بعد أن نجا بأعجوبة تشبه الأسطورة

فروانة : الأسير محمد الطوس يدخل عامه الـ33 في الأسر

 

 

غزة – 4-10-2017 – قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، بأن الأسير الفلسطيني "محمد الطوس" قد أتم عامه الثاني والثلاثين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليدخل قسراً عامه الـ(33) بشكل متواصل.

 

واضاف : أن الأسير "محمد أحمد عبد الحميد الطوس"  (62 عاماً)، من سكان مدينة الخليل، هو واحد من "الأسرى القدامى" ويُعتبر ثالث أقدم أسير في سجون الاحتلال بعد الأسيرين (كريم وماهر يونس)، وهو واحد من  بين تسعة اسرى مضى على اعتقالهم ما يزيد عن ثلاثين عاما بشكل متواصل.

 

وأوضح فروانة بأن " الطوس" وكنيته "أبا شادي" كان قد أعتقل بتاريخ 6-10-1985 بعد ان اعتقدت قوات الاحتلال بأنها قضت على كافة أفراد مجموعته الفدائية التي نصبت لها كميناً عسكرياً محكماً في منطقة جبل الخليل، وصبت كل رصاصها وقنابلها على السيارة التي كان يستقلها مع أفراد مجموعته التي حاولت المغادرة الى خارج البلاد، فسقطوا جميعا شهداء فيما نجا "الطوس" بأعجوبة تشبه الأسطورة.

 

 وتابع : قُيدوه مصاباً بعدة رصاصات وجريحاً والدم ينزف من جسده، واعتقلوه وانهالوا عليه بالضرب المبرح دون مراعاة لوضعه الصحي وإصابته الخطيرة، ومن ثم نقلوه لزنازين التحقيق وأخضع لتعذيب قاسي لأكثر من ثلاثة شهور، ووجهت له تهمة الانتماء لـ "حركة فتح" ومقاومة الاحتلال ضمن مجموعة فدائية عسكرية فاعلة ومتميزة في العمل المقاوم، ومن ثم أصدرت إحدى محاكم الاحتلال العسكرية بحقه حكماً بالسجن الفعلي المؤبد لعدة مرات، في الوقت الذي رفض فيه الوقوف في المحكمة أو الاعتراف بها وبقانونيتها.

 

وأشار فروانة بأن الأسير "الطوس" هو من سكان قرية الجبعة قضاء الخليل وهدمت قوات الاحتلال منزل أسرته بعد اعتقاله كجزء من الانتقام منه ومن عائلته، و خلال سنوات اعتقاله الطويلة تنقل ما بين سجون الاحتلال متعددة الأسماء، وزنازين العزل الانفرادي على اختلاف مواقعها، وشارك في كافة الإضرابات عن الطعام، ويُعتبر من قيادات الحركة الأسيرة وحركة فتح داخل السجون الإسرائيلية.

 

وأكد فروانة على أنه  وبالرغم من استثنائه من الافراجات السياسية التي أعقبت "اوسلو" وضمن كافة صفقات التبادل السابقة، ورحيل زوجته ورفيقة مسيرة عمره الحاجة "آمنة الطوس"، إلا أنه يتمتع بمعنويات عالية وإرادة قوية، ويأمل هو وأسرته بأن ينعم بالحرية قريباً.

 

يُذكر بأن زوجته الحاجة (أم شادي) كانت قد أصيبت بجلطة دماغية متأثرة لعدم شمول صفقة "شاليط" اسم زوجها، وبعد أن رفضت الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى وفقا لما تم الاتفاق عليه، بين الجانبين الفلسطيني-الإسرائيلي برعاية أمريكية فدخلت في غيبوبة لنحو سنة ونصف وتوفيت بعد صراع مع المرض بتاريخ 2-1-2015.

 

ودعا فروانة كافة المؤسسات الفاعلة في هذا الشأن و وسائل الإعلام المختلفة إلى منح  قضية "الأسرى القدامى" المعتقلين منذ ما قبل "أوسلو"، مزيداً من الاهتمام والمساحة، والتركيز على معاناتهم ومعاناة ذويهم كي تبقى قضيتهم حاضرة وحية، ومن ثم الضغط على إسرائيل  للإفراج عنهم وإغلاق ملفهم.

 

 

 


#فروانة_أسرى