فروانة: الإضراب عن الطعام الخيار الأصعب لانتزاع الأسرى حقوقهم

 

  |  الثلاثاء 04 يناير 2022 - 15:58 م

على الرغم من أن الأسير هشام أبو هواش، المضرب عن الطعام منذ 141 يوماً، ليس الأسير الأول الذي يخوض إضراباً فردياً عن الطعام، ولن يكون الأخير - في ظل تواصل الاعتقال الإداري - إلا أن الإضراب عن الطعام يبقى أصعب الوسائل للتعبير عن رفض هذه السياسة الإسرائيلية، والذي قد يفضي إلى الشهادة أو التسبب بإعاقات على الأقل.

 

وقال الخبير والمختص في شؤون الأسرى، عبد  الناصر فروانة: إن "قرابة 400 أسير فلسطيني سبقوا أبو هواش خلال السنوات العشر الماضية، في خوض تجربة الإضراب الفردي عن الطعام، وبعضهم زادت عدد أيام إضرابه عن 264 يوماً".

 

وأضاف فروانة لـ"قدس برس" أن في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2011، أعلن خضر عدنان، من بلدة عرابة في جنين، الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجاً على اعتقاله الإداري، وقد استمر لمدة 66 يوماً متواصلة قبل أن ينتزع انتصاراً ضَمِنَ له الحرية.

 

وقدّر فروانة عدد الأسرى الذين خاضوا الإضرابات الفردية عن الطعام منذ إضراب عدنان بأكثر من 400 أسير، أبرزهم سامر العيساوي الذي خاض الإضراب الفردي الأطول في تاريخ الحركة الأسيرة والذي استمر (265) يوماً، يليه أيمن الشراونة 261 يوماً.

 

وأشار إلى أن هناك المئات غير العيساوي والشراونة خاضوا هذه التجربة، ومن بينهم الأسيرة هناء شلبي من جنين، الذي استمر إضرابها 44 يوماً، ثم هبة اللبدي 42 يوماً.

 

وأوضح أنه خلال العام الماضي خاض أكثر من 60 معتقلاً الإضراب الفردي عن الطعام، جلهم كان إضرابهم ضد الاعتقال الإداري، وأبرزهم كان الأسير كايد الفسفوس، والغضنفر أبو عطوان، وهشام أبو هواش الذي ما يزال مضرباً لليوم 141 على التوالي ليدخل العام الحالي وهو مضرب عن الطعام.

 

وحذر فروانة من التعمد الإسرائيلي لإطالة مدة الإضراب، واستمرار المماطلة والاستهتار دون التجاوب مع مطلب الأسير المضرب، بغية بث الإحباط واليأس وإجباره على إنهاء إضرابه دون نتائج تذكر، أو على الأقل، إفراغ الإضراب من مضمونه وأهميته وحجم ما يمكن أن يحققه من انتصار.

 

وأضاف أن "الإضراب عن الطعام هو الخيار الأصعب والأقسى الذي يلجأ إليه الأسرى، فرادى وجماعات، بعدما تفشل الخيارات الأخرى الأقل ألماً ووجعاً، لكنهم يضطرون إلى اللجوء إليها ذوداً عن كرامتهم ورفضاً لإذلالهم واعتقالهم التعسفي، ومطالبة بحقوقهم المسلوبة".

 

وتابع "الأسرى يؤمنون أن الإضراب عن الطعام معركة وتحتاج لكثير من التضحيات كباقي المعارك الأخرى، ولقد حققوا خلال المسيرة الطويلة، وعشرات الإضرابات الجماعية ومئات الإضرابات الفردية الكثير من الانتصارات على قاعدة أن الحق ينتزع ولا يوهب، والنضال يحتاج إلى تضحيات جسام حتى وإن كلفهم ذلك ارتقاء عدد من الأسرى شهداء خلف القضبان".

 

وأكد الخبير في شؤون الأسرى، أنه "بمجرد إعلان الأسير إضرابه، وجب علينا دعمه وإسناده والوقوف لجانبه، فمن يقاوم السجان الإسرائيلي بجوعه وعطشه، ويشرع سيف الإضراب عن الطعام في وجه سجانيه، يحتاج منا كل الدعم".

 

وأكد أهمية استثمار حالات الإضراب الفردية، مع ضرورة تقييمها وتقويمها، والبناء على الإضرابات الفردية بما يقود إلى تدحرج الأوضاع وتطويرها إلى إضرابات جماعية ذات تأثير أكبر ونتائج أعظم للفرد والجماعة والقضية المثارة.

 

وشدد فروانة على العامل الخارجي في دعم الإضراب، وفي بعض المراحل يكون حاسماً للغاية، مطالباً تفعيل كافة الأدوات الخارجية لدعم المضربين عن الطعام.

 

وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها قرابة 4600 أسير، من بينهم 500 أسير يقضون في الاعتقال الإداري دون أي تهمة.

 

 

 

https://www.qudspress.com/index.php?page=show&id=74691&fbclid=IwAR0SMRWbUrhAdoowlRM1p0k-pEodeoLq5RSLxvIZrUxuAEDAVk1BPkMZHR8