات الجماعية التي خاضها الأسرى في مواجهة السجان الإسرائيلي واجراءاته القمعية وبهدف انتزاع حقوقهم الإنسانية والدفاع عن كرامتهم.
وقال مُعد التقرير عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤونها في قطاع غزة، أن قيادة الأسرى ومنذ أواخر ستينيات القرن الماضي عززت لدى كل أسير قناعة راسخة بأنه لم يعد لديه ما يخسره، في ظل القمع المتواصل والإجراءات التعسفية التي تستهدف مكانته وهويته وكرامته، وأنه لا بد من مواجهة ادارة السجون، وهذا هو ما دفع بالأسرى إلى تنظيم أنفسهم والقيام بالعديد من الاحتجاجات الجماعية.
واستطرد قائلا: لقد لجأ الأسرى الى كافة الخيارات الممكنة والمشروعة، ومن بينها "الإضرابات عن الطعام"، بأنواعها المختلفة (الاحتجاجية، التكتيكية، الاستراتيجية أو المفتوحة) والتي تُعتبر الأقسى والأكثر ألما، والتي يلجأ إليها الأسرى رغما عنهم وبعد فشل الخيارات الأخرى.
وأضاف: لقد خاض الأسرى منذ أواخر ستينيات القرن الماضي عشرات الإضرابات عن الطعام وقدموا خلالها تضحيات جسام وسقط فيها من بينهم شهداء، ونجحوا في تغيير ظروف احتجازهم وانتزاع العديد من الحقوق الإنسانية التي كفلها لهم القانون الدولي الإنساني.
واستعرض فروانة في تقريره أبرز الإضرابات المفتوحة عن الطعام، التي خاضها الأسرى بشكل جماعي والتي تُعتبر محطات مفصلية وأساسية في مسيرة الحركة الأسيرة، وكانت كالتالي:
- إضراب سجن عسقلان بتاريخ 5 تموز/يوليو1970 واستمر 7 أيام، واستشهد خلاله الأسير عبد القادر أبو الفحم. وبالرغم من أن اضرابات عدة سبقته، إلا أنه هذا الإضراب يُعتبر أول إضراب جماعي ومنظم عن الطعام. كما ويُعتبر "أبو الفحم" هو أول شهداء الحركة الأسيرة خلال مسيرة الإضرابات عن الطعام. وقد أحدث هذا الإضراب وهذه الشهادة تأثيراً كبيراً على واقع الحركة الأسيرة، فيما بعد، وأحدث ضجة كبيرة، وشكّل حافزاً للأسرى وبداية للانطلاقـة الفعلية والنوعية نحو المزيد من الإضرابات الجماعيـة المنظمة عن الطعام.
- إضراب سجن عسقلان بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر1973 وحتى تاريخ 7تشرين الأول/أكتوبر1973
- إضراب في عدة سجون انطلق من سجن عسقلان بتاريخ 11 كانون الأول/ديسمبر1976 واستمر لمدة 45 يوما، وبعدها تم تعليق الإضراب، وبتاريخ 24 شباط/فبراير 1977 استأنف الأسرى في سجن عسقلان إضرابهم واستمر لمدة 20 يوماً ، كامتداد للإضراب السابق، بعدما تنصلت إدارة السجون من التزاماتها وتراجعت عن الوعود التي قطعتها للأسرى.
- إضراب سجن نفحة بتاريخ 14 تموز/يوليو1980 واستمر لمدة 32 يوماً. هذا وقد شاركت باقي السجون بإضراب إسنادي. وقد سقط في هذا الإضراب الشهيدان (علي الجعفري) و(راسم حلاوة)، ثم التحق بهما في تشرين الثاني/نوفمبر1983 الشهيد (اسحق مراغة) الذي استشهد جراء "التغذية القسرية" عبر الزوندة.
- إضراب سجن جنيد في شهر أيلول/سبتمبر 1984 واستمر لمدة 13 يوما، وذلك بعد افتتاح السجن المذكور في مدينة نابلس في شهر تموز/ يوليو1984.
- إضراب سجن جنيد بتاريخ 25 آذار/مارس1987 وشارك فيه (3000) أسير فلسطيني من معظم السجون، واستمر لمدة 20 يوما، وكان له إسهام فعال في اندلاع انتفاضة الحجارة الكبرى في كانون الأول عام 1987.
- إضراب شامل في كافة السجون والمعتقلات بتاريخ 27 أيلول/سبتمبر 1992. واستمر 19 يوما، وأصطلح على تسميته بـ(بأم المعارك) كونه شكّل مرحلة مهمة في الذود عن كرامة الأسير. وقد شارك في هذا الإضراب نحو 7 آلاف أسير، وحظي بمساندة جماهيرية واسعة في الوطن والشتات، وحقق العديد من الإنجازات والتحسينات. وقد استشهد خلاله الأسير المقدسي (حسين عبيدات).
- إضراب شامل في كافة السجون بتاريخ 15 آب/أغسطس2004 واستمر19 يوماً.
- إضراب مفتوح عن الطعام، لقرابة 1600 أسير، بتاريخ 17 نيسان/أبريل2012. واستمر 28 يوماً. وانتهى الإضراب بتاريخ 14 آيار/مايو2012، بعد موافقة إدارة السجون على إنهاء العزل الانفرادي، وعودة المعزولين إلى العيش مع إخوانهم في الغرف والأقسام، والسماح لأسرى قطاع غزة بزيارات ذويهم، بعد توقف قارب لـ 6 سنوات، فضلاً عن إجراء بعض التحسينات على شروط الحياة داخل السجن.
- هذا وما يزال أكثر من (1600) اسير فلسطيني من كافة الفصائل الوطنية والإسلامية يخوضون اضرابا مفتوحا عن الطعام منذ السابع عشر من نيسان/ابريل الماضي. وقد أعلن الأسير القائد "مروان البرغوثي" جملة من المطالب الإنسانية قبيل بدء الإضراب ولا زالت ادارة السجون ترفض تلبيتها، والتي كان أبرزها: إنهاء سياسة العزل الانفرادي والاعتقال الإداري والإهمال الطبي، ووقف الإجراءات المهينة والمذلة بحق الأسرى والأسيرات، وتحسين شروط الزيارات العائلية وضمان التواصل الإنساني المستمر، وإدخال الكتب والصحف والملابس، وتوفير العلاج المناسب والأدوية اللازمة للأسرى المرضى وتأمين معاملة إنسانية للأسرى أثناء تنقلاتهم، وإعادة السماح للأسرى بتقديم الثانوية العامة (التوجيهي) والالتحاق بالجامعة العبرية المفتوحة.
وفي ختام التقرير أكد فروانة على أن الإضرابات المفتوحة عن الطعام هي ثقافة متجذرة لدى الحركة الأسيرة منذ بدايات الاحتلال، وهي شكل من أشكال المقاومة السلمية المشروعة التي أجاز القانون الدولي للأسرى اللجوء إليها للمطالبة بحقوقهم، بعد فشل الخيارات الأخرى.