فروانة : "الزى البرتقالي" مرفوض فلسطينياً وغير لائق بأسرى الحرية  

 

رام الله – 12-10-2008 – حذر الباحث المختص بشؤون الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة اليوم ، من تمادي ادارة مصلحة السجون الإسرائيلية في انتهاكاتها الفظة بحق الأسرى واستفزازها لهم ، مما ينذر بحدوث كارثة انسانية قد تشمل كافة السجون والمعتقلات ، وقد تدفع الحركة الأسيرة لإتخاذ خطوات نضالية رداً على ذلك وصوناً كرامتهم .

وأوضح فروانة أن ادارة مصلحة السجون لم تكتف بممارساتها القمعية وانتهاكاتها الجسيمة الطويلة بحق الأسرى والتي ترتقي في كثير من الأحيان الى مصاف جرائم ضد الإنسانية وفقاً للتوصيف الدولي ، بل تلجأ بين الفينة والأخرى الى استخدام القوة المفرطة وتصعيد اجراءاتها التعسفية ، واصدار قوانين محجفة تتنافى وأبسط حقوق الإنسان ، كان آخرها اجبار المعتقلين على إرتداء " الزي البرتقالي "  ، في سفرياتهم وتنقلاتهم وأثناء زيارات الأهالي أو المحامي ، وأن سلطات الإحتلال الإسرائيلي تحاول نقل التجربة الأمريكية في معتقل غوانتانامو الى سجونها ، حيث أن " الزي البرتقالي"  يعيد للاذهان ما يرتديه المعتقلين هناك .

واعتبر فروانة أن لا مبرر على الإطلاق لسلطات الإحتلال الإسرائيلي لتغيير الزي " البني " الموجود حالياً ، سوى محاولة لإعطاء العالم صورة عن المعتقلين الفلسطينيين ، ذات الصورة المرتبطة في أذهانهم بمعتقلي غوانتنامو على أنهم " ارهابيون " و لايستحقون الحياة ، حيث أن " الزي البرتقالي " ارتبط في أذهان العالم أجمع بمعتقلي غوانتامو، ومن جانب آخر هو حلقة جديدة في سلسلة الإجراءات القمعية بحق المعتقلين والتي تهدف الى إذلالهم  واستفزازهم ، وافراغهم من محتواهم النضالي والسياسي ، وخلق جو من الإحتكاك والتصادم معهم واللاستقرار ، وايجاد المبررات الواهية لمعاقبتهم بحجة رفضهم تنفيذ الأوامر ،  مستغلة بذلك تأثر الحركة الأسيرة السلبي من حالة الإنقسام ، وضعف حضور قضية الأسرى على المستوى الرسمي والشعبي وبالتالي ضعف المساندة الجماهيرية .

وأكد فروانة على أن موقف الأسرى موحد بهذا الشأن في كافة السجون ومن كافة القوى الوطنية والإسلامية ، وجميعهم يرفضون ارتداء " الزي البرتقالي " وأن حالة الإنقسام السياسي لم ولن تؤثر على موقفهم من المواجهة المحتملة مع ادارة السجون حفاظاً على انجازاتهم التي عمدت بالتضحيات والدماء وصوناً لكرامتهم ،  وتأكيداً على حقوقهم المشروعة كاسرى حرب أو معتقلين مدنيين وليسوا " ارهابيون أو مجرمون " كما تحاول سلطات الإحتلال وصفهم ، وأنهم قد يتخذون خطوات نضالية رداً على ذلك ، في حال اصرار ادارة السجون على فرضه .

وبهذا الصدد أكد فروانة بأن ارتداء " الزي البرتقالي " مرفوض فلسطينياً ومسانداً لموقف الأسرى ، باعتباره غير لائق على الإطلاق بأسرى الحرية وحقهم بالحرية ، ولا بنضالاهم المشروع ضد الإحتلال وافرازاته ومكوناته ، وارتدائه يعكس وكأنهم " ارهابيون " أو " مجرمون " ، أو أنهم لا يستحقون الحياة وبانتظار تطبيق حكم الإعدام ضدهم ، مبيناً الى أن الأسرى كانوا ملزمون بارتداء " قميص برتقالي " في السنوات الأولى للإحتلال وحتى أواخر الثمانينات واستطاعوا بنضالاتهم تغييره ، وهم اليوم لن يقبلوا ارتدائه من جديد ولا بأي حال من الأحوال و تحت أي ظرف كان مهما كلف الثمن.

وناشد فروانة جماهير شعبنا وكافة المؤسسات الرسمية والشعبية الى مؤازرة الأسرى ومساندتهم في معركتهم المحتملة القادمة ضد ادارة مصلحة السجون رفضاً لهذا الإجراء التعسفي وصوناً لإنجازاتهم وحفاظاً على كرامتهم وحقوقهم المشروعة .