عبد الناصر فروانة للغد: إسرائيل ترفض كل النداءات للإفراج عن الأسرى
الاحتلال يعتقل 1200 فلسطيني بينهم 150 طفلا و30 سيدة منذ بدء جائحة كورونا
م تتوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عن مواصلة عدوانها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني، رغم جائحة كورونا التي تضرب العالم أجمع، لكن الاحتلال استغل هذه الأزمة لتنفيذ الكثير من مخططاته ومشاريعه العدوانية وواصل اعتداءاته على الفلسطينيين وممتلكاتهم خاصة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
1200 معتقل
وكان من أبرز الاعتداءات التي مارسها الاحتلال سياسة الاعتقالات اليومية واقتحام المدن الفلسطينية ومداهمة للمنازل وتنفيذ حملات الاعتقال والتحقيق في كافة المناطق الفلسطينية، وفي ضوء إعلان حالة الطوارئ من جانب الحكومة الفلسطينية لمواجهة انتشار كورونا، وكذلك إجراءات الطوارئ في دولة الاحتلال، استمرت إسرائيل في عدوانها.
وقال المختص بشؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة للغد، إن سلطات الاحتلال
اعتقلت أكثر من 1200 فلسطيني منذ بدء انتشار كورونا ، منهم قرابة 150 طفلا و30 فتاة
وسيدة، ضاربة بعرض الحائط كل التحذيرات التي صدرت عن المنظمات الدولية بشأن كورونا.
وأضاف قائلا “بدلا من توفير إجراءات السلامة والوقاية استغلت سلطات الاحتلال انشغال
العالم في مواجهة فيروس كورونا، وصعدت من إجراءاتها العقابية والقمعية بحق الأسرى،
وارتفعت وتيرة عمليات اقتحام الغرف والتنكيل بهم”.
إهمال طبي
أوضح فروانة أن عمليات الاعتقال لا تلتزم بقواعد القانون الدولي ودون اكتراث سلطات الاحتلال بالمطالبات الدولية الداعية إلى مراعاة التوجيهات الدولية واتخاذ إجراءات السلامة والوقاية ودون استثناء الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا من اعتقالاتها.
وشدد، على أن الاعتقالات الإسرائيلية استمرت دون ضوابط، وشملت كافة الفئات منذ بدء أزمة كورونا في المنطقة، ولم تتخذ ادارة السجون التدابير اللازمة وإجراءات السلامة والوقاية الضرورية داخل السجون، ولم توفر مواد التعقيم والتنظيف لحماية الأسرى من خطر الإصابة بفيروس كورونا.
وأشار إلى أن مصلحة إدارة السجون، لم تغير في النظام الغذائي المتبع في السجون ولم تقدم أنواعا جديدا من الأطعمة لتقوية المناعة لدى الأسرى المرضى، مما فاقم من حدة القلق لدى الأسرى وذويهم.
رفض النداءات الدولية
وأشار فروانة إلى أن سلطات الاحتلال ضربت بعرض الحائط كافة النداءات والدعوات الدولية والحقوقية والإنسانية، بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المرضى وكبار السن والنساء والأطفال في وقت مارست فيه التمييز العنصري حين أفرجت عن مئات السجناء الاسرائيليين.
كما أوقفت إدارة السجون زيارات أهالي الأسرى، ولم توفر البديل مما زاد من درجة القلق لدى الأسير وذويه مع انتشار الوباء.
وأضاف “في الأسابيع الأخيرة تزايد عدد السجانين/ات المصابين بالفيروس مما يشكل خطرا على الأسرى، الأمر الذي يستدعي من الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية التدخل العاجل وإرسال وفد طبي دولي محايد إلى السجون للاطلاع عن كثب على طبيعة النظام الصحي المتبع هناك واحوال الأسرى المرضى”.
استهتار بحياة الأسرى
وحذر فروانة في حديثة للغد، من أن تتحول الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها سلطات الاحتلال في السجون بذريعة كورونا إلى قاعدة يصعب تغييرها، ما قد يتطلب خطوات نضالية وتضحيات جديدة من الأسرى مما يفاقم من معاناتهم الانسانية داخل المعتقلات.
وأشار إلى أن المتابع لأوضاع السجون يلاحظ وبوضوح مدى الاستهتار الإسرائيلي بحياة وأوضاع الأسرى الصحية، حيث اتخذت ادارة السجون في الأسابيع الأخيرة، خطوات محدودة في عدد من السجون ومع بعض الأسرى دون معالجة جذور المشكلة في محاولة منها لخداع الرأي العام وللتحايل على المطالبات الدولية وردا على انتقادات المنظمات الحقوقية والإنسانية، كتوفير بعض الكمامات وتعقيم بعض الأقسام وسيارات النقل والسماح لعدد قليل جدا جدا من الاسرى بإجراء مكالمات هاتفية مع الأهل. أن هذه الإجراءات الجزئية لم تعالج المشكلة ولا تحمي الأسرى من خطر العدوى او الاصابة ولا تزيل حالة القلق لدى الأسير وعائلته جراء عدم التواصل.
وفي ظل تزايد أعداد السجانين المصابين بفيروس كورونا يصبح استئناف الزيارات ضرورة إنسانية ملحة، وفي حال تعذر إجراؤها لأسباب أمنية أو حفاظا على سلامة الزوار من جائحة كورونا وجب إيجاد بدائل مناسبة تكفل التواصل بشكل منتظم وتخفف الألم والتعذيب ودرجة القلق لدى الاسرى وعائلاتهم.
توثيق الانتهاكات
وأوضح فروانة، أن إدارة السجون الإسرائيلية، اتخذت جملة من الإجراءات العنصرية بذريعة كورونا مثل وضع قيود مشددة على زيارات الأهل والمحامين والتنقل بين الغرف وغيرها، مشدداً “لا مبرر لاستمرار توقف زيارات الأهل وانعدام آليات التواصل البديلة”.
وأضاف “خلال أزمة كورونا وفي شهر إبريل/نيسان الماضي استشهد الأسير نور الدين جابر
البرغوثي في سجن النقب الصحراوي جراء الإهمال الطبي وهى سياسة متبعة من قبل
الاحتلال”.
ودعا الى توثيق أوضاع السجون منذ بدء أزمة كورونا والإجراءات العقابية التي اتخذت
من قبل الادارة وعمليات القمع والاستهتار، وتلك الواجب اتخاذها من تدابير وإجراءات
منذ بدء أزمة كورونا.
وأشار إلى أن كافة التفاصيل تلك تفيدنا لاحقا في الرد على الادعاءات الإسرائيلية
وتكفل لنا ملاحقة الاحتلال على انتهاكاته وجرائمه بحق الأسرى في زمن كورونا. وتابع
“هناك ترابط وثيق ومهم ما بين التوثيق الممنهج والملاحقة”.
وقال فراونة، “غياب الإجراءات الحقيقية وتدابير السلامة الواجب اتخاذها وعدم توفير
بدائل واستمرار الاستهتار بحياة وأوضاع الأسرى المرضى يجعلنا نشكك دوما بالنوايا
الإسرائيلية ويفقدنا الثقة بإدارة السجون”.
وفد دولي لزيارة الأسرى
وشدد فروانة على أن عدم الإعلان عن إصابات مؤكدة في صفوف الأسرى بفيروس كورونا، لا
يعني أن الاسرى يمتلكون الحصانة أو أن الرواية الإسرائيلية صادقة، وحذر من احتمال
وجود إصابات بين صفوف الأسرى بالفيروس لكن إسرائيل قد تتكتم عن ذلك.
وتابع فروانة قائلا “كثيرة هي المرات التي أخفت فيها إدارة السجون الملفات الطبية
لبعض الأسرى، وفي مرات أخرى لم تفصح عن طبيعة الأمراض التي أصابت بعضهم”.
وقال “لا أستبعد إصابة بعض الأسرى بفيروس كورونا في ظل تزايد أعداد السجانين والعاملين بهذا الوباء. وفي ظل غياب الثقة بإدارة السجون وإجراءاتها الوقائية”.
وشدد على أن المطلوب الآن هو الضغط على الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، وتوفير طرف ثالث يتمثل بوفد دولي محايد بما يضمن إجراء فحوصات لكافة الاسرى للتأكد من عدم إصابة بعضهم بالوباء. وضمان توافر إجراءات الوقاية والسلامة.
وما يزال في سجون الاحتلال نحو 4500 أسير بينهم قرابة 700 مريض ومنهم 300 يعانون أمراض خطيرة ومزمنة وبحاجة الى تدخل علاجي عاجل.