فلسطين خلف القضبان www.palestinebehindbars.org
|
فروانة : الأسير هاني جابر يدخل عامه الـ25 في الأسر
ويفتح ملف الأسرى القدامى
غزة – 3-9-2009 – أفاد الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن الأسير المقدسي هاني جابر دخل اليوم عامه الخامس والعشرين في الأسر بشكل متواصل ، وهو بذلك يقترب من الانضمام لقائمة من أمضوا أكثر من ربع قرن بالأسر .
مضيفاً : أن دخول الأسير " هاني جابر " اليوم عامه الـ " 25 " في الأسر يجب أن يفتح ملف الأسرى القدامى عموماً ، المعتقلون منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وعددهم ( 325 أسيراً ) ، ويجب أن يدفعنا لتسليط الضوء على معاناتهم المتفاقمة والمضاعفة بشكل مكثف ، ويجب علينا جميعاً أن ندفع باتجاه وضع قضية تحريرهم أمام السلطة الوطنية الفلسطينية في ظل الحديث عن احتمالية استئناف المفاوضات أو اللقاءات الفلسطينية – الإسرائيلية ، وعلى الجانب الآخر وضعها على سلم أولويات ومطالب " آسري شاليط " في ظل الحديث عن حراك في المفاوضات المتعلقة بصفقة التبادل .
وذكر فروانة بأن الأسير هانى بدوى محمد سعيد جابر وهو من مواليد 23-7-1964 ، واعتقل من بيته في الخليل بتاريخ 3-9-1985 ، وأخضع لتعذيب قاسي ومن ثم أصدرت إحدى محاكم الاحتلال العسكرية بحقه حكماً بالسجن الفعلي مدى الحياة ، وأقدمت قوات الاحتلال على هدم بيت العائلة الكائن في كريات أربع في الخليل بمنطقة " واد الغروس " فانتقلت العائلة للعيش والسكن في البلدة القديمة بمدينة القدس وهي مقيمة هناك لغاية اليوم .
وأضاف : بأن الأسير " جابر " حينما اعتقل كان عمره ( 21 عاماً ) وكان متزوجاً وترك زوجته حاملاً في شهرها السابع ، وبعد اعتقاله أنجبت له طفلة اسماها ( فداء ) ، حُرمت من حنانه طوال حياتها ، وتحلم بأن ترى وجه أبيها قريباً دون شبك أو قضبان ، وأن تحتضنه دون حراسة عسكرية أو مراقبة ألكترونية ، وأن تنعم بحنانه بعد حرمان امتد أربعة وعشرين عاماً مضت هي مجموع سنوات عمرها .
وأشار فروانة بأن كريمته " فداء " المقيمة الآن في القدس كبرت وترعرعت وهو في السجن وزُفت إلى بيت زوجها قبل 6 سنوات تقريباً ، دون أن يتمكن أبيها من مشاركتها فرحتها سوى ببعض الكلمات عبر الهاتف .
وفي مقابلة مع مؤسسة القدس الدولية وصفت " فداء " هذه اللحظات على لسان والدها ( لحظات مؤلمة كالسفينة التي تغرق ) ، وتابعت ما زال يقول لي والدي في كل زيارة ( نفسي ألمس يديك وأضعك على صدري وأضمك ) ، ويتحدث لي دومًا عن الموت ثم آخذ بالبكاء، ويقول لي ( لو مت تعودي أن تتحدثي معي كأني موجود معك وأسمعك، فأنت موجودة في قلبي وأسمعك ) .
وأوضح فروانة بأن الأسير " هاني جابر " هو واحد من الأسرى القدامى الذين أفنوا زهرات شبابهم وسنوات أعمارهم خلف القضبان ، ويحتل مكانة متقدمة على قائمتهم وهو واحد من عشرات الأسرى الذين أمضوا في السجن سنوات طويلة من أعمارهم تفوق ما أمضوه خارج السجن .
وقال فروانة : حينما نستحضرهم نفخر بصمودهم ونعتز بأسمائهم ، ونذهل من صلبة إرادتهم ، ولكن في الوقت ذاته نشعر بالألم والخجل لاستمرار بقائهم في الأسر وعجزنا عن تحريرهم .
داعياً الجميع ودون استثناء السلطة الوطنية الفلسطينية والمفاوض الفلسطيني والفصائل الفلسطينية وآسري " شاليط " والمؤسسات الحقوقية ووسائل الإعلام المختلفة إلى إبلاء قضيتهم مزيداً من الاهتمام ، ووضع قضية تحريرهم على سلم الأولويات .