هيئة شؤون الأسرى: للفعل الخارجي دور مهم في مسيرة الإضراب
غزة-4-5-2017- قال عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، أن الإضرابات عن الطعام، ليست هدفا بحد ذاته، بل هي الخيار الأخير، غير المفضل، الذي يلجأ إليه الأسرى رغما عنهم، بعد تعذر تحقيق مطالبهم عبر الخيارات الأخرى والأقل ألماً.
واضاف: ودوما كان يسبق الإضرابات الجماعية عن الطعام سياق طويل من التحضيرات والتجهيزات الأولية والأساسية. ودائما كان الأسرى - قبل كل خطوة كهذه - يراهنون على وحدتهم وإصرارهم وقوة ارادتهم داخل السجون، ووقوف شعبهم لجانبهم، ومساندة جماهير أمتهم وأحرار العالم لخطوتهم خارج السجون. هذه هي ثقافة الإضراب، التي لا يستطيع الأسرى أن يخوضوا معركتهم دون أن يتقنوا أدواتها.
وأكد فروانة على أن للفعل الخارجي وأشكال الدعم والمساندة المتعددة خارج السجون، دور مهم في مسيرة الإضراب داخل السجون، وفي كثير من الأحيان كان العامل الخارجي هو الحاسم في تقصير مدة الإضراب ودفع ادارة السجون نحو التفاوض مع المضربين وتحقيق النجاح المأمول.
وبيّن فروانة وهو أسير محرر الى أن أهمية الفعل الخارجي تكمن في أربع مسائل اساسية وهي:
- تعزيز صمود الأسرى المضربين ورفع معنوياتهم وتعزيز الشعور لديهم بأنهم ليسوا وحدهم في معركتهم ضد السجان.
- ان الحراك الواسع خارج السجون يؤثر ايجابا على معنويات الأسرى عموما ويحفز ويشجع الآخرين على الدخول للإضراب والانخراط في المعركة. الأمر الذي سيؤدي الى اتساع رقعة الإضراب وزيادة عدد المضربين، ويشكل عامل ضغط اضافي على ادارة السجون.
- استمرار الفعاليات والأنشطة خارج السجون تبقي قضية الأسرى المضربين حية وحاضرة في وسائل الاعلام وأمام المؤسسات الدولية، وتسلط الضوء على معاناتهم المتفاقمة ومطالبهم المشروعة.
- ان الحراك الجماهيري واتساع حجم المشاركة في كافة الساحات ونقاط التماس والاشتباك مع الاحتلال تشكل عامل ضغط على سلطات الاحتلال وتساهم في دفعها نحو التفاوض والبحث عن حلول ترضي الأسرى، تجنبا لاحتمالية تطور الأحداث وتأثيرها على تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وفي الوقت الذي عبّر فيه فروانة عن رضاه لحجم التضامن والدعم والمساندة للأسرى المضربين، على المستوى الوطني والعربي والدولي، دعا كافة جماهير شعبنا الفلسطيني، وفصائله المختلفة ومنظمات حقوق الإنسان على اختلاف مسمياتها، وعموم الأحرار في العالم أجمع، الى التحرك بشكل أوسع وتوظيف كل الأدوات والآليات المتاحة نصرة للأسرى المضربين عن الطعام منذ السابع عشر من نيسان/ابريل الماضي، ولغرض الضغط بكل الوسائل الممكنة والمؤثرة لإجبار سلطات الاحتلال على تلبية مطالبهم الإنسانية.