في الذكرى الـ 21 لاستشهاده

" العكاوي " .. مدرسة عنوانها الصمود   

 

 

* بقلم / عبد الناصـر عوني فروانـة

5 -2-2013

 

" الاعتراف خيانة " شعار رفعته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ ثلاثة عقود  ، وأدرجته ضمن أدبياتها ونشراتها الداخلية ، ورددته قياداتها مراراً ، وسمعناه من رفاقها وأعضائها كثيراً داخل السجون وخارجها .

 

ولم تكتفِ برفعه كـ " شعار " وإنما سعت لترجمته ، وعاقبت من أخل واعترف من أعضائها و قياداتها ، ومع الوقت جعلت منه منظومة وجزء أساسي من ثقافتها وفلسفتها وأحد أبرز الدروس في مدرستها الخاصة .

 

 ومع الوقت أضحى الصمود في أقبية التحقيق " قاعدة " لدى رفاقها ، فيما الاعتراف " استثناء " ، على اعتبار أن من يعترف أمام المحققين ، أو يدلي بمعلومات مجانية عن رفاقه واخوانه في الفصائل الأخرى ، إنما هو يخون الثورة ويلحق الأذى بفصائل المقاومة وأعضائها ، وقدمت في هذا السياق مجموعة من رفاقها الأسرى شهداء في أقبية التحقيق .. فكان منهم الشهيد الأسير " مصطفى العكاوي " .

 

" مصطفى عبد الله العكاوي " ابن مدينة القدس المحتلة ، هو واحد من الذين انتموا للثـورة من خلال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ نعومة أظافره  ، فتتلمذ على أيدي عمالقة الثورة ، ودرس في مدرسة " الحكيم " وتخرج من جامعات السجون ، فأحسن التعلم وأيقن الممارسة ، وأجاد لغة المواجهة في غياهب السجون وزنازينها المعتمة ، و في أصعب اللحظات وأحلكها ، وانتصر على السجان والجلاد ، حينما صمد ولم يحرك عضلة لسانه برغم ما مورس بحقه من صنوف مختلفة من التعذيب القاسي ، وفضّل الاستشهاد بكرامة ، على الاعتراف والبقاء على قيد الحياة ، فاستحق لأن يبقى حيا بين رفاقه ، وفي قلوبنا وقلوب أبناء شعبه على اختلاف انتماءاتهم الحزبية ، ليُشكل مدرسة تُحتذى اسمها " العكاوي " وعنوانها " الصمود في أقبية التحقيق " .

مجسداً بذلك مقولة المناضل الأممي التشيكي " يوليوس فوتشيك " في مذكراته المهربة من الزنازين في كتاب " تحت أعواد المشانق " ( اذا كان ولا بد من التضحية لأجل الوطن ، فلنضحي بالحياة وليس الشرف )  ...

 

الشهيد " مصطفى العكاوي " من مواليد عام 1957 ، متزوج ولديه ابن واحد اسمه " عبد الله " ، واعتقل من قبل عدة مرات ، فيما المرة الأخيرة كانت في الثاني والعشرين من يناير / كانون ثاني عام 1992 من منزله في ضاحية البريد شمال مدينة القدس ، في إطار حملة هي الأشرس والأوسع لأعضاء وقيادات الجبهة الشعبية ، وكان عمره آنذاك ( 35 عاماً ) .

وكان قد تسلح بقضية عادلة ، ومبادئ راسخة وقناعة بحتمية الانتصار وإلمام كامل بكل أساليب التحقيق قبل اعتقاله .. فسّخر كل ذلك في معركته أمام جلاديه لشكل بمجموعها عوامل ساعدته لأن يسطر ملحمة الانتصار وأن ينال الشهادة في زنازين سجن الخليل في الرابع من فبراير من العام ذاته ، صوناً لشرف الوطن والثورة والمقاومة .

 

  وبهذه المناسبة أدعو كافة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية إلى إعادة النظر في ثقافتها وبرامجها التعبوية وآليات صقلها لعناصرها ، والاستفادة من تجارب الصمود السابقة بما يؤسس لمنظومة متكاملة تجمع ما بين ثقافة النضال والاستشهاد والاعتقال في آن واحد ، مع التركيز على أهمية الصمود في أقبية التحقيق في حال الاعتقال ، لما لذلك من ضرورة وطنية ملحة تكفل الحفاظ على المعلومات التي يمتلكها المناضل وعدم البوح بأسرار المقاومة وفصائلها ورموزها .

 

صحيح هناك أكثر من سبعين شكلاً من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي تمارس بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، ولكن ومع ذلك فان الصمود ممكناً والانتصار وارد جداً ، ومئات من التجارب الفردية والجماعية يمكن أن تُسجل هنا والتي تشكل بمجموعها نماذج رائعة .

 

وبتقديري أن المناضل إذا ما بنيَّ وصُقل جيداً قبل خوض تجربة التحقيق وتربى على ثقافة الاعتقال والصمود ، وتشرب فلسفة المواجهة وراء القضبان ، يمكنه الصمود في أقبية التحقيق .. فإما حياة تسر الصديق ، وإما ممات يغيظ العدا .... فتحية اجلال وإكبار للشهيد " مصطفى العكاوي " ولكافة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة وشهداء الصمود في أقبية التحقيق من كافة الفصائل أمثال قاسم أبو عكر ، إبراهيم الراعي ، عطية الزعانين ، عبد الصمد حريزات ، خالد الشيخ علي والقافلة تطول .

 

وتمر قوافل الأبطال إما إلى القبور و إما إلى السجون

 

 

 

عبد الناصر فروانة

أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى

مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في دولة فلسطين

عضو اللجنة المكلفة بمتابعة شؤون الوزارة بقطاع غزة

0599361110

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

 

في الذكرى الـ26 لاستشهاد الأسير "مصطفى العكاوي"

 

 

 بقلم /عبد الناصـر عوني فروانـة

رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة الأسرى

عضو اللجنة المكلفة لإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة

 

"الاعتراف خيانة" شعار رفعته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ ثلاثة عقود ونيف، وأدرجته ضمن أدبياتها ونشراتها الداخلية، ورددته قياداتها مراراً، وسمعناه من رفاقها وأعضائها كثيراً داخل السجون وخارجها.

ولم تكتفِ برفعه كـ "شعار" وإنما سعت لترجمته، وعاقبت من أخل واعترف من أعضائها و قياداتها، وشهدنا في السجون إجراءات عقابية صارمة طالت قيادات من ذوي المراتب العليا، ومع الوقت والممارسة جعلت منه منظومة وجزء أساسي من ثقافتها وفلسفتها وأحد أبرز الدروس في مدرستها الخاصة. والتاريخ ينصفها بأنها أول من وضعت فلسفة المواجهة خلف القضبان، وعززت من ثقافة الصمود في أقبية التحقيق، ومن حقها أن تفخر بما أسسته وبما حققته في هذا الصدد، وبما قدمه رفاقها من نماذج تُحتذى. لتتبعها الفصائل الأخرى على ذات النهج وتقدم نماذج مشرقة هي الأخرى.

 ومع الوقت أضحى الصمود في أقبية التحقيق "قاعدة" لدى رفاقها، فيما الاعتراف "استثناء"، وقدمت في هذا السياق مجموعة من رفاقها الأسرى شهداء في أقبية التحقيق.. فكان من أبرزهم الشهيد الأسير "مصطفى العكاوي" .

"مصطفى عبد الله العكاوي" ابن مدينة القدس المحتلة، هو واحد من الذين انتموا للثـورة من خلال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ نعومة أظافره، فتتلمذ على أيدي عمالقة الثورة، ودرس في مدرسة "الحكيم" وتخرج من جامعات السجون، فأحسن التعلم وأتقن الممارسة، وأجاد لغة المواجهة في غياهب السجون وزنازينها المعتمة، و في أصعب اللحظات وأحلكها، وانتصر على السجان والجلاد، حينما صمد ولم يحرك عضلة لسانه برغم ما مورس بحقه من صنوف مختلفة من التعذيب القاسي، وفضّل الاستشهاد بكرامة، على أن يعترف ويبقى على قيد الحياة. فاستشهد وبقيّ حيا بين رفاقه، وفي قلوب أبناء شعبه على اختلاف انتماءاتهم الحزبية، ليُشكل مدرسة تُحتذى اسمها "العكاوي" وعنوانها "الصمود في أقبية التحقيق". مجسداً بذلك مقولة المناضل الأممي التشيكي "يوليوس فوتشيك" في مذكراته المهربة من الزنازين في كتاب "تحت أعواد المشانق" (اذا كان ولا بد من التضحية لأجل الوطن ، فلنضحي بالحياة وليس الشرف)  ...

الشهيد "مصطفى العكاوي" من مواليد عام 1957، متزوج ولديه ابن واحد اسمه "عبد الله"، واعتقل من قبل عدة مرات، فيما المرة الأخيرة كانت في الثاني والعشرين من يناير/كانون ثاني عام 1992 من منزله في ضاحية البريد شمال مدينة القدس ، في إطار حملة هي الأشرس والأوسع لأعضاء وقيادات الجبهة الشعبية ، وكان عمره آنذاك ( 35 عاماً ).

وكان قد تسلح بقضية عادلة، ومبادئ راسخة وقناعة بحتمية الانتصار وإلمام كامل بكل أساليب التحقيق قبل اعتقاله. فسّخر كل ذلك في معركته أمام جلاديه لتشكل بمجموعها عوامل ساعدته لأن يسطر ملحمة الانتصار وأن ينال الشهادة في زنازين سجن الخليل في الرابع من فبراير من العام ذاته، صوناً لشرف الوطن والثورة والمقاومة.

  وبهذه المناسبة أدعو كافة الفصائل الفلسطينية، الوطنية والإسلامية، إلى إعادة النظر في ثقافتها وبرامجها التعبوية وآليات صقلها لعناصرها، والاستفادة من تجارب الصمود السابقة بما يؤسس لمنظومة متكاملة تجمع ما بين ثقافة النضال والاستشهاد والاعتقال في آن واحد، مع التركيز على أهمية الصمود في أقبية التحقيق في حال الاعتقال، لما لذلك من ضرورة وطنية ملحة تكفل الحفاظ على المعلومات التي يمتلكها المناضل وعدم البوح بأسرار المقاومة وفصائلها ورموزها .

ان الصمود ممكن والانتصار وارد، ومئات من التجارب الفردية والجماعية يمكن أن تُسجل هنا والتي تشكل بمجموعها نماذج رائعة، بالرغم مما مُورس بحقهم من تعذيب جسدي ونفسي بأشكالها المتعددة والتي وصلت لأكثر من سبعين شكلاً .

وبتقديري أن المناضل إذا ما بنيَّ وصُقل جيداً قبل خوض تجربة التحقيق وتربى على ثقافة الاعتقال والصمود، وتشرب فلسفة المواجهة وراء القضبان، يمكنه الصمود في أقبية التحقيق.. فإما حياة تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدا.

 تحية اجلال وإكبار للشهيد الأسير"مصطفى العكاوي" في الذكرى الـ26 لاستشهاده داخل أقبية التحقيق في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعدما سطّر ملحمة مشرقة في الصمود وحقق الانتصار، وترك إرثا ثوريا سيبقى خالدا لدى شعبه.

 

وتمر قوافل الأبطال إما إلى القبور و إما إلى السجون

 

 

تنويه: المقال سبق ونشر، ونعيد نشره في الذكرى الـ26 لاستشهاده. فاقتضى التنويه

عبد الناصر فروانة
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين
عضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة

أسير محرر ، و مختص في شؤون الأسرى
0599361110
0598937083
Ferwana2@gmail.com
الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان
www.palestinebehindbars.org

الفيسبوك : عبدالناصر فروانة

https://www.facebook.com/profile.php?id=100000660312796

 

 

مصطفى العكاوي: فلنضح بالحياة لا بالشرف:

 

*بقلم /عبد الناصـر عوني فروانـة

4-2-2019

 "الاعتراف خيانة" شعار رفعته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ أكثر من ثلاثة عقود، فأدرجته ضمن أدبياتها ونشراتها الداخلية، ورددته قياداتها مراراً، وسمعناه من رفاقها وأعضائها كثيراً داخل السجون وخارجها.

ولم تكتفِ الجبهة برفع الشعار، بل ترجمته واقعاً عملياً في أقبية التحقيق، ولقد شهدنا في السجون إجراءات عقابية صارمة، تقع بحق العديد من القيادات الجبهاوية التي أخلت بهذا الشعار، بل إن بعضهم كان من ذوي المراتب العليا في التنظيم والحزب. ومع الوقت تحول هذا الشعار إلى ممارسة مستمرة، واساسي ثقافي راسخ.

هكذا أسست الجبهة الشعبية لفلسفة المواجهة خلف القضبان، فعززت من ثقافة الصمود في أقبية التحقيق. وإنه لمن الحق أن نعترف للجبهة بذلك. ومن حقها أن تفخر بما أسسته، وبما قدمه رفاقها من نماذج تُحتذى.

 هكذا أضحى الصمود في أقبية التحقيق قاعدة لدى رفاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. حيث تم اعتبار الاعتراف "استثناء، غير مبرر وغير مقبول. وهكذا كان لابد أن تدفع الجبهة ثمن هذا الشعار والتطبيق، فيقع الشهداء في صفوفها، خلال تعذيبهم في أقبية التحقيق. وكان من أبرز هؤلاء الشهيد الأسير "مصطفى العكاوي".

"مصطفى عبد الله العكاوي، ابن مدينة القدس المحتلة، واحد من الذين انتموا للثـورة منذ نعومة أظافره، فتتلمذ على أيدي عمالقة الثورة، ودرس في مدرسة "الحكيم" وتخرج من جامعات السجون، فأحسن التعلم وأتقن الممارسة، وأجاد لغة المواجهة في غياهب السجون وزنازينها المعتمة، وانتصر في أصعب اللحظات على السجان.

صمد مصطفى ولم يعترف، رغم كل ما مورس بحقه من صنوف التعذيب، وفضّل الاستشهاد، على أن يعترف ويبقى على قيد الحياة. فاستشهد وبقيّ حيا بين رفاقه في الجبهة، وفي قلوب أبناء شعبه. فخلد في ضمير فلسطين والرفاق، إذ جسّد مقولة المناضل الأممي التشيكي "يوليوس فوتشيك": اذا كان ولا بد من التضحية لأجل الوطن، فلنضح بالحياة وليس الشرف.

ولد الشهيد "مصطفى العكاوي" في القدس، عام 1957، متزوج ولديه ابن  اسمه "عبد الله". واعتقل من قبل عدة مرات. من منزله في ضاحية البريد شمال مدينة القدس. وفي الثاني والعشرين من كانون ثاني/يناير عام 1992 اعتقل مصطفى المرة الأخيرة، في إطار حملة هي الأشرس والأوسع لأعضاء وقيادات الجبهة الشعبية.

كان مصطفى قد تسلح. إلى جانب شعوره بعدالة قضيته. بإلمام كامل بأساليب التحقيق، فسّخر كل ذلك في معركته، وتمكن بذلك من تسطير ملحمته الخاصة، وملحمة الشعب الفلسطيني عامة، ملحمة الانتصار، فنال الشهادة في زنازين سجن الخليل، في الرابع من شباط/فبراير من العام ذاته. فصان شرفه وشرف الجبهة الشعبية وشرف فلسطين.

  وإنني في هذه المناسبة لأجدد دعوتي لكافة الفصائل الفلسطينية، بإعادة النظر في ثقافتها وبرامجها التعبوية، للاستفادة من تجارب الصمود السابقة، بما يؤسس لمنظومة متكاملة تجمع ما بين ثقافة النضال والاستشهاد والاعتقال في آن واحد، مع التركيز على أهمية الصمود في أقبية التحقيق في حال الاعتقال، لما لذلك من ضرورة وطنية ملحة تكفل الحفاظ على المعلومات التي يمتلكها المناضل وعدم البوح بأسرار المقاومة وفصائلها ورموزها.

لاشك بان الصمود ممكن، كما أن احتمالات الانتصار متوفرة، خصوصاً مع هذه المئات من التجارب الفردية والجماعية، التي يمكن أن تُسجل هنا، وتشكل بمجموعها نماذج رائعة. فالمناضل المصقول قبل خوض تجربة التحقيق، يمكنه الصمود في أقبية التحقيق.

 تحية اجلال وإكبار للشهيد الأسير مصطفى العكاوي في ذكرى استشهاده.

 

وتمر قوافل الأبطال إما إلى القبور و إما إلى السجون

 

 

 

#قلسطين_خلف_القضبان

الموقع الشخصي: فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org

الفيسبوك: عبدالناصر فروانة

جوال وواتس: 00972598937083
جول:00970599361110
ferwana2@gmail.com