الأسرى يشيدون بموقف الشعب الجزائرية ودور مديرها العام
بقلم / عبد الناصر فروانة
3-4-2011
الأسرى أحرار رغم القيد ، يبدعون رغم القهر ، يبتكرون طرقاً جديدة للتواصل مع العالم الخارجي رغم صعوبة الإجراءات والقوانين ، يصرون على حقهم في متابعة ما يجري حولهم من أحداث رغم مصادرة حقهم في مشاهدة أغلب الفضائيات العربية ، يستمعون جيدا للإذاعات المحلية وينصتون للبرامج المختصة بقضاياهم ، يتابعون باهتمام بالغ كل ما يصدر عبر وسائل الإعلام بشكل عام ، وما يتعلق بقضيتهم بشكل خاص ، يقرأون كثيراً ويتصفحون بدقة كافة الصحف التي تسمح إدارة السجون بإيصالها لهم .
بعضهم تعلم وأجاد وأتقن لغات عدة وعمل مترجماً لما يُنشر في الصحف الإنجليزية والعبرية التي تصلهم .. وبمجموعهم وبدماء وعذاباتهم من سبقوهم جعلوا من السجون جامعات وحولوا المحنة الى منحة ..
الأسرى مجتمع صغير ومتكامل تسوده المحبة وتربطه علاقات متينة ، وموحد في مواجهة السجان ، مجتمع له لغته المميزة ومفرداته الخاصة وتقاليده وعاداته الرائعة.. مجتمع لطالما حلمنا بتشييده خارج الأسر .
ولا أذيع سراً إن قلت بأنني على تواصل دائم مع الأسرى في أغلب سجون ومعتقلات الاحتلال ان لم تكن جميعها عبر طرق مختلفة وأساليب متعددة .
وكثيرة هي الرسائل التي وصلتني وتصلني منهم حاملة أخبارهم وتطلعاتهم ومناشداتهم ، وكثيراً ما نتناقش ونتحاور في قضايا عدة ، ولكن ما لفت انتباهي في الآونة الأخيرة أنهم مطلعون جيداً على ما يجري في الجزائر الشقيقة ، بلد المليون ونصف المليون شهيد ، وبشكل خاص منذ انعقاد " ملتقى الجزائر لنصرة الأسرى " في ديسمبر من العام الماضي بمشاركة فلسطينية وعربية واسلامية وأوروبية واسعة .
حيث أن غالبية رسائلهم حملت في مضمونها إشادة واضحة وتقدير عالي لصحيفة الشعب الجزائرية على موقفها الثابت تجاه قضيتهم والتزامها منذ مطلع العام الجاري باصدار الملحق الخاص الذي تصدره وتوزعه الصحيفة يوم الأحد من كل اسبوع والذي يختص بشؤون قضاياهم .
ولاحظت أنهم يتابعون باهتمام لما يذاع عبر أثير الإذاعات المحلية وما يُنشر في الصحافة المحلية حول الملحق الخاص بالأسرى ومضمونه .
كما لم تقتصر إشادتهم بصحيفة الشعب الجزائرية والعاملين فيها بشكل عام ، وإنما عبروا عن جل تقديرهم واحترامهم بشكل خاص إلى رئيس تحريرها ومديرها العام الأستاذ " عز الدين بوكردوس " .
وقال الأسرى في إحدى رسائلهم ( لم نتفاجأ بموقف صحيفة الشعب ، بل ونتوقع من صحف جزائرية أخرى أن تحذو حذوها ، فنحن نعلم جيداً مدى حب الشعب الجزائري لنا ولشعبنا الفلسطيني عامة ، وندرك عظمة الجزائر ورؤسائها وأبنائها ومواقفهم التاريخية تجاه قضيتنا الفلسطينية .. ولم ولن ننسى ما قاله الرئيس الجزائري السابق " هواري بومدين " نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة " ونتمنى لها ولشعبها الأمن والاستقرار والرقي والازدهار ) .
وفي رسالة أخرى ( من سجون القهر نبرق خالص تحياتنا وفائق احترامنا وتقديرنا إلى صحيفة الشعب الجزائرية ولكل العاملين فيها ونخص بالذكر رئيس تحريرها ومديرها العام الأستاذ " عز الدين بوكردوس ) .
ولم يغفل الأسرى الدور العظيم الذي تبذله لجنة الحرية لأسرى الحرية ممثلة بالأستاذ " عز الدين خالد " المشرف على الملحق ، متمنيين أن تنتقل التجربة الإعلامية المتميزة في الجزائر إلى بلدان عربية أخرى ، وأن تتحرك الجاليات والسفارات الفلسطينية هناك بما يساهم في تسليط الضوء على معاناة الأسرى وقضاياهم العادلة .
وعودة على بدء ، فمن الأهمية بمكان التأكيد هنا على أن الأسرى ، يتابعون بشكل جيد لكل ما ينشر عبر وسائل الإعلام المختلفة ، ويتطلعون دائماً لأن تكون قضيتهم حاضرة وبقوة في كافة وسائل الإعلام ، المحلية والعربية ، ويشعرون بالرضا والارتياح كلما اتسعت المساحة المخصصة لهم ولقضاياهم ، وكثيراً ما انتقدوا وسائل الإعلام العربية المرئية والمقروءة لقصورها في تغطية أخبارهم وعدم منح قضيتهم المساحة التي تستحقها .
فيما اليوم فهم يعربون عن تقديرهم واحترامهم لهذا العمل الرائع ، ويشيدون بتجربة إعلامية زاخرة وفريدة ومميزة ، عنوانها صحيفة عربية جزائرية ،اسمها " صحيفة الشعب " باعتبارها الصحيفة الأولى على المستوى العربي التي تفرد هذه المساحة الواسعة لقضية الأسرى ، وهي الأولى التي تخصص ملحق خاص من ثماني صفحات لقضايا الأسرى والذي كان له الأثر الإيجابي على معنوياتهم ومعنويات ذويهم .
ويبقى الأسرى أحرار رغم القيد .. يتابعون باهتمام بالغ كل ما يُنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة ، ويناشدون باستمرار بأن تُمنح قضيتهم المساحة التي تستحقها ، ويتطلعون إلى ترسيخ ملحق الأسير وتطوير التجربة الإعلامية المتميزة في الجزائر الشقيقة ، ويأملون انتقالها إلى بلدان عربية أخرى ومن ثم إلى بلدان أوروبية وبلغات مختلفة ، وقبل هذا وذاك يأملون انتقالها إلى الصحافة الفلسطينية المقروءة .