خلال لقاءه بكوادر حركة فتح بالقاهرة .. قراقع: لا يمكن تحقيق السلام العادل في المنطقة مادامت  الاعتقالات مستمرة وإسرائيل دولة سجون وحواجز عسكرية

 

القاهرة-3-10-2016- نظمت يوم أمس الاثنين حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فـتـح” إقليم جمهورية مصر العربية، لقاءًا استضافت خلاله الوزير/ عيسى قراقع، رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، بحضور ومشاركة  كوادر وأطر حركة فتح في جمهورية مصر العربية، وذلك بمكتب إقليم حركة “فـتـح” بالقاهرة.

 

وقد حضر اللقاء الأخ/ لمعي قمبرجي معتمد إقليم حركة فتح، والأخ/ سميح برزق امين سر إقليم حركة فتح، وأعضاء لجنة إقليم حركة فتح بمصر، إلى جانب حضور الأستاذ/ علي جوهر رئيس الجمعية الخيرية الفلسطينية، والأخت/ عبلة الدجاني رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع جمهورية مصر العربية، والأخ/ عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شئون الهيئة في قطاع غزة، والأخ/ محمد البطة مدير عام برنامج تأهيل الأسرى والمحررين الفلسطينيين، والأخت/ كوثر جبر مسئول دائرة قروض الاسرى والمحررين الفلسطينيين، ولفيف من كوادر وطلبة حركة فتح المقيمين بمصر.

 

هذا وقد بدأ اللقاء بكلمة الأخ/ سميح برزق مرحبا بالوزير والوفد المرافق والحضور موجهًا تحية اجلال وتقدير لكافة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، والذين ضحوا بحريتهم دون مقابل، مؤكداً أن حركة فتح في مصر تعمل جاهدة بكافة الوسائل والطرق من أجل دعم صمود الأسرى في سجون الاحتلال، ومنها تنظيم العديد من الفعاليات التضامنية مع الأسرى على الساحة المصرية بمشاركة الأشقاء المصريين من المؤسسات الحزبية والنقابية والشعبية.

 

وبدوره تقدم الوزير/ عيسى قراقع بالشكر لإقليم حركة "فتح" وكافة الحاضرين، مؤكدًا على أهمية هذا اللقاء في الوقت الذي يمر به الأسرى الفلسطينيين بظروف قاسية، متطرقًا للحديث حول شئون الاسرى، حيث أكد أن قضية الأسرى تعتبر من أكثر القضايا أهمية وقداسه، وذلك كونها تتعلق بالإنسان المناضل الذي ضحى بحريته من أجل الوطن، مشيرًا إلى أن اعداد الاسرى في سجون الاحتلال يتزايدون بشكل مستمر.

 

وأكد قراقع، أن وجود اسرى في السجون لمدة عشرات السنوات لا يحدث في العالم إلا للأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال، قائلًا: "حق هؤلاء الأسرى علينا أن نفتخر بهم ونتحدث عنهم في كافة النشاطات، وأن نتحدث بأسمائهم في كافة المجالات حتى يعرف العالم بأكمله أن هناك أسرى فلسطينيين"، مشيدًا بصمودهم أمام الاجراءات التعسفية للاحتلال، ومن واجبنا العمل من أجل اطلاق سراحهم.

 

وأضاف، "أنه منذ اندلاع الهبة الشعبية نرى ان اسرائيل قد اصيبت بالجنون من خلال قيامها بإعدامات ميدانية يتعرض لها كافة أبناء الشعب الفلسطيني دون استثناء"، مؤكدًا أن إسرائيل تستهدف الأطفال بشكل خاص كونها ترى أن هذا الجيل الفلسطيني مختلف، واصفًا هذا الجيل بـ "منتصب القامة".

 

وأشار، في حديثه إلى أن إسرائيل لم تكتفي بإجراءاتها التعسفية بحق الأسرى وتعذيبها لهم بأساليب وحشية، ولكنها أصدرت القوانين التي تؤكد على هذه الإجراءات وتجعلها في حدود القانون الإسرائيلي حتى تصبح الجريمة مغطاة بقوانين أصدرها الكنيست الإسرائيلي.

 

وتابع: "هناك هجمة شرسة على كافة المعتقلين، وهدفها الأساسي توقيف المقاومة، والمساس بالهوية الوطنية الفلسطينية، وتدمير الأسرى"، مؤكدًا على أن القيادة الفلسطينية تعمل من أجل رفع كافة جرائم الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية، وعلى العالم بأكمله ان يقف بجانب هؤلاء الأسرى حتى يستطيعوا الحصول على حقوقهم، ولا يعقل أن تبقى إسرائيل متفلته من العقاب، قائلًا: "إسرائيل دولة مستهترة بالعالم وتخالف كافة الشرائع الدولية وتمارس الفاشية على أبناء الشعب الفلسطيني".

 

كما طالب قراقع، العالم بأكمله أن يتخذ مواقف جدية ضد الاحتلال، مؤكدًا على أنه لا يمكن تحقيق السلام العادل في المنطقة مادامت إسرائيل دولة سجون وحواجز عسكرية.

 

وفي تعقيبًا منه على مجموعة من التساؤلات أكد على أن قضية الأسرى تحتاج إلى دعم الجميع، وذلك من خلال المبادرات التي يمكن من خلالها اظهار معاناة أسرانا في سجون الاحتلال.

 

وأوضح قراقع أن السلطة الفلسطينية رغم إمكانياتها المحدودة تبذل كافة ما في وسعها لمساعدة هؤلاء الأسرى وعائلاتهم الذين يعانون مرار فقدان أبناءهم، حيث أكد أن وزارة الأسرى هي رابع وزارة من حيث النفقات، فهي توفي كافة المساعدات للأسرى واسرهم.

 

قائلًا: "تقدم هيئة شؤون الأسرى الكثير من المساعدات، حيث يتم تقديم رواتب شهرية لعائلات الأسرى، كما أنها تتكفل بالأسرى بعد خروجهم من سجون الاحتلال، وأن الوزارة تساعد الاسرى داخل السجون على التعليم وتتكفل بجزء كبير من المصروفات التعليمية، إلى جانب القيام ببرنامج تدريب مهني في كافة المجالات للأسرى، حيث تسعى الوزارة أيضاً بعد خروج الاسرى من السجون على توفير قروض صغيرة لهم بفوائد رمزية صغيرة جدا حتى يستطيعوا من خلالها انشاء المشروعات من أجل أن يعتمدوا على ذاتهم، ومن جانب آخر تساعد هذه المشروعات على القضاء على البطالة".

 

وأضاف قائلًا: "كما تعمل هيئة شؤون الاسرى على الاهتمام بالناحية النفسية للأسرى حيث توفر لهم برامج إرشادية من أجل تخفيف الضغوط النفسية"، مؤكدًا على أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، والحكومة الفلسطينية يقومون بإجراءات ومواقف جدية في دعم الوزارة التي تقدم كافة الدعم للأسرى القابعين في سجون الاحتلال، ومنهم أسرى من دولة عربي، ولا تفرق بين أسير وأسير أخر في سجون الاحتلال بغض النظر عن مكان سكنه أو انتمائه السياسي والحزبي.

 

واختتم قراقع حديثه مطالبًا الدول العربية بتقديم الدعم لصندوق الأسرى حتى يتم تغطية كافة احتياجاتهم، كما طالب بضرورة تحريك الرأي العام تجاه قضية الأسرى عن طريق المبادرات التي يطرحها الأفراد والمؤسسات.

 

في ختام اللقاء قام الأخ/ سميح برزق أمين سر إقليم حركة فتح بمصر وبالنيابة عن كافة الحاضرين بإهداء درع الحركة للوزير/ عيسى قراقع، تقديرًا لمسيرته النضالية وجهده المتميز تجاه قضية الاسرى والمحررين.