المجرمون طلقاء والجرائم متواصلة
فروانة : إسرائيل قتلت (59 ) مواطناً بعد اعتقالهم منذ بدء انتفاضة الأقصى
( أدناه بعض الصور )
غزة- 4-10-2010 – طالب الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والإقليمية والدولية ، بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية والقانونية تجاه عشرات جرائم القتل المباشر والإعدام الميداني التي اقترفتها ولا تزال تقترفها قوات الاحتلال بدم بارد بحق المواطنين الفلسطينيين العُزَّل بعد السيطرة الكاملة عليهم ، واعتقالهم ، باعتبارها انتهاكاً صارخاً لمعايير حقوق الإنسان وبشكل خاص الحق في الحياة وتعتبر عمليات إعدام خارج نطاق القانون تصنف كجرائم حرب.
استشهاد " كوازبة يجب أن يفتح ملف اعدام الأسرى
وأوضح فروانة بأن حادثة إطلاق النار مباشرة على المواطن عز الدين صالح كوازبة ( 38عاما ) بعد السيطرة الكاملة عليه ، هي جريمة إنسانية تضاف لسلسلة جرائم إسرائيلية مشابهة ، ويجب أن تقود إلى فتح ملف الإعدام والتصفية الجسدية المباشرة للمواطنين بعد السيطرة الكاملة عليهم مباشرة ، أو أثناء وجودهم في السجن باستخدام طرق عديدة .
وأكد فروانة بأن إعدام الأسرى أو المواطنين العزَّل بعد السيطرة عليهم ، هي جرائم ليست بالجديدة على سلوك قوات الاحتلال ، وإنما تندرج في إطار سياسة ممنهجة اتبعتها قوات الاحتلال كسلوك ثابت منذ احتلالها لفلسطين ، وأعدم على ضوئها آلاف المواطنين بعد احتجازهم بشكل جماعي أو فردى وأن أخطر ما اتصفت به الفترة الممتدة من العام 1948 وحتى العام 1967 ، هو " الإعدام الجماعي والمباشر للمواطنين بعد السيطرة عليهم ، فيما بعد العام 1967 اعتمدت قوات الاحتلال على الإعدام الفردي المباشر للمعتقلين ، والإعدام الجماعي غير المباشر من خلال منظومة من الإجراءات اتبعتها داخل سجونها ومعتقلاتها بهدف قتل الأسرى معنوياً ونفسياً وان أمكن جسدياً، أو توريثهم أمراضاً خطيرة ومزمنة تبقى تلازمهم لما بعد التحرر وتكون سبباً بوفاتهم .
وبيّن فروانة بأن أساليب القتل متعددة ، والذرائع التي تسوقها قوات الاحتلال كثيرة ، فإما يتم إعدام المواطن لحظة اعتقاله وبنفس المكان وتعتبر جريمة اقتحام الباص الإسرائيلي رقم " 300 " بالقرب من دير البلح وسط قطاع غزة عام 1984 وقتل اثنين من المقاومين الفلسطينيين بعد اعتقالهما وظهورهما أحياء أمام وسائل الإعلام هي الحادثة الأشهر ( مرفق الصورة ) .
أو الطلب من الأسير أن يتقدمهم سيراً على قدميه ويطلق النار عليه عن بُعد والإدعاء أنه حاول الهرب من قوات الاحتلال ، أو التنكيل به بعد تعرضه للإصابة والاعتداء عليه بالضرب وتعذيبه انتقاماً منه ومما قام به ، وعدم السماح بتقديم الإسعافات الطبية له وتركه ينزف بشكل متعمد حتى الموت وعلى سبيل المثال الشهداء علي الجولاني وسفيان العارضة عام 2001 وفلاح مشارقة عام 2004 وعبيدة القدسي عام 2009، أو تعذيبه بشكل قاسي جداً في أقبية التحقيق أو في زنازين العزل الانفرادي بهدف القتل ، ومن ثم الإدعاء بأنه انتحر ، أو الإدعاء بأن بحوزته مواد متفجرة وبعد تفتيشه يتم اعدامه كما حصل مع المواطن محمود صلاح من القدس عام 2002 والذي أعدم أمام وسائل الإعلام ( مرفق الصور ) .
مضيفا بأن هناك أساليب أخرى اتبعت مع الأسرى داخل السجون كإخراج الأسير من بين زملائه الأسرى إلى مكان بعيد خارج السجن وإعدامه هناك والإدعاء أنه هرب من السجن كما حصل مع الأسير " سميح أبو حسب الله " عام 1970، أو إطلاق النار عليهم مباشرة وهم داخل السجن بهدف القتل كما حدث مع الشهيدين أسعد الشوا وبسام السمودي عام 1988 وغيرهما ، أو اقتحام البيت وإطلاق النار على المواطن وهو في غرفة نومه ، والشهادات والأمثلة في هذا الصدد كثيرة ، .
إسرائيل قتلت (59 ) مواطناً بعد اعتقالهم منذ بدء انتفاضة الأقصى
وذكر فروانة بأنه ووفقاً لما هو موثق لديه فان قوات الاحتلال أعدمت بشكل مباشر منذ العام 1967 ولغاية اليوم ( 84 ) مواطناً بعد اعتقالهم والسيطرة الكاملة عليهم ، بينهم ( 59 ) مواطناً أعدموا منذ بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 .
مضيفاً بأنه لربما – وهذا وارد - يكون هناك حالات كثيرة غير موثقة ترفع العدد لأكثر من ذلك بكثير.
وأعرب فروانة عن قلقه الشديد من استمرار جرائم قتل المواطنين بعد اعتقالهم على أيدي قوات الاحتلال وعدم وضع حد لها وملاحقة مقترفيها ، بل وتصاعدها بشكل ملحوظ خلال انتفاضة الأقصى .
ورأى فروانة أن القرار السياسي العلني الذي اتخذته حكومة الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى والضوء الأخضر من قبل محكمة العدل العليا الإسرائيلية عام 2002 أدى لشرعنة اغتيال المواطنين وتصاعدها ، وكان سبباً رئيسياً في تصاعد سياسة إعدام المواطنين بعد اعتقالهم ، مقارنة بالسنوات التي سبقت الإنتفاضة .
واعتبر فروانة ضعف التوثيق المنهجي وموسمية إثارة هذا الملف في ظل انعدام الملاحقة القانونية والقضائية ، هو ما مكّن قوات الاحتلال من الإستمرار في تماديها بانتهاج هذه السياسة بحق المواطنين والأسرى العُزل .
بعض الشهادات الإسرائيلية ..
واستحضر فروانة في تقريره بعض الشهادات والوثائق نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية ، وعلى سبيل المثال مجموعة الصور التي نشرتها صحيفة يديعوت العبرية خلال العام الماضي والتي أظهرت قوات إسرائيلية وهي تعدم أسيرا فلسطينياً مقيد اليدين على يد العصابات الصهيونية رميا بالرصاص ، مما دفع الكاتب الإسرائيلي " جدعون مرون " للكتابة على صفحات صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ليؤكد أن سياسة إعدام الأسرى هي سياسة قديمة .
وأشار فروانة إلى الفيلم الوثائقي الذي بث عام 2007 وأثار جزئية يصعب تكذيبها وكشف كيفية إعدام جماعي لجنود مصريين بعد أسرهم والسيطرة عليهم وتجريدهم من سلاحهم ، خلال حرب 1956 .
وذكَّر فروانة بتصريحات الصحفي الاسرائيلي "أوري بلاو" لصحيفة كول هعير عام 2003 والذي أكد قيام مركز الشاباك الاسرائيلي في منطقة نابلس بقتل اثنين من المطلوبين رغم أن المهمة التي أوكلت للجيش هي الاعتقال فقط.
كما أشار فروانة إلى أن صحيفة هآرتس العبرية نشرت يوم 14 تشرين الثاني / نوفمبر 2006 عن قيام الجيش الاسرائيلي بإطلاق النار على جريحين في قرية اليامون قضاء جنين وهما سليم أبو الهيجا ومحمود أبو حسن حيث تم اعدامهما ( 9-11-2006 )وهما جريحين عديمي الحيلة كما قالت الصحيفة.
الدعوة للتوثيق الممنهج والإثارة الدائمة على طريق الملاحقة
داعياً المؤسسات المعنية ومن يمتلكوا الإمكانيات والطاقات إلى ايلاء الأهمية الفائقة للتوثيق والرصد لجرائم قتل الأسرى الجماعية والفردية منذ العام 1948 ولغاية اليوم ، والإثارة الدائمة لهذا الملف والاستفادة من الفيلم الوثائقي الذي ظهر إعدام الأسرى المصريين والصور والتقارير إلي نشرتها وبثتها وسائل الإعلام الإسرائيلية وتكشف إعدام أسرى فلسطينيين ، بالإضافة إلى مئات الشهادات الفلسطينية ، ومن ثم التحرك لملاحقة مقترفي تلك الجرائم ومحاسبتهم وصولاً لوضع حد لهذه الجرائم .
يذكر أن جنود الاحتلال الإسرائيلي، أطلقوا الرصاص على الشاب عز الدين صالح عبد الكريم الكوازبة (37 عاما)، من بلدة سعير بمحافظة الخليل بدمٍ بارد ومن مسافة صفر، أمس الأول (الأحد)، أثناء محاولته الدخول إلى مدينة القدس قرب قرية الزعيّم شمال شرق القدس المحتلة.
هذه الصور توثق إحدى جرائم القتل العمد بعد الإعتقال بتاريخ 8/3/2002
وكان ضحيتها الشهيد محمود صلاح
ومن الجدير ذكره أن العشرات من الفلسطينيين قتلوا بهذه الطريقة وفي أماكن مختلفة
صور لأحد خاطفي الباص 300 في الوسط وهو يظهر حياً في الصورة ، وقد تم اعدامه بعد ذلك مع زميله الثاني